المجموعة السعودية للأبحاث توقع اتفاقية لإنشاء شركة للطباعة والنشر مع أكبر مؤسستين إعلاميتين في الإمارات

رأسمالها 82 مليون دولار

TT

وقعت المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق القابضة أمس، اتفاقية شراكة مع مؤسستين إعلاميتين في دولة الإمارات، هما مؤسسة الإمارات للإعلام والمؤسسة العربية للإعلام والنشر، لتأسيس شركة للطباعة والنشر برأسمال مقداره 300 مليون درهم (82 مليون دولار). وقد وقع اتفاقية إنشاء الشركة الجديدة، التي ستتخذ من أبوظبي مقرا لها، والتي اطلق عليها اسم «المتحدة للطباعة والنشر»، كل من الدكتور عزام الدخيل، نائب رئيس المجموعة السعودية، وأحمد علي البلوشي، مدير عام مؤسسة الإمارات للإعلام العام، وناصر الظاهري، المدير العام للمؤسسة العربية للإعلام. وتبلغ حصة المجموعة السعودية 25% فيما تبلغ حصة مؤسسة الإمارات للإعلام 40%، والمؤسسة العربية 35%. وستؤدي هذه الشراكة إلى إيجاد أكبر ائتلاف إعلامي في المنطقة العربية. وقال الدكتور عزام الدخيل، عقب التوقيع، إن الشركة الجديدة هي البداية. مشيرا إلى أن هدفها توفير آليات عمل مشتركة من شأنها تقليص المصروفات الباهظة المتمثلة بالخدمات المساندة مثل الطباعة والتوزيع، من دون المساس بالمحتوى القوي للمطبوعات الصادرة عن المؤسسات الثلاث. وأشار الدكتور الدخيل إلى أن شركة (المتحدة للطباعة والنشر) هي مبادرة أولى ستتلوها مبادرات أخرى في مجالات إعلامية مختلفة، مشيرا بالخصوص إلى وجود محادثات بين الشركاء الثلاثة لتاسيس شركة للتوزيع.

وقال أحمد على البلوشي، إن الشراكة بين المؤسسات الإعلامية الثلاث، هي ثمرة لدعم وتوجية كل من الشيخ منصور بن زايد، وزير شؤون الرئاسة بدولة الإمارات، رئيس المؤسسة العربية للإعلام والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الإعلام والثقافة بدولة الإمارات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للإعلام، والأمير فيصل بن سلمان، رئيس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. وقال إن التأسيس هو البداية، وإن النجاح الحقيقي هو الاستمرار في التعاون لتلبية طموحات أطراف الائتلاف الثلاثة.

أما ناصر الظاهري، فقد ركز على أن الشركة الجديدة ستساعد المؤسسات الثلاث بالحفاظ على مستوى يتميز بنكهة عصرية وبالحرفية والمهنية العالية. وبموجب اتفاقية تأسيس الشركة «المتحدة للطباعة والنشر»، سيتم طبع الإصدارات الصحافية الصادرة عن المؤسسات الثلاثة والتي تطبع في الإمارات، لدى الشركة الجديدة. وفي هذا الصدد قال الدكتور عزام الدخيل، إن إصدارات المجموعة السعودية التي تطبع في الإمارات، ستطبع في مطابع الشركة الجديدة مع بدء تشغيلها. مشيرا إلى أن جريدتي «الشرق الأوسط» و«الاقتصادية» اللتين تطبعان حاليا في الإمارات، ستكونان باكورة هذه العملية، على أن تلحقهما مطبوعات المجموعة الأخرى، وفق الخطط الموضوعة لذلك. وقال ناصر الظاهري إن المؤسسة العربية للإعلام تخلت بعد اتفاق الشراكة الجديد عن خططها السابقة لشراء مطابع خاصة. مشيرا إلى أن إصدارات المؤسسة ستتم طباعتها لدى الشركة الجديدة، حيث ستكون المؤسسة العربية للإعلام (زبون وشريك في نفس الوقت).

أما أحمد على البلوش، فقد ذكر أنه سيتم تقييم المطابع الحالية التي تملكها مؤسسة الإمارات للإعلام من قبل لجنة فنية محايدة، حيث سيدرس مجلس إدارة الشركة الجديدة تملك هذه المطابع كجزء من حصة المؤسسة في رأس المال، على أن تتم في ما بعد طباعة إصدارات المؤسسة الصحافية في مطابع الشركة الجديدة. وقال الدكتور الدخيل إن المجموعة السعودية ستنقل مقر عملياتها الرئيسي إلى أبوظبي مع الإبقاء على وجودها الحالي في دبي. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك نية لطرح الشركة الجديدة لاكتتاب عام، قال أحمد علي البلوشي، إنه لا يوجد ما يمنع من القيام بمثل هذه الخطوة في المستقبل. وذكر أن الشركة الجديدة لديها إدارة خاصة منفصلة عن الملاك الثلاثة، ويشرف على هذه الشركة مجلس إدارة مؤلف من خمسة أشخاص. وفي هذا الصدد ذكر الدكتور الدخيل أن المجموعة السعودية رشحت ماجد غراب لعضوية مجلس إدارة الشركة الجديدة. وقال انه سيتم اختيار شركة عالمية متخصصة تتولى اختيار الطاقم الفني والإداري للشركة الجديدة بما يتلاءم مع طموحات الشركاء الثلاثة. وقال أحمد علي البلوشي، في رده على سؤال، إن موقع الشركة الجديدة سيكون موقعا كبيرا، ويستوعب حجم المطابع الحديثة التي ستتملكها الشركة، ويتلاءم مع طموحاتها في التوسع مستقبلا. وقال إن الشركة لديها الامكانيات للبدء فورا، لكنه ذكر أن ذلك يتوقف على نتائج ما تقوم به اللجنة الفنية المكلفة بتقييم مطابع مؤسسة الإمارات للإعلام، وما إذا كانت الشركة الجديدة ستتملك هذه المطابع أم تتعاقد على مطابع جديدة. وقال ناصر الظاهري في رده على سؤال، إن نشاط الشركة الجديدة لا يقتصر على الطباعة، وإنما النشر بما في ذلك الكتب وطباعة أي من المطبوعات العربية والأجنبية التي تطبع حاليا في الإمارات. مشيرا إلى وجود إطار واسع للتعاون الإعلامي بين الشركاء الثلاثة. وذكر أن الشركة الجديدة مفتوحة لانضمام شركاء آخرين. وذكر الدكتور عزام الدخيل أن الخطوة التالية ستكون إنشاء شركة للتوزيع. مشيرا إلى أن المناقشات بهذا الشأن قد بدأت بالفعل، وأن شركة التوزيع المقترحة مفتوحة لانضمام شركاء من الدول العربية.

جدير بالذكر أن مؤسسة الإمارات للإعلام هي مؤسسة مستقلة إداريا وماليا ومملوكة بالكامل لحكومة الإمارات. وتملك المؤسسة عددا من القنوات التلفزيونية الفضائية من بينها قناتا أبوظبي والإمارات، فضلا عن قنوات متخصصة، كما تملك محطات إذاعية، وتصدر عنها مطبوعات صحافية عديدة، أبرزها جريدة «الاتحاد» السياسية اليومية، و«زهرة الخليج» النسائية الأسبوعية، ومجلة الأطفال «ماجد» وغيرها.

أما المؤسسة العربية للإعلام فهي مؤسسة مستقلة يصدر عنها عدد من المطبوعات الاجتماعية والثقافية والرياضية، أبرزها «المرأة اليوم»، و«الرجل اليوم»، و«بنات اليوم»، و«عيناوي» الرياضية المتخصصة، كما تخطط المؤسسة لإصدار مطبوعة يومية.