معرض لوبورجيه للصناعات الجوية يطلق فعالياته غدا في فرنسا وسط اشتداد التنافس بين عملاقي الطيران «بوينغ» و«إيرباص» على العقود

الشركات الأميركية تعول على استعادة موقعها الأول في السوق العالمية

TT

يفتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك صباح غد فعاليات معرض لوبورجيه الـ 46 للصناعات الجوية والفضائية على خلفية استمرار التنافس الحاد بين العملاقين الأميركي بوينغ والأوروبي إيرباص على سوق الطيران المدني في العالم.

وفيما تظهر المؤشرات والإحصائيات عودة الحياة والدينامية الى هذه السوق الجوية بعد فترة الكساد والتراجع التي عاشتها في الأعوام الأخيرة وتحديدا منذ سبتمبر (أيلول) 2001، ينتظر أن يشهد المعرض الإعلان عن عشرات العقود الجديدة خصوصا في القطاع الجوي المدني. وذكر مسؤول في شركة إيرباص الأوروبية أن الشركة تتأهب لتوقيع عقود من عدة مليارات تتناول خصوصا ما يزيد على مائة نموذج من طائرة المجموعة الجديدة A 350 التي قررت الشركة البدء بتصنيعها. وترغب إيرباص منافسة بوينغ في هذا النوع من الطائرات المتوسطة التي يمكنها أن تنقل ما بين 250 و 300 راكب. وأفادت أوساط قريبة من الهيئة المنظمة للمعرض أن شركة الطيران القطرية تتهيأ للإعلان عن عقود كبيرة إبان فعاليات المعرض إن مع ايرباص أو مع بوينغ. وبالمقابل فإن شركة «الإماراتية» استبقت افتتاح المعرض بالتأكيد أنها لن توقع أية عقود إضافية خلال المعرض.

غير أن قطب الجذب في المعرض الجوي الأول من نوعه في العالم قبل معرض فارنبورو (بريطانيا) وسنغافورة هو بالتأكيد طائرة إيرباص العملاقة A 380 التي من المقرر أن تصل اليوم الى مطار لوبورجيه (شمال باريس) من مدينة تولوز الفرنسية (جنوب) مقر الشركة الأوروبية، حيث تجرى عليها تجارب الطيران. ويؤكد منظمو المعرض أن الطائرة العملاقة التي سجلت حتى الآن أكثر من مائة ساعة طيران، ستقوم بعروض حية يوميا ما يدفع المنظمين الى الاعتقاد أن أكثر من 300 ألف متفرج سيؤمون المعرض هذا العام. وتعد A 380 الطائرة الأضخم في العالم وقد أجريت عليها أول تجربة للطيران في شهر أبريل (نيسان) الماضي. ويبلغ طول الطائرة 73 مترا فيما يبلغ عرضها من أقصى الجناح الى أقصى الجناح 79.8 متر. ويخصص المنظمون الأيام الأربعة الأولى من المعرض للرسميين والناشطين في القطاع الجوي من صناعيين ومتعاملين وشركات، فيما تفتح الأبواب أمام الجمهور في الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع المقبل.

وتفيد الأرقام التي كشف عنها للصحافة المسؤول العام عن المعرض لوي لو بورتز أن 1924 شركة تنتمي الى 41 بلدا ستكون حاضرة في نشاطات المعرض وأن الفرصة ستتاح للجمهور لمشاهدة 238 طائرة مدنية وعسكرية وطائرات رجال الأعمال فيما ستقوم 60 طائرة بعروض جوية حية. ولمواجهة الخصم الأوروبي، تتهيأ شركة بوينغ الأميركية العملاقة للكشف عن طائرتها الجديدة 777ـ200 LR وهي ما أخرجته شركة سياتل من عائلة طائرات 777. وتتميز هذه الطائرة الجديدة بقدرتها على قطع 17466 كلم من دون التزود بالوقود. ويعول مسؤولو بوينغ على هذه الطائرة من أجل استعادة الموقع الأول الذي انفردت به بوينغ قبل أن تلحق بها الشركة الأوروبية. وتراهن شركة إيرباص على طائرتها A350 لمقارعة بوينغ في هذا القطاع. وينتظر أن تحظى طائرة رجال الأعمال الجديدة التي تصنعها شركة داسو الفرنسية والمسماة فالكون 7 X ثلاثية المحركات باهتمام ملحوظ بالنظر لما تتميز به من فخامة في الصناعة والكماليات ومن ضمانات السلامة بفضل محركاتها الثلاثة. وتتنافس هذه الطائرة مع طائرتي 450 و 550 G اللتين تصنعهما شركة غولف ستريم التابعة لشرطة جنرال ديناميكز الأميركية وكذلك مع مجموعة طائرات شركة رايتون الأميركية وبياجيو الإيطالية وغيرها. ويتوقع المنظمون أن تحظى الطائرة البرازيلية للمسافات القصيرة أمبراير 195 التي تستطيع نقل 118 راكبا بالاهتمام.

أما على الصعيد العسكري، فإن المنظمين يتوقعون أن تحسم دولة سنغافورة رأيها وتعلن عن النموذج الذي اختارته لتجديد سلاحها الجوي. وتتنافس طائرة رافال الفرنسية المعتمدة في سلاحي الجو والبحر الفرنسيين مع طائرة F15 الأميركية. وتعرض الشركة الأوروبية EADS الطائرة الأوروبية المعروفة باسم يوروفايتر تايفون فيما تعرض فرنسا طائرتي ميراج 2000 ـ 9 وطائرة رافال في عروض حية أسوة بالطائرات الأميركية والروسية. وتعرض بوينغ في جناحها العسكري طائرة 767 300 للتزويد بالوقود. وسيثير المنطاد زبلين الذي تصنعه الشركة الفرنسية سوفيما الاهتمام.

وبعيدا عن الضجيج، ستشهد شاليهات الشركات العارضة لقاءات مكثفة بين الرسميين المدعوين لحضور المعرض من عشرات الدول وبين مسؤولي الشركات في ما يعتبر أكبر سوق للتفاوض والتنافس. وينتظر حضور العديد من المسؤولين والعسكريين العرب الى لوبورجيه. ويشارك المغرب للمرة الأولى في تاريخه بجناح خاص به في هذا المعرض الدولي.