دبي تحتل مكانة متقدمة عالميا في قطاع مراكز التسوق الفاخرة وتوقعات بجذب 15 مليون سائح سنويا بنهاية العقد الحالي

TT

شهدت دبي خلال السنوات القليلة الماضية ظهور عشرات من مراكز التسوق التي تستقطب الاعداد المتزايدة لهذه الامارة التي تطمح لأن تكون وجهة سياحية عالمية متقدمة بحلول نهاية العقد الحالي، حيث تتوقع الحكومة اجتذاب 15 مليون سائح سنويا. ومع وجود عشرات من مراكز التسوق الفخمة في دبي فإن اشتداد المنافسة فيما بينها يدفعها الى ادخال ادوات تطوير مبتكرة بهدف الحصول على اكبر حصة ممكنة من المتسوقين المقيمين والسياح واللعب على وتر الخصوصية وحياة الترف والتنويع. ويبدو ان هذه المساعي اثمرت عند احد اعرق مراكز التسوق في دبي وهو مركز برجمان الذي احتل وفقا لدراسة مستقلة مركزا متقدما كأحد ارقى مراكز التسوق في العالم متغلبا على اسماء عالمية عريقة من وزن بول هاربر في فلوريدا وسُريا في ماليزيا وسلوان ستريت، وبوند ستريت، والشانزليزيه ورديو درايف من حيث مجموع العلامات التجارية الراقية. ووفقاً للمقارنة التي أجرتها الدراسة، فقد تفوق مركز برجمان على مراكز تسوق عالمية مرموقة وسبقها إلى المرتبة الأولى. ومن أهم العلامات التجارية الفاخرة التي تتخذ من مركز بُرجمان مقراً حصرياً لها ساكس فيفث أفينو ولويس فيتون وايرميه ولويي وشانيل وغيرها.

وتستحوذ دبي لوحدها على 75 في المائة من مراكز التسوق قيد الإنشاء في دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة وكان احدثها ابن بطوطة مول الذي دشنته شركة نخيل العقارية أخيرا وذلك في أجواء تاريخية فريدة من نوعها. وتجمع تصميمات «ابن بطوطة مول» مزيجاً متجانساَ من ثقافات وتراث وأنماط حياة حضارات مختلفة، وهو ما يعتبر انعكاساً للسمات الرئيسية لإمارة دبي. واستلهمت التصاميم الهندسية للمركز من رحلات المستكشف العربي الأسطوري ابن بطوطة. ويضم المول ستة أقسام تتبع تصاميم مختلفة لتمثل كل منها إحدى المناطق التي زارها ابن بطوطة خلال رحلاته. وعلاوة على ذلك، يشتمل «ابن بطوطة مول» على مجمع سينمائي عملاق «ميغابلكس» والذي يتضمن 21 قاعة عرض من بينها أول قاعة سينما «آي ماكس» في الإمارات إضافة إلى مناطق للحدائق المتنوعة ومنطقة للمطاعم.

أما مراكز التسوق الحالية فتواجه تحدياً يتمثل في توافقها وتكيفها مع التغيرات الحالية ومحافظتها على مزاياها التنافسية. وبحلول عام 2010 وفي أعقاب الانتهاء من مشروعات مراكز التسوق الحالية، من المتوقع أن يصل إجمالي حجم المساحة المخصصة لمبيعات المتاجر في دبي إلى 30 مليون قدم مربع، مما يعد زيادة كبيرة مقارنة بالمساحة الحالية التي تبلغ 7 ملايين قدم مربع، والتي تمثل 18 في المائة من إجمالي مساحة المبيعات في دول مجلس التعاون الخليجي، ويعزى هذا التوسع إلى تدفق السياح الكبير إلى دبي. ومن المتوقع أن يصل عدد السياح إلى دبي إلى حوالي 15 مليون سائح سنوياً بحلول نهاية العقد الحالي، وسيأتي التسوق على قائمة أولوياتهم، كما أنه من المتوقع في الوقت ذاته أن يصل عدد سكان دبي إلى مليوني نسمة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفيما تشير التوقعات الى ان حجم الانفاق على التسوق في الامارة سيصل الى اكثر من 50 مليار دولار سنويا بنهاية العقد الحالي يجري بموازاة ذلك انشاء العديد من مراكز التسوق الجديدة التي توصف بأنها الاكبر في العالم ومنها «سيتي اوف آرابيا» في دبي لاند الذي سيضم بعد انتهائه في عام 2008 اكثر من 1000 متجر وتحيط به 35 ناطحة سحاب بارتفاع يتراوح بين 45ـ70 طابقا وحديقة ألعاب تضم 35 ديناصورا إلكترونيا بالحجم الحقيقي. وفي جعبة شركة اعمار العقارية مركز دبي مول الذي يقع على مساحة 12 مليون قدم مربع وتصفه ايضا بأنه مركز تجاري في العالم وتقدر تكلفته بحدود 6. 2 مليار درهم ويضم 1400 متجر. وتأمل اعمار ان يستقطب المركز نحو 35 مليون زائر سنوياً، خاصة انه يقع في منطقة ستصبح مزارا سياحيا عالميا حيث يقع ضمن مشروع برج دبي اطول برج في العالم.

كما تكاد مجموعة الفطيم تنتهي من بناء «مول الامارات» الضخم الذي من المقرر افتتاحه في سبتمبر (ايلول) المقبل، ويضم مركزا للتزلج على الثلج يعمل على مدار العام مستخدما آلاف الاطنان من الثلوج الصناعية التي تضفي جوا شتائيا حتى في عز الصيف اللاهب. وتقوم المجموعة نفسها بانشاء مركز تسوق آخر تحيط به فنادق وابراج بتكلفة 326 مليون دولار في مشروع دبي فيستيفال سيتي العقاري الضخم الذي تستثمر فيه المجموعة ككل نحو 10 مليارات دولار. وهذا الشهر افتتحت شركة «نخيل» العقارية مركز ابن بطوطة اللافت للنظر بتصاميمه التاريخية والتراثية يجعل منه قبلة سياحية فضلا عن وظيفته كمركز تسوق. زحمة المراكز هذه لا تمنع المستثمرين العقاريين من دخول هذا القطاع المربح وهذا ما يؤكده محمد العبار رئيس شركة اعمار الذي يعتبر ان دبي لا تزال بحاجة إلى مراكز تسوق ضخمة ومتطورة قائلاً انه لا يوجد في دبي مركزان متطوران وكبيران سوى مركزي سيتي سنتر وبرجمان، مضيفاً ان نصيب الفرد في المنطقة من مساحات التجزئة والتسوق لا يزال من دون المستوى حيث لا يتعدى قدمين للشخص الواحد في حين يصل نصيب الفرد في دول مثل اميركا نحو 17 قدماً مربعاً من المساحات المخصصة للتجزئة. النشاط لا يقتصر رغم ذلك على بناء مراكز جديدة بل ان مراكز قائمة مثل ديرة سيتي سنتر وبرجمان ومركز الغرير نفذت توسعات ضخمة بملايين الدراهم لتعزيز وتطوير المراكز القائمة كدليل على انتعاش هذا القطاع الحيوي. وتشير التوقعات إلى أن حجم تجارة مبيعات التجزئة في دبي سيصل إلى 50 مليار دولار في عام 2010 حيث يتوقع أن يصل إجمالي حجم المساحة المخصصة لمبيعات المتاجر في دبي ذلك العام إلى 30 مليون قدم مربع، مما يعد زيادة كبيرة مقارنة بالمساحة الحالية التي تبلغ 7 ملايين قدم مربع، والتي تمثل 18% من إجمالي مساحة المبيعات في دول مجلس التعاون الخليجي، ويعزى هذا التوسع إلى تدفق السياح الكبير إلى دبي المتوقع ان يصل الى 15 مليون سائح سنويا بنهاية العقد الحالي.