الأسهم السعودية تصل إلى مستوى تاريخي جديد عند 13149 نقطة

خبراء السوق يستبعدون عملية تصحيح قوية في ظل قرب إعلان الأرباح

TT

استهلت سوق الاسهم السعودية تعاملاتها أمس على ارتفاع كبير حقق المؤشر من خلاله مستوى تاريخيا جديدا بعد ان اغلق عند 13149 نقطة مرتفعا 1.2 في المائة في ظل ارتفاع نشاط التداول والذي بلغ 19 مليار ريال (5 مليارات دولار) وزعت على 65 مليون سهم، الى ذلك شكل تماسك أسعار النفط مع صدور العديد من الأخبار المحفزة، وتفاؤل المستثمرين بأرباح الشركات للربع الثاني قوة دعم اضافية قادت سوق الاسهم الى هذه المستويات. وواصلت أسهم شركات الاسمنت والاتصالات والخدمات والبنوك قيادتها للسوق خصوصا بعد أن تماسكت أسعار النفط عند مستوى أعلى من 53 دولارا للبرميل من نوع غرب تكساس الاسبوع الماضي. ويشير الدكتور عبد الوهاب أبو داهش الخبير الاقتصادي الى ان هناك نقطة ساهمت في دعم السوق ايجابا وهي عودة الثقة الى السوق قبيل توقعات اعلان الارباح للربع الثاني والتي ستعلن قريبا، مشيرا الى ان هناك انباء تلوح في الافق بخصوص اخبار جيدة ستعلنها الشركات المساهمة اما بقيام مشاريع جديدة او توقيع عقود ولعل ابرزها اعتزام كل من شركة اسمنت تبوك وشركة اسمنت القصيم عن إنشاء مصنع اسمنت في شمال المملكة. والإعلان عن تأسيس «الشركة الوطنية للبتروكيماويات» (ينساب) برأسمال قدره 5.625 مليار ريال، مملوكة بنسبة 55 في المائة لسابك، و35 في المائة تطرح للاكتتاب العام، كما ساهم فيها بعض الشركات المساهمة (الدوائية وسافكو وصدق والتصنيع الوطنية ونماء والغاز ومتطورة والإحساء واللجين والخزف). وذكرت «أنابيب» أنها حصلت على قرض بمبلغ 113 مليون ريال من صندوق التنمية الصناعية السعودي لتمويل مشروع أنابيب الصلب بالجبيل. كما أعلن كل من سابك والعربي الوطني عن أرباح موزعة نصف سنوية بواقع 8 و5 ريالات على التوالي.

ويشدد ابو داهش في حديثه لـ«الشرق الاوسط» الى ان هناك سيولة عالية جدا في السوق ساهمت بكل تأكيد في دعم السوق في ظل ارتفاع القيمة السوقية للشركات المدرجة 72.5 مليار ريال (19 مليار دولار) لتصل الى 1.8 ترليون ريال (480 مليار دولار) الاسبوع الماضي ويذهب الخبير الى ان متوسط قيمة التداولات ارتفعت بقوة هذا العام بعد ان كان متوسط التداولات في عام 2004 تصل الى 7 مليارات ريال بينما نجدها الان حققت مستويات قياسيه وصولا الى 22 مليار ريال بسبب دخول مستثمرين جدد على سوق الاسهم السعودية بعد الاكتتاب الاخير، بالاخص الكبير منها اتحاد اتصالات وبنك البلاد. وفي هذه الاثناء يستبعد مستثمر سعودي فضل عدم ذكر اسمه ان تكون هناك عملية تصحيح قوية تنتظر السوق حاليا الى في حال ظهور انباء سلبية للغاية قد تهز السوق في الوقت الذي يوصي فيه المستثمر بعدم الانجراف وراء الاشاعات والتي غالبا ما تظهر هذه الايام ويرى ان حدثت عمليات تصحيح فستكون محدودة الاثر بحكم ان المتعاملين قد حققوا مكاسب كبيرة جدا حيث ارتفع المؤشر 60 في المائة منذ بداية العام على الرغم من ان السنة لم تنتصف حتى الان.

وذكر تقرير بنك الرياض الاسبوعي ان الأداء التراكمي لمؤشر السوق قد ارتفع 261 في المائة خلال سنتين، و135 في المائة خلال سنة، و103 في المائة خلال تسعة أشهر، و69 في المائة خلال ستة أشهر، و38 في المائة خلال ثلاثة أشهر، و11 في المائة خلال شهر. ومن حيث تقييم السوق، بلغ مكرر الربحية 30.3 مرة مقابل متوسط تاريخي 16.8 مرة. وبلغ معدل السعر الى القيمة الدفترية 7.4 مرة مقابل متوسط تاريخي 2.3 مرة. وبلغ معدل الأرباح الموزعة الى السعر 1.7 في المائة، في حين بلغ معدل العائد على سندات التنمية الحكومية السعودية لمدة خمس سنوات 4.48 في المائة.الى ذلك سيطر سهم «المواشي» على تداولات أمس بعد نفذ أكثر من 9 ملايين سهم في حين ارتفع الى 81 ريال تلاه سهم «الكهرباء» والذي نفذ 6 ملايين سهم في حين حل ثالثا سهم «الجماعي بتنفيذ 4.2 مليون سهم وفي المقابل كان سهم ساسكو الاكثر ارتفاعا بعد ان صعد 10 في المائة تزامنا مع تصريح رئيس مجلس إدارة الشركة بأن الشركة ليس لديها حاليا خطط جديدة ما عدا البحث عن سبيل أفضل لاستثمار موجودات الشركة والبحث عن وسائل تدر عائدا أفضل. مشيرا في ذات السياق الى ان مجلس الإدارة سيعقد اجتماعا هذا الأسبوع لدراسة عدة بدائل لاستثمار السيولة وكثير من موجوداتها في المحافظ الاستثمارية المطابقة للشريعة الاسلامية.

يشار الى انه تمت مناقشة هذا الموضوع كبديل أول في اجتماع الجمعية العمومية للشركة والتي عقدت في الثاني من شهر مايو (أيار) الماضي برئاسة خالد بن إبراهيم بن عبد العزيز آل إبراهيم رئيس مجلس الإدارة. ولقي مؤشر السوق أمس دعما واضحا من اسهم قطاع الاسمنت والذي صعدت اسهمه كلها من دون استثناء وعلى رأسها سهم «اسمنت الشرقية» والذي ارتفع بالنسبة القصوى وصولا الى 716.25 ريال كما ارتفع سهم اسمنت ينبع 8 في المائة واسمنت السعودية 7.7 في المائة ويأتي هذا الصعود في اسهم القطاع غير مستغرب على حد وصف مراقبي السوق من جهتين أولاهما أن القطاع منذ بداية العام لم يلق اهتمام المستثمرين إلا في وقت لاحق خصوصا بعد الازمة الأخيرة، والثانية سعي شركات الاسمنت في تطوير خدماتها والعمل على إنشاء المصانع الجديدة وخطوط الإنتاج المتطورة.

وكان سهم «اميانتيت» الأكثر هبوطا حيث تراجع 6 في المائة ليغلق عند 460 ريالا على الرغم من ان الشركة قد اعلنت اخبارا جيدة تخص اعمالها ولعل اخرها اعلانها الخاص بتصديرها لأنابيب وخزانات الفايبرجلاس إلى 13 دولة وذلك خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي من العام الحالي 2005، حيث تم انتاج هذه الأنابيب والخزانات عن طريق شركة أميانتيت لصناعة الفايبرجلاس المحدودة (أفيل) وشركة أنابيب الفايبرجلاس المحدودة (إف بي سي) في الدمام، وشركة أميانتيت للفايبرجلاس (أميتيك السعودية) في جدة.

وفي جميع الاحوال يرى مراقبو السوق ان سوق الاسهم السعودية مرشحة بقوة للوصل الى مستوى قياسي جديد متجاوزة الحاجز الجديد 14 الف نقطة في حال تركيز المضاربين على اسهم العوائد وعلى رأسها «الكهرباء» والذي يصفه الكثير بالمغري للشراء الان لان السهم لم يأخذ نصيبه وافيا في المضاربات على الرغم من عمليات التجميع التي يواجهها السهم اضافة الى سهم «سابك» والذي ينتظر مستقبلا جيدا لا سيما وان الشركة قامت بتوقيع عدة عقود مهمة اضافة الى سعيها الدؤوب في التوسع عالميا خاصة انها الان تعتبر من افضل شركات البتروكيماويات على المستوى العالمي. كما ان سهم الاتصالات ينتظرها مستقبل جيد خصوصا ان تحظى بغالبية المشتركين في السعودية على الرغم من دخول المنافس الاجانب والمتمثل في شركة اتحاد الاتصالات.