مصادر تنفي بحث نطاق سعري جديد اليوم والنعيمي يؤكد أن أسعارا فوق 50 دولارا للبرميل أعلى من اللازم

تأييد واسع في أوبك لإضافة مليون برميل لسقف الإنتاج الرسمي نصفها فوري والآخر يترك لتقدير الرئيس

TT

أكدت مصادر نفطية مطلعة وجود تأييد متنام بين دول الاوبك للمقترح النيجيري الذي ينص على اضافة مليون برميل على سقف الإنتاج الرسمي للمنظمة البالغ 27.5 مليون برميل على ان يضاف نصف مليون بشكل فوري، وتم تفوض رئيس المنظمة الشيخ احمد الفهد الأحمد الصباح لتقدير الحاجة لإضافة نصف مليون أخرى عند استمرار ارتفاع الاسعار في تكرار لسيناريو مماثل اتبع في اجتماع أصفهان مارس (آذار). وفي وقت أبدى كل من وزير البترول السعودي المهندس علي النعيمي، ورئيس الاوبك رغبتهما عدم تجاوز اسعار النفط مستوى الـ 50 دولارا في وقت سجلت سلة خامات الاوبك فعليا سعرا فوق 50 دولارا للبرميل على مدى الأسبوع الماضي. فيما تشير المصادر الى ان نطاقا بين 40-50 دولارا يلقى قبولا، إلا أنها تؤكد عدم إقرار الوزراء أي نطاق سعري جديد في اجتماع اليوم وتأجيل ذلك لاجتماع الوزراء في 19 سبتمبر (أيلول)، وذلك لحين إكمال لجنة الاستراتيجية بعيدة المدى دراستها للموضوع فيما يتوقع ان يسجل اختيار أمين عام للمنظمة حضورا متجددا في أجندة الاجتماع وسط استمرار تمسك كل من الكويت وإيران بمرشحيهما.

وكان رئيس المنظمة قد أكد في تصريحات للصحافيين في فيينا أمس، أن الوزراء سيناقشون اليوم الأربعاء مقترح نيجيريا الخاص بمنح رئيس المنظمة سلطة تقرير زيادة إضافية قدرها 500 ألف برميل يوميا في موعد لاحق وفقا لتقديره. وقال رئيس منظمة أوبك إنه يجب على المنظمة ان تستهدف سعرا أقل من 50 دولارا للبرميل من سلة خاماتها القياسية. وأضاف أن هناك تأييدا واسعا في أوبك لزيادة سقف الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا، وتابع «يبدو الآن ان الكثير من الأعضاء يشعرون بالثقة لزيادة قدرها 500 ألف برميل الآن في هذا الاجتماع». وقال ان وزراء نفط نيجيريا والجزائر وليبيا من بين من أيدوا هذه الزيادة.

وفي سياق استهداف أسعار للبترول تقل عن 50 دولارا قال الوزير النعيمي إن اسعار نفط فوق 50 دولارا للبرميل أعلى من اللازم، وان أسعارا تقل عن 50 دولارا للبرميل ستكون «معقولة»، وأكد أنه يؤيد اقتراحا لأوبك بزيادة سقف الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا توازي اثنين في المائة. فيما لمح النعيمي بان من المستبعد ان يرتفع الإنتاج الفعلي للسعودية -وهي العضو الوحيد في أوبك الذي يتمتع بطاقة فائضة- على الفور نتيجة لزيادة سقف إنتاج أوبك.

وقال انه يتوقع ان تواصل الرياض إنتاج 9.5 مليون برميل يوميا في يوليو (تموز) دون تغيير عن الإنتاج الحالي، وانه إذا استدعى الطلب فقد ترفع السعودية الإنتاج الى 11 مليون برميل يوميا.

وذكر النعيمي أنه ليس هناك «أي نقص على الإطلاق» في أسواق النفط الخام العالمية، مشيرا الى عجز في إنتاج المصافي من المشتقات الوسيطة من وقود الديزل ووقود التدفئة ووقود الطائرات.

ومن جانبه، قال ادموند داوكورو مستشار الرئيس النيجيري لشؤون النفط يوم الاثنين إن منظمة أوبك قد تمنح رئيسها سلطة تقديرية لزيادة سقف الإنتاج بالإضافة الى إقرار زيادة فورية بمقدار 500 ألف برميل يوميا. وقال داكورو للصحافيين «في مواجهة هذا النوع من التقلبات قد نفعل ما فعلناه في المرة السابقة، وهو اضافة كمية تخضع لتقدير الرئيس حتى نوفر على أنفسنا عناء الشد والجذب أكثر من اللازم».

وأضاف قائلا «سنفعل ما بوسعنا الآن، ويمكننا التعامل مع الأمر مثلما تعاملنا معه من قبل، حيث يكون بوسع الرئيس الاتصال بالأعضاء إذا حدث هبوط حاد في الاسعار أو إذا تشبثت بمستوياتها المرتفعة». وقال داكورو ان أسعارا فوق 55 دولارا «غير مريحة بالقطع»، ومضى قائلا «نخشى من تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي ونخشى من مصادر الطاقة المنافسة، بالطبع السلع الأخرى تتأثر لأن النفط ليس معزولا عما حوله». ولم يذكر تفاصيل عن التوقيت المحتمل أو السعر الذي قد يؤدي الى زيادة إضافية في الإنتاج.

وكررت مصادر نفطية أمس وجود قناعة لدى دول الاوبك بوجود امدادات كافية من النفط الخام، وان ارتفاع الاسعار تعود الى مشاكل تتعلق بقدرة الإنتاج في المصافي، ما يعني ان رفع أوبك لسقف إنتاجها الرسمي هو رسالة تعلن التزام المنظمة بتوفير الإمدادات المطلوبة في حين ان القلق يتزايد حول المنتجات الوسطية المكررة مثل الديزل، وهو وقود السيارات، ووقود التدفئة، وأخيرا وقود الطائرات، حيث أن هناك مخاوف من نقص على مستوى المخزون العالمي خصوصا مخاوف من عدم قيام المصافي بالبدء مبكرا بإنتاج وقود التدفئة استعدادا للربع الأخير من العام.

ونقلت وكالة رويترز عن محمد الهاملي وزير النفط بدولة الإمارات قوله للصحافيين، ان بلاده سترفع طاقة إنتاجها من النفط بمقدار 200 ألف برميل في اليوم في أوائل العام المقبل.

وفي وقت رفض وزير النفط الإماراتي التعليق على مقترح اضافة نصف مليون برميل على سقف الإنتاج الرسمي، أبدى فتحي عمر بن شتوان وزير الطاقة الليبي ان ليبيا تؤيد زيادة سقف إنتاج أوبك بمقدار 500 ألف برميل يوميا دون أية زيادة أخرى، كما أبدى تأييده للدفاع عن حد أدنى لسعر البترول عند 40 دولارا. وتوالى أمس وصول وزراء الاوبك لحضور الاجتماع الذي لم يدعى لحضوره وزراء الدول الخمس الأعضاء بصفة مراقب. وفي حين اعتذر وزير النفط الاندونيسي عن المشاركة في الاجتماع يشارك وزير النفط العراقي إبراهيم بحر العلوم على رأس وفد مكون من 3 من المسؤولين في الوزارة و3 من مسؤولي شركة تسويق النفط العراقي «سومو»، ومن المعروف ان العراق الذي تتراوح صادراته حاليا عند 1.5 مليون برميل يعمل خارج نظام حصص الإنتاج في الاوبك.

وذكر عاصم جهاد الناطق الإعلامي باسم وزارة النفط، أن إنتاج جنوب العراق يمر بصعوبات فنية تتعلق بقدم المعدات كما ان الإنتاج متوقف عبر أنبوب النفط شمالا باتجاه تركيا والذي تصل طاقته القصوى الى 800 ألف برميل يوميا، نافيا الأنباء التي تتردد عن تشغيل لهذا الأنبوب، حيث أن ما يجري هو عمليات اختبار وصيانة.

ورفض مسؤولون في وكالة الطاقة الدولية إعطاء تصريح قبل التعرف على قرار وزراء الاوبك وأن بيانا رسميا سيصدر من الوكالة مع انتهاء أعمال لقاء وزراء المنظمة، ألا ان ديفيد فايف، أخصائي العرض محرر تقرير أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، قال ان المخاوف مستمرة بشأن توافر المنتجات الوسطية وأن المخاوف بشأن المخزون والطاقة الإنتاجية الفائضة ستسهم في استمرار المستويات المرتفعة للأسعار.