معرض لابورجيه: أحدث تقنيات الصناعات الجوية والفضائية العالمية تكشف عن وجهها من جديد في انطلاقة فعالياته اليوم في باريس

الأنظار تتجه لتنافس بوينغ وإيرباص وحضور واسع للعديد من الشخصيات والوفود الرسمية

TT

تفتتح باريس اليوم الاثنين معرض لابورجيه الشهير للصناعات الجوية والفضائية العسكرية والمدنية وما يتبعها من صناعات إلكترونية، واخرى تتعلق بالكومبيوتر والبرمجيات.

وسيفتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك المعرض الذي يقام كل عامين بحضور وفود عسكرية ومدنية من مختلف أقطار العالم باشتراك ما يربو على 1930 شركة عالمية ستعرض منتجاتها سواء في السرادق والاجنحة المغلقة، او في ساحة العرض حيث ستصطف معظم الطائرات المشاركة في العرض. وبعض هذه الطائرات ستشارك في عروض تحليقية مثيرة، خاصة المقاتلات الحربية منها، تراقبها عيون فاحصة من قبل الوفود العسكرية والملحقين العسكريين في السفارات الاجنبية.

ويبدو ان الصناعات العسكرية الفرنسية تعول اهتماما خاصا على هذا المعرض للترويج لبضاعتها مما حداها الى توجيه العديد من الدعوات للوفود الاجنبية، منها لعدد من البلدان العربية، والتي ستضم بعض القادة العسكريين الكبار ممن يحتلون مناصب حساسة.

ويأتي على رأس الشركات المشتركة في المعرض طبعا شركة ايرباص الاوروبية، وشركة بوينغ الاميركية، العدوتان اللدوتان اللتان دخلتا منذ أكثر من عقد من الزمان في منافسة شديدة وصلت في بعض الحالات الى المحاكم الدولية.

ايرباص ستنتهز هذه المناسبة لعرض طائرتها المدنية الجديدة «ايه 380» التي تعتبر اكبر طائرة مدنية حتى اليوم والتي تعول عليها كثيرا لغزو الاسواق العالمية في العقد المقبل، كما ستعرض معها الطائرة الثانية التي تفخر بها والتي تقل حجما وسعة من الاولى، ألا وهي «أيه ـ 340ـ600» التي تعتبر أطول طائرة في العالم.

أما بوينغ فانها ستعرض نموذجا لطائرتها المقبلة «بوينغ 7اي7 - دريملاينر» التي بامكانها التحليق مسافات طويلة عبر القارات والمحيطات واصلة المطارات المحلية والصغيرة بعضها ببعض.

كما ستعرض بوينغ طائراتها المعدلة من «بوينغ 747ـ400» وهي الاكبر في اسطولها المدني، مثل «بي 747ـ400» و«747ـ400 اي آر» للمسافات الطويلة جدا، كذلك ستعرض ايضا طراز «بي 777ـ240 ال ـ آر» المعدل من الطائرة العملاقة ذات المحركين.

على الصعيد العسكري ستعرض بوينغ الصهريج الطائر «كي سي ـ 767أيه» الذي يزود الطائرات الحربية بالوقود جوا والذي سبب مشكلة كبيرة مع وزارة الدفاع الاميركية تناولتها وسائل الاعلام بالتفصيل خلال العامين الماضيين.

وستعرض بوينغ في لابورجيه أيضا الـ «سوبر هورنيت اف ـ 18 اي» المقاتلة الحديثة التي نزلت ميدان الخدمة الفعلية في صفوف البحرية الاميركية والمارينز، ثم هناك «الاباتشي دي» طائرة الهليكوبتر الهجومية ذات القبة الرادارية التي تحتل دوما مكانا مميزا في المعارض العسكرية. نورثروب غرومان من جهتها وهي الشركة المميزة بالتقنيات العالية ستعرض «فايرسكاوت» طائرة الهليكوبتر الصغيرة التي تحلق من دون طيار لاغراض الاستكشاف والاستطلاع التي دخلت أخيرا الخدمة الفعلية في صفوف البحرية الاميركية وسلاح البر.

ويبقى أخيرا ان نذكر من الشركة ذاتها طائرة الاستطلاع والتجسس الاستراتيجي «غلوبال هوك» التي تحلق من دون طيار الى مسافات شاسعة جدا، وعلى ارتفاعات شاهقة بحيث انها استطاعت في اوائل العام الماضي ان تحلق من الولايات المتحدة الى استراليا ذهابا وايابا من دون طيار.

واشارت وكالات الانباء أمس الى أنه على الرغم من وجود نحو 1800 عارض وأكثر من 200 طائرة عسكرية وتجارية في معرض الطيران الدولي بباريس هذا العام، فإن معظم الانتباه سيتركز على شركتي بوينغ وإيرباص المعروفتين بالمنافسة الشديدة بينهما في مجال صناعة الطيران. ولان السوق الدولي للطيران المدني بدأ لتوه الخروج من شرنقة الازمة العميقة التي خلفتها هجمات 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 ووباء سارس في آسيا، فإن المعركة بشأن اجتذاب العملاء بين أكبر شركتين لصناعة الطائرات في العالم تشهد سخونة غير مسبوقة. وفي توقعاتها لمتطلبات السوق التي أعلنت عنها الاربعاء الماضي تنبأت بوينغ بأن حجم الطلب على الطيران التجاري سيبلغ 2.1 مليار دولار على مدى الـ 20 سنة المقبلة مع ازدياد أعداد الركاب بنسبة 4.8 في المائة سنويا. وقد احتدمت المنافسة بين شركتي الطيران العملاقتين بحرب قانونية شعواء بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بشأن الدعم.

وتقدمت كل من بروكسل وواشنطن بشكاوى قانونية لمنظمة التجارة العالمية تتهم كل منها الاخرى بتمويل بناء طائرات جديدة بشكل غير قانوني.

وبينما يتصارع الجانبان داخل منظمة التجارة العالمية فإن إيرباص وبوينغ ستخوضان معركة طاحنة من أجل اجتذاب أفئدة وأموال أكثر من 90 ألف زائر تجاري من المتوقع أن يشهدوا معرض الطيران. وتتصدر إيرباص قائمة شركات الطيران من حيث عدد الطلبيات لديها وذلك منذ عام 2001 وقد تفوقت على منافستها الأميركية في هذا المجال بـ 370 إلى 277 طلبية عام 2004 لكن بوينغ عادت بقوة هذا العام.