إعادة التدوير بالأردن.. تجارة مربحة ووسيلة لحماية البيئة

TT

عمان ـ رويترز: على الرغم من ان عمليات اعادة التدوير مازالت محدودة في الاردن، فانها اصبحت تجارة مربحة ووسيلة فعالة في المحافظة على البيئة يأمل القائمون عليها ان تتطور وتمتد لتلقى المزيد من الاهتمام في المملكة.

ومع اعتماد العديد من الاسر ذات الدخل المحدود على جمع ما يمكن اعادة تصنيعه لكسب بعض النقود، تنظم جمعية البيئة الاردنية حملات توعية لترويج فكرة اعادة التدوير وشرح ماهية العملية من منظور بيئي لكسب اهتمام المزيد من الاسر حتى الميسورة الحال منها. وتسعى الجمعية ان تصبح عملية اعادة التدوير جزءا من الحياة اليومية للاسر الاردنية.

وقال أحمد الكوفحي المدير التنفيذي لجمعية البيئة الاردنية لرويترز «اكثر من 50 في المائة من المواد تمكن اعادة تصنيعها... البلاستيك والعلب والورق والزجاج وغيرها». وتشير دراسات لدى وزارة البيئة الى ان اعادة تصنيع هذه المواد توفر الطاقة والموارد بالاضافة الى الفكرة الرئيسية منها وهي الحفاظ على بيئة سليمة ونقية خالية من الملوثات الناتجة عن حرق النفايات.

وتحث الجمعية في نشرة توزع على الاردنيين تطبيق فكرة فرز النفايات لاعادة تدويرها وتغيير السلوك الاستهلاكي، وذلك بتسويق المنتجات المعاد تصنيعها والتشجيع على استخدامها.

وتقوم الجمعية التي بدأت بتنفيذ مشروع اعادة التدوير منذ عام 1994 بجمع الورق المستعمل من مؤسسات ودوائر حكومية ومدارس وهيئات دبلوماسية وارساله الى مصنع الورق والكرتون الذي يعمل على اعادة تصنيعه وبيعه في الاسواق المحلية والعربية المجاورة. وقال مدير المصنع ميشيل الفار «نجمع كميات هائلة من الورق من السوق المحلي ونعيد تصنيعها للاستفادة منها في صناعة صناديق تغليف تكون معظم مصانع المملكة بحاجة لها»، واضاف ان من ميزات هذه الصناعة توفير العملة الصعبة التي تستخدم في شراء هذه المواد من الخارج بالاضافة لامكانية توفير المواد للتجار خلال فترة قصيرة وبكلفة اقل حيث لا تستعمل في تصنيعها مواد جديدة. ويعتمد المصنع على ثلاثة مراكز رئيسية تشتري الورق من أسر تقوم بتجميعها من مختلف انحاء المملكة بالاضافة لما تجمعه الجمعية، ولزيادة الانتاج فان القائمين على المصنع بصدد انشاء مصنع جديد بقدرة انتاج تعادل ثلاثة امثال الانتاج الحالي، ومن المتوقع ان يبدأ العمل في المصنع الجديد خلال 18 شهرا.

وقال الفار ان المصنع يصدر انتاجه لدول عربية مجاورة كالعراق وسورية، مضيفا ان الانتاج الحالي من علب الكرتون لا يغطي حاجة السوق المحلية. وتساعد عملية اعادة تصنيع الورق على الحفاظ على الاشجار حيث تبين دراسات ان اعادة تدوير طن واحد من الورق او الكرتون توفر 17 شجرة وما بين 125 و227 لترا من الماء وتخفض تلويث الهواء بنسبة 74 في المائة وتلويث الماء بنسبة 35 في المائة.

وقال الفار ان حوالي 300 أسرة تعتمد في دخلها حاليا على جمع الورق المستعمل، ويعكف عدد اخر من الاسر على جمع علب المياه الغازية واخرى على جمع علب البلاستيك والزجاج وغيرها من مقالب النفايات.

ولكسب المزيد من الاهتمام والقاء مزيد من الضوء على اهمية اعادة التدوير قدمت الجمعية مسرحية تشجع على اعادة التدوير أبرزت فيها شخصية «العم غافل» وهو رجل عجوز يقتات من جمع القمامة فيتعلم ان بامكانه بيعها لمصانع اعادة التدوير.

وتركز المسرحية على النفايات كمصدر دخل لبعض الاسر وعلى الفكرة العلمية لاعادة التدوير وتقديمها بطريقة سهلة وسلسة، واستخدمت شخصية «العم غافل» الفكاهية في اكثر من مشروع للتوعية في الأردن.