وزراء «أوبك» يقرون بعدم فعالية رفع سقف الإنتاج الرسمي في تهدئة الأسعار

المنظمة تخفض تقديراتها لنمو الطلب على النفط وسط تراجع النمو الاقتصادي في غرب أوروبا

TT

أعلنت منظمة أوبك أمس ان سعر سلة خاماتها قفز الى مستوى مرتفع بلغ 52.26 دولار للبرميل بنهاية تعاملات الأربعاء، في حين لم يعلن بعد الأثر الفوري لتطبيق سلة الخامات الجديدة التي دشنت التعامل اعتبارا من يوم أمس الخميس. وتأتي مواصلة الاسعار ارتفاعها كمؤشر واضح لتجاهل السوق لقرار وزراء المنظمة أول من أمس، اضافة نصف مليون برميل لسقف انتاجها الرسمي كما يعد الأربعاء هو آخر أيام تطبيق سلة الخامات القديمة المكونة من 7 خامات حيث حلت محلها بدءا من أمس سلة خامات جديدة تتكون من 11 خاما ممثلة وفقا لحجم انتاجها لتكون أكثر تمثيلا للخامات التي تصدرها دول المنظمة للأسواق الكبرى وتتميز التركيبة الجديدة لسلة خامات اوبك بتمثيل أكثر للخامات الثقيلة حيث تصل نسبة الكبريت في التركيبة الجديدة الى 1.77 في المائة مقارنة بـ 1.44 في المائة سابقا.

الى ذلك، قال وزراء بمنظمة أوبك قبل مغادرتهم فيينا ان نقص طاقات إنتاج النفط الخام واختناقات التكرير تعني أن من المستبعد أن يؤدي اتفاقها الأخير على زيادة الإنتاج الى خفض الاسعار، وأنهم يبذلون بالفعل كل ما في وسعهم لخفض الاسعار عن مستوى 55 دولارا للبرميل.

وقال وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز ان اتفاق زيادة حصص الإنتاج بنسبة 2 في المائة قد يؤتي نتائج عكسية لأنه يسلط الضوء على نقص الطاقة الإنتاجية الاحتياطية لدى أوبك. وقال راميريز لرويترز «مشكلة السعر لا علاقة لها بالإمدادات. أعتقد أن السوق تقول إننا كلما رفعنا سقف المعروض قلت المرونة لدينا في الطاقة الإنتاجية».

وقال وزير النفط السعودي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ان بلاده مستعدة لزيادة الإمدادات النفطية في الأسواق العالمية إذا طلب العملاء ذلك، وأضاف «لا يوجد نقص في النفط.. وما يدفع السعر هو العجز عن تحويل النفط الى منتجات».

وفي جانب آخر، خفضت أوبك في تقريرها الشهري الصادر أمس الخميس بشكل طفيف من تقديراتها لنسب نمو الطلب العالمي على النفط للعام الحالي متوقعة ان يبلغ متوسط الطلب للعام الحالي 83.9 مليون برميل ليبلغ معدل النمو عند 2.2 في المائة، وهو ما يمثل 1.8 مليون برميل يوميا مرجعة هذا التعديل لمؤشرات بشأن تراخي نسب النمو في الطلب من اقتصادات منطقة التعاون الاقتصادي، خصوصا في اميركا الشمالية وغرب أوروبا، بالإضافة الى خفض توقعات النمو السابقة لمناطق الشرق الاوسط وأميركا اللاتينية.

وتوقعت اوبك ان يبلغ متوسط عرض النفط من الدول المنتجة من خارج المنظمة للعام الحالي 50.06 مليون برميل يوميا بنمو يبلغ 800 ألف برميل مقارنة بمتوسط إنتاج دول خارج أوبك للعام الماضي. وقدم التقرير قراءة سلبية لأداء قطاع إنتاج النفط الروسي الحقيقي للربع الأول والشهرين الأولين من الربع الثاني، فيما أشار الى ان إنتاج اوبك نما بشكل متواصل متجاوزا 30 مليون برميل يوميا متجاوزا إنتاج ذات الفترة من العام بواقع 700 ألف برميل يوميا. وذكر التقرير ان متوسط الطلب على نفط اوبك بلغ 29.3 مليون برميل في الربع الأول، وبلغ 27.6 مليون برميل يوميا للربع الثاني، ويتوقع ان يبلغ 29.1 مليون برميل للربع الثالث، و30.6 مليون برميل للربع الأخير من العام.

وعلى الرغم من عدم تغيير التقرير الشهري الصادر أمس لتوقعاته السابقة لنسبة نمو الاقتصاد العالمي للعام الحالي مبقيا إياها عند 4.1 في المائة مقارنة بنسبة نمو اقتصادي محققة للعام الماضي بلغت 5.1 في المائة، إلا ان التقرير عدل في تفاصيل توقعاته لنمو اقتصادات منطقة اليورو حيث خفض توقعاته لنمو اقتصادات هذه المنطقة من 1.1 في المائة في تقارير سابقة الى 1 في المائة لعام 2005 في التقرير الصادر أمس مرجعا ذلك الى خفض التوقعات الخاصة لنمو الناتج المحلي الإيطالي والألماني والذي يتوقع ان يتراجع حجم انتاجهما المحلي خلال الربع الثاني وأيضا الأداء الضعيف للاقتصاد الفرنسي.

إلا ان التقرير في المقابل رفع توقعه لنمو اقتصاد اليابان الى 1.7 في المائة مقارنة بتوقع سابق 1.4 في المائة، وذلك نتيجة لتعافي الطلب المحلي ونمو معدلات التوظيف. كما ان التقرير أشار الى استمرار اقتصاد اميركا في النمو بنسبة 3.4 في المائة للعام الحالي مدفوعا بارتفاع معدلات الاستهلاك الذي رفع الطلب في قطاع الخدمات. وتأتي التوقعات المتفائلة للتقرير للاقتصاد الاميركي على الرغم من ضعف قطاع الصناعة. كما أشار التقرير الى استمرار توقع معدلات النمو للاقتصاد الصيني بواقع 8.6 في المائة للعام الحالي.

وبالنسبة للمخزونات، فقد ذكر التقرير ان بيانات شهر ابريل تؤكد ان المخزون في دول منظمة التعاون الاقتصادي نما بواقع 13.5 مليون برميل ليرتفع بواقع 100 مليون برميل مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. كما ان البيانات الاميركية لشهر مايو تشير الى ارتفاع الاحتياطات التجارية لتقارب المليار برميل ليبلغ إجمالي الاحتياطات 1.7 مليار برميل في قيمة تاريخية. كما يتوقع ان تنمو المخزونات الأوروبية من النفط بواقع 10.3 مليون برميل، وخصوصا من النفط الخام. وفي المقابل فقد تراجعت مخزونات اليابان بواقع 6.1 مليون برميل بنهاية شهر ابريل.

الى ذلك، قالت وزارة النفط الروسية أمس الخميس إنها تتوقع أن يصل إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز إلى أعلى مستوى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ليسجل 119 مليون طن في الربع الثالث من العام (9.48 مليون برميل في اليوم).

وقالت الوزارة إنه سيتم تصدير 43.5 مليون طن من هذه الكمية (3.466 مليون برميل يوميا) عن طريق شركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط الأنابيب إلى الأسواق الخارجية.

وقالت الوزارة إن 57.8 مليون طن (4.605 مليون برميل يوميا) ستوجه لشبكة مصافي التكرير الروسية منها ثمانية ملايين طن من البنزين و14 مليونا من السولار (زيت الغاز) و12.6 مليون من زيت الوقود و2.3 مليون طن من وقود الطائرات.

وفي الشهر الماضي، ارتفع إنتاج النفط الروسي إلى 9.33 مليون برميل يوميا وإن ظل أقل من أعلى مستوى له منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، والذي سجله في سبتمبر (أيلول) الماضي عند 9.42 مليون برميل في اليوم.