عمان تستضيف مؤتمرا يبحث فرص الاستثمار في السودان الأربعاء المقبل

الخرطوم تعزز إنتاجها في مجال صناعة السكر

TT

يسعى ملتقى الاستثمار في السودان، الذي يبدأ أعماله في العاصمة الأردنية عمان الأربعاء المقبل تحت شعار «السودان.. أرض الخير الواعد»، إلى شرح مناخ وفرص الاستثمار التي يتمتع بها السودان في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الزراعي، فما يتمتع به السودان من مقومات طبيعية كوفرة المياه واعتدال درجة الحرارة معظم أشهر السنة، ومساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة جعل من القطاع الزراعي في السودان مجالا استثماريا مهما لمختلف أوجه العمل الزراعي، وفي مقدمتها تصنيع المنتجات الزراعية.

وتعد صناعة السكر في السودان إحدى تلك القطاعات الاستثمارية الاستراتيجية المهمة التي تمثل مدخلا رئيسا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. إذ حققت هذه الصناعة نجاحا متلاحقا وبخطوات ثابتة حتى غدا السودان الدولة الثانية في أفريقيا بعد دولة جنوب أفريقيا إنتاجا للسكر، والخامس عالميا، ووصل به المطاف أخيرا إلى أن تبوأ مقعد رئاسة منظمة السكر العالمية في مايو (آيار) الماضي.

ويعود تاريخ صناعة السكر في السودان إلى عام 1962 بتشييد أول مصنع لإنتاج السكر بمدينة الجنيد بولاية الجزيرة، على بعد 110 كيلومترات من الخرطوم، لتتوالى توسعة القاعدة الإنتاجية حتى ارتفع عدد المصانع إلى أربعة، جميعها حكومية، تديرها شركة السكر السودانية، التي تعمل تحت مظلة وزارة الصناعة، وفق قانون الشركات العامة السوداني.

وتبلغ الطاقة التصميمية للشركة، المتمثلة في مصانعها الأربعة، نحو 355 ألف طن سنويا، فيما تصل المساحة الزراعية الكلية للشركة 67620 فدانا. كما تحتضن الشركة قوى عاملة تقارب في عددها 18 ألف عامل، منهم حوالي 8 آلاف عامل دائم.

وتعتمد زراعة قصب السكر في السودان بالأساس، على مياه نهر النيل، حيث تروى الأراضي الزراعية للمصانع الأربعة: الجنيد وحلفا وسنار وعسلاية، وشيدت جميعها على ضفتي النيل، وتروى من مياهه بأسلوب الضخ المباشر.

وتعود بداية الطفرة الكبرى لصناعة السكر في السودان إلى عام 1975، حين تم التوقيع، وبالتعاون مع عدد من الدول العربية، على اتفاقية لإنشاء مشروع آخر لإنتاج السكر على الضفة الشرقية للنيل الأبيض، بمساحة كلية تصل إلى 100 ألف فدان، وبحجم استثماري بلغ 975 ألف دولار، وتأسيس «شركة سكر كنانة»، التي تعتبر أكبر مشروع لإنتاج السكر في العالم، تحت إدارة موحدة تبلغ طاقته التصميمية 300 ألف طن سنويا. ويتميز النشاط التسويقي لشركة سكر كنانة من خلال دخولها في تعاقدات طويلة الأمد مع أسواق عديدة، خاصة التجمعات الأفريقية العالمية وأهمها المجموعة الأوروبية، إذ تمكنت الشركة في السنوات الثلاث الماضية من تصدير كميات بين 17 إلى 20 ألف طن من السكر الخام سنويا، وبأسعار تفضيلية بالنسبة لأسعار السوق العالمي. ولتحقيق الاستقرار لمستقبل صناعة السكر، عمل السودان على وضع استراتيجية يهدف من خلالها إلى الإسراع في تنفيذ عدد من المشروعات لإنتاج السكر، أهمها مشروع سكر النيل الأبيض، الذي يتوقع أن يبدأ إنتاجه في بداية العام المقبل، ومشروع سكر النيل الأزرق لإنتاج 265 ألف طن سنويا، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجه في عام 2007 .