وقعت شركة الطيران منخفض التكاليف الهندية أنديجو إيرلاينز أمس عقدا مع شركة انتاج الطائرات الاوروبية العملاقة إيرباص لشراء 100 طائرة طراز إيه 320 مقابل حوالي 6 مليارات دولار. وقال جون ليهي المدير التجاري لشركة إيرباص إن إنديجو لم تبدأ العمل بعد وليس لها أي خطوط طيران حاليا وهي تابعة لشركة السياحة والسفر الهندية العملاقة إنترجالوب.
وتعطي هذه الصفقة دفعة قوية للشركة الاوروبية في صراعها الشرس مع منافستها الأميركية بوينغ من أجل السيطرة على سوق الطائرات المدنية في العالم. وتشير الانباء الى ان الصفقة الجديدة تتضمن ثماني طائرات من الطائرة إيه 380 العملاقة. وتوقع حصول شركته على طلبات شراء تتجاوز طلبات الشراء التي تحصل عليها بوينغ خلال معرض لوبورجيه للطيران المقام حاليا في باريس بنسبة 200 في المائة.
الى ذلك قالت شركة ايرباص أمس ان شركة جنرال الكتريك ستورد المحركات وان شركة رولزرويس لن تتمكن من المنافسة على العقد. وقال جون ليهي كبير مسؤولي المبيعات في ايرباص لرويترز خلال معرض باريس الجوي «الاتفاقات حتى الان مبرمة مع محركات جنرال الكتريك. اوامر التوريد تستغل سعر التدشين المنخفض ولن يكون من العدل فتح باب المنافسة مرة اخرى». واعلنت ايرباص عن اتفاقات لتوريد طائرتها الجديدة قيمتها نحو 19 مليار دولار. واظهرت مؤشرات سوق الطيران ان أوروبا هي صاحبة أكبر معرض للطيران في العالم لكن الشرق الاوسط والهند سرقا الاضواء هذا الاسبوع من خلال كثرة الطلبات حيث دارت شيكات بمليارات الدولارات لشراء طائرات جديدة. وتغذي الاقتصادات سريعة النمو والتدفق في السياحة والاسواق الاكثر انفتاحا نموا غير مسبوق في الطلب على السفر الجوي في المنطقتين وهما نقطة مضيئة بالنسبة لمنتجي الطائرات الذين يسعون جاهدين للتعافي من اثار تباطؤ الصناعة بعد هجمات عام 2001. وبينما يتساءل بعض المسؤولين في الصناعات الفضائية في لقاءاتهم الخاصة عما اذا كانت معدلات النمو قابلة للاستمرار فان الطلب على الرحلات الجوية في بعض اقتصادات العالم الاسرع نموا لا يظهر أي علامات على التباطؤ.
وقال نويل فورجار الرئيس التنفيذي لشركة ايرباص المنتجة للطائرات «يمكن أن تكون الصين والهند قائدتي النمو في المستقبل» ومضى يقول «الاتجاه في أوروبا جيد وفي الشرق الاوسط ممتاز اما في اسيا فهو أفضل كثيرا».
وجذبت شركات طيران هندية وشركة طيران في دولة خليجية صغيرة الانتباه أكثر من مثيلاتها الأميركية والاوروبية الاكبر التي ظلت هادئة في معرض الطيران الذي يقام كل عامين ويشهد تقليديا طلبيات شراء كبيرة.
وتصدرت القائمة الخطوط الجوية القطرية ومقرها الدوحة بعقد ضخم قيمته 15.2 مليار دولار لشراء طائرات من شركتي ايرباص وبوينغ مستفيدة من مد التنمية والسياحة في الشرق الاوسط الغني بالنفط. كما تقدمت خطوط طيران كينجفيشر الهندية التي يملكها المستثمر اللامع فيجاي ماليا الذي يشبهه المحللون بالبريطاني ريتشارد برانسون، بطلبية قيمتها ثلاثة مليارات دولار تضمن شراء خمس طائرات ايه380 العملاقة التي تنتجها شركة ايرباص. كما كانت سلسلة من طلبات الشراء من شركات طيران هندية أخرى ملمحا بارزا في المعرض بينما تتوقع طيران الامارات المملوكة لحكومة دبي عقد صفقة شراء كبيرة في وقت لاحق من هذا العام. وسرقت الامارات الاضواء في المعرض الذي يقام في باريس قبل عامين بعقود شراء بلغت قيمتها الاجمالية 19 مليار دولار. وتقود التنمية الهائلة والفنادق المتألقة وحركة المرور العابر من أوروبا واسيا النمو في المنطقة.
وقال اندرو بريلي وهو مدير في شركة ريد اكزيبشنز التي تنظم العديد من معارض الصناعات الجوية الكبرى في اسيا ان بعض الشركات المنتجة للطائرات والموردين الذين كانوا يقيمون معارض باذخة في باريس تسعى الان لتحويل بعض جهودها لاقامة معارض طيران بديلة في دبي والصين «سعيا وراء الاموال في الاماكن المناسبة». وتحدو مسؤولو شركات الطيران الثقة في أن الطلب لا بد أن ينمو.
وقال أكبر البكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية انه يتوقع أن ينمو حجم شركته التي تراهن على أن المستقبل لطائرة ايه 350 متوسطة الحجم التي تنتجها ايرباص الى ما يقرب من ثلاثة أمثال حجمها الحالي خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال البكر لرويترز «نريد أن نحافظ على شباب أسطولنا». وتابع قائلا «سيبلغ عدد المسافرين على طائراتنا في عام 2015 حوالي 15 مليونا ولا بد أن نملك تقريبا ما بين 90 طائرة و105 طائرات». وقال مسؤولون انه بينما يدعم الشرق الاوسط طلبات الشراء في شركتي ايرباص وبوينغ لبضعة أعوام فان اسيا لا تزال في بداية الانطلاق. وتقول شركة بوينغ انها تتوقع أن تكون منطقة اسيا والمحيط الهادي أكبر أسواقها بنسبة 36 بالمائة من طلبيات الشراء المتوقعة للعشرين عامة المقبلة وتبلغ قيمتها 2.1 تريليون دولار. وتشير شركة ايرياص المنافسة الى الهند كسوق محتمل لها.
قال جون ليهي كبير المسؤولين التجاريين في شركة ايرباص في مؤتمر صحافي في معرض الطيران في باريس «الهند اليوم واحدة من أكبر الاسواق الواعدة في العالم». ومضى يقول «ان عدد من يسافرون بالقطار في الهند في يوم واحد أكبر من عدد من يسافرون بالطائرة في عام». وتقوم شركات الطيران الهندية بتحديث وتوسيع أساطيلها بينما تقوم الحكومة الهندية بتحرير قطاع كانت البيروقراطية تقيده. وقالت الحكومة الهندية في مايو (ايار) الماضي انها تتوقع نمو صناعة الطيران بنسبة 20 بالمائة سنويا.
والتزمت شركة جيت ايرويز ليمتد أكبر شركة للطيران الداخلي في الهند هذا الاسبوع بشراء 20 طائرة بوينغ على الاقل تزيد قيمتها على 2.8 مليار دولار بالاسعار المعلنة كما تبرم صفقة منفصلة لشراء عشر طائرات أخرى من ايرباص قيمتها 1.5 مليار دولار.
بالاضافة الى ذلك قالت شركة الطيران الداخلي المنافسة كينجفيشر انها وقعت عقودا لشراء 15 طائرة من ايرباص من بينها خمس طائرات ايه380 العملاقة في صفقة قيمتها ثلاثة مليارات دولار.
وشركة الطيران الاقتصادي التي تأسست أخيرا هي من بنات افكار ماليا قطب صناعة الخمور الهندي الذي تنتج مجموعة يو.بي التي يرأسها جعة كينجفيشر الاكثر مبيعا في الهند ومجموعة من السلع. وتتعارض طلبات الشراء مع توقع شركات الطيران العالمية أن تمنى بخسائر يقدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) أن تصل الى ستة مليارات دولار هذا العام مقارنة بخسائر بلغت 4.8 مليار دولار في عام 2004 بسبب تكلفة الوقود.