أعلنت مجموعة شركات سيتي غروب التي تعتبر من كبرى الشركات في العالم في مجال الخدمات المالية أمس انها ستدفع ملياري دولار لمستثمري شركة انرون للطاقة الذين اتهموها بالمساعدة في تدبير عملية احتيال ضخمة بالتواطؤ مع رؤساء شركة انرون.
وتعتبر هذه التسوية من أكبر التسويات بهذا الحجم في تاريخ شركات الأعمال ولكنها تبقى أقل من التسوية التي وافقت عليها سيتي غروب لمستثمري شركة وورلدكوم عام 2004 والتي بلغت 2.58 مليار دولار. وقد تؤدي هذه التسوية الى ضغط على البنوك الأخرى لتعويض مستثمري انرون. ولم تقر سيتي غروب بأي خطأ رغم الموافقة على التعويض. ويقول البنك إن المبلغ سيأتي من احتياط المبالغ المخصصة للقضايا القانونية. وفي هذا السياق قال المدير التنفيذي لسيتي غروب تشارلز برنس «من المهم لنا معالجة قضايا من هذا القبيل للتخلص من الملفات الشائكة ونركز على تحقيق أهدافنا التجارية». ومن المتوقع أن يوافق مجلس ادارة بنك سيتي غروب على الصفقة ويجب أن تحظى الصفقة على موافقة ممثلي المستثمرين ومحكمة هيوستون الاتحادية. ومن الجدير التنويه أن سيتي غروب أنفقت أكثر من 5 مليارات دولار كتعويضات للمتضررين خلال العامين الماضيين، وتتعلق الاتهامات بتسهيل عمليات الاحتيال ونشر نتائج دراسات واحصائيات تستند إلى أبحاث منحازة لعمليات غسل الأموال، ولا تزال سيتي غروب تصر أنها غير مذنبة ولم ترتكب أي خطأ ولكنها تريد اغلاق الملفات. ولا يزال عدد من البنوك وشركات الاستثمار المالية تواجه طلبات بالتعويض لتورطها في فضيحة انهيار شركة انرون للطاقة مثل جي بي مورغان تشيس وبنك باركليز وكريديت سويس وميرل لينش ودوتش بنك ورويال بنك اوف اسكوتلاند وبنوك كندية. ومن الجدير بالذكر أن بنكين توصلا الى تسوية مع مستثمرين انرون وهما ليهمان بروذرز الذي وافق على دفع 222.5 مليون دولار وبنك أميركا وافق على دفع 69 مليون دولار.
ومن ناحية أخرى يتوقع مستثمرو شركة وورلدكوم تسلم 6 مليارات دولار من 12 بنكا، وفي هذا السياق اتهم ألان هيفزي المراقب المالي لولاية نيويورك البنوك بمساعدة وورلدكوم ببيع سندات مالية رغم معرفتهم أن الشركة أعطت معلومات كاذبة عن أوضاعها المالية.
وحاولت انرون ان تطلب الحماية من الافلاس عام 2001 بعد أن تم فضح عمليات الاحتيال والتلاعب في الحسابات واخفاء الديون في شراكات خارج نطاق الحسابات والسجلات الرسمية للشركة، واذا أضيفت التسوية التي وافقت سيتي غروب على دفعها سيصل المبلغ الاجمالي من التعويضات التي يسترجعها مستثمرو انرون الى 30 مليار دولار.
وكانت انرون قد سجلّت طلبا بالافلاس بعد اكتشاف صفقات خارج الحسابات الرسمية لاخفاء عشرات الملايين من الدولارات من الديون، ومن المتوقع أن يظهر رئيس مجلس الادارة السابق كينيث ليه والرئيس التنفيذي جيفري سكيلينغ أمام المحكمة في يناير (كانون الثاني) للدور الذي لعباه في الفضيحة.