أرامكو السعودية: شرعنا في إقامة مجموعة مشاريع مشتركة في آسيا للحصول على منافذ بيع حيوية

TT

أعلن مسؤول رفيع في شركة ارامكو السعودية، كبرى شركات البترول العالمية من حيث الإنتاج والاحتياطيات والمملوكة للحكومة السعودية، أن الشركة شرعت في إقامة مجموعة من المشاريع المشتركة في آسيا للحصول على منافذ بيع حيوية لإنتاج الشركة من الزيت الخام لضمان تسويق كميات منه على المدى البعيد، وقال النائب الأعلى لرئيس ارامكو للتكرير والتسويق والأعمال الدولية عبدالعزيز فهد الخيال إن الأسواق الآسيوية كانت وستظل بين الأسواق الأعلى ربحية في العالم، وان شركته حريصة على الوجود في مناطق الأسواق الرئيسية الثلاث في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية لما لهذه الأسواق من أهمية استراتيجية مع زيادة نسبة صادرات ارامكو الى الأسواق الآسيوية، مشيرا الى أن آسيا تمثل عنصرا مهما في الخطط الاستراتيجية للشركة التي تهدف لتحقيق اكبر قدر من الإيرادات.

وقال الخيال في بيان وزعته ارامكو أمس عقب زيارة قام بها لعدد من الشركات التابعة لارامكو السعودية ومشاريعها المشتركة في عدد من المناطق الآسيوية شملت الصين واليابان وكوريا الجنوبية، حيث قامت الشركة بوضع خطط للدخول في مشروعات مشتركة في عدد الأسواق الآسيوية بهدف الاستفادة من فرص النمو والتطور الكبيرين التي تشهدهما القارة وللاستفادة من فتح أسواق جديدة لصادرات ارامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية.

وأشار الخيال الى أن انتعاش الطلب على الطاقة في منطقة آسيا «الباسيفيك» يعد من العوامل الرئيسية في أسواق الطاقة في الآونة الأخيرة، وان هناك مؤشرات على استمرار الزيادة في الطلب على المدى البعيد، حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يزيد الطلب على الزيت الخام في الصين من 5 ملايين برميل في اليوم حاليا «متوسط استهلاك الصين المتوقع للعام الحالي 6.7 مليون برميل يوميا» ليصل الى 12 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2030 فيما يزيد الطلب في دول شرق آسيا خلال ربع القرن المقبل لأكثر من الضعف ليصل الى 9.4 مليون برميل في اليوم.

وأشار الخيال الى انه مع زيادة الطلب في آسيا يتواصل اعتمادها بدرجة كبيرة على الطاقة المستوردة وخاصة على واردات الشرق الأوسط من الزيت، بالنظر الى الصين ومعدل استهلاكها للسلع والبضائع المصنعة نجد الكثير من المؤشرات على زيادة هذه المعدلات لتواكب نظيرتها في العالم المتقدم، وعليه فهم في حاجة للحصول على المادة الخام والطاقة، كما توفر هذه المشاريع المشتركة الطاقة واللقيم اللازمين لصناعة البتروكيماويات، وان ارامكو السعودية تعمل للوفاء بهذا الطلب المتزايد.

وللتعليق على أهمية خطط التوسع في السوق الآسيوية تحدثت «الشرق الأوسط» مع ديفيد فايف، متخصص العرض ومحرر تقرير أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، حيث قال إن السعودية ليست الوحيدة التي تسعى للحصول على موطئ قدم في سوق المصافي الآسيوية حيث تشاركها في ذلك عدة دول داخل الأوبك بالإضافة الى شركات النفط العالمية وربما تمتلك ارامكو ميزة تنافسية في قدرتها عرض ضمان تدفق النفط لفترات طويلة.

وأشار فايف إلى أن النمو في الطلب على النفط في منطقة اسيا/الباسيفيك يقود حاليا النمو العالمي في الطلب على النفط الخام والمشتقات أيضا، وذلك على الرغم من توقع تباطؤ النمو في الطلب العالمي على النفط للعام الحالي الى 2.2 في المائة ما يعني اضافة 1.8 مليون برميل للطلب مقارنة بالعام الماضي في حين كان النمو في عام 2004 كبيرا بواقع 3.5 في المائة، حيث ارتفع الطلب بواقع 2.8 مليون برميل يوميا.

وأشار فايف الى أن اسيا/الباسيفيك تسهم بحوالي 850 ألف برميل يوميا من النمو في الطلب العالمي على المشتقات المكررة، ما يجعل أعين شركات النفط الكبرى بما فيها ارامكو السعودية تتجه مجددا لهذه السوق بعد حوالي 5 ـ7 سنوات من انحسار الاهتمام بهذه المنطقة بعد أزمة اقتصادات النمور الآسيوية. وأضاف ديفيد فايف أن هناك صعوبات تعترض خطط إقامة مصافي في دول آسيوية عدة بينها سياسات تسعير المنتجات المكررة، ما دفع عددا من دول الأوبك إلى الاتجاه نحو إقامة مصاف في أراضيها والاتجاه للتصدير مع عولمة سوق المنتجات بشكل أوسع حاليا وأيضا للاحتفاظ بمرونة تسويقية للأسواق المختلفة.

يشار الى ارامكو السعودية بدأت مشوار استثماراتها في آسيا في عام 1991 حينها تملكت حصة 35 في المائة من مصفاة في كوريا، تلاه خطوة بشراء 40 في المائة من مصفاة في الفلبين، وفي وقت قريب دخلت ارامكو في شراكة لتملك مصفاة ومشروع للبتروكيماويات في فوجيان الصينية بالشراكة مع اكسون موبيل وسينوبيك، وفي العام الماضي دخلت ارامكو شراكة أخرى في دول آسيوية كبرى مثل اليابان عبر تملك حصة 10 في المائة من شوا شل اليابانية ومتوقع أن ترتفع هذه الحصة الى 15 في المائة خلال العام الحالي مع التزام بتوفير 300 ألف برميل يوميا من النفط الخام.

وفي وقت تجري شركة ارامكو السعودية وشركة سوميتومو كيمكال اليابانية دراسة جدوى لمشروع تطوير مصفاة رابغ لتحويلها لمجمع لصناعة البتروكيماويات، وهي الدراسة التي قاربت على الانتهاء، فان ارامكو السعودية أبرمت اتفاقية أخيرا مع شركة سينوبيك الصينية لبناء مصفاة بطاقة 200 ألف برميل يوميا في كوينجاو وذلك بعد اتفاقية الشراكة التي أبرمتها الشركتان لمشروع استكشاف وإنتاج الغاز في الربع الخالي، فيما تسعى ارامكو للحصول على فرصة موطئ قدم في قطاع تكرير النفط في السوق الهندية.