مدينة غرناطة تحتضن الملتقى الأول لسيدات الأعمال العربيات والأوروبيات

TT

احتضنت مدينة غرناطة الأندلسية الملتقى الأول لسيدات الأعمال العربيات والأوروبيات وقد تضمن جدول الأعمال نقاش العديد من المواضيع التي تراوحت ما بين دور المرأة في عملية التنمية الاقتصادية والتحديات التي تواجهها في مجالي الأعمال والتمويل وتلك التي تعترضها في طريق ولوج معترك الحياة العامة، اضافة الى العلاقات التجارية العربية الأوروبية والعولمة والتحول في القيادة.

وما ان انفض حفل الافتتاح، الذي حضرته شخصيات حكومية اسبانية بارزة الى جانب العديد من الدبلوماسيين العرب المعتمدين لدى مدريد، حتى انطلق النقاش في اكثر من حلقة وورشة عمل وقد شاركت فيه سيدات بارزات من العالم العربي ودول الاتحاد الأوروبي من بينهن آمال عصفور، وخوانا رودريغيث، وسوليداد رويث، وصياح الشرايبي، وأنيسة عصام الدين حسونة، وخولة لوتاه، وهيلين رائغ، وفريدة الخمليشي، وليلى هادي الخياط، وصونيا خندي ضمن سيدات اخريات.

وقد اجمعت المشاركات في الملتقى والذي عقد أخيرا على رفض مفهوم العولمة الحالي بوصفها عملية توحيد للمعايير والتصورات وانماط العيش والمسلك يتم فرضها من طرف واحد مهيمن، وراهن بدل ذلك على عولمة «مفهومة وواضحة المعالم» تقوم على الابراز المشترك للتنوع في كل البلدان والمناطق الاقليمية وتتيح الاستفادة المتبادلة من قدرات الجميع وتحفظ للمرأة حقوقها ومكتسباتها الاجتماعية.

ولاحظت المشاركات ان المرأة الأوروبية والعربية على حد سواء ما زالت تعاني التمييز في مراكز العمل من حيث عدم تكافؤ الفرص والأجور مع زميلها الرجل ومن حيث الترقية ايضا وان ولوجها الحياة الاقتصادية لا يزال ناقصا. ورأين ان الطريق في سبيل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة ما زال طويلا وشاقا. كما أبرزن الحاجة الى تعاون وثيق بين سيدات الأعمال العربيات والأوروبيات عبر تنظيم الندوات والملتقيات التي تتيح تبادل الخبرات والمعارف واقامة شبكات الاتصال ونقل التقنيات الحديثة، ما من شأنه ان يدفع بالشراكة والتبادل التجاري والاقتصادي بين اوروبا والعالم العربي، وفق روح ونص عملية برشلونة.

وفي ختام هذه المداولات التي تواصلت على مدار ثلاثة ايام كاملة في مدينة قصور الحمراء، أوصت المشاركات في الملتقى الأول لسيدات الأعمال العربيات والأوروبيات باجراء تعديلات قانونية وحثت على تغيير في العقلية في سبيل تأمين دور ابرز للسيدات في مجال الأعمال انطلاقا من مبدأ المساواة. وأبرزن من جانب آخر ضرورة الدفع بآلية القروض الصغيرة بوصفها من أنجع السبل لانشاء الشركات النسائية والاسهام في تطوير المرأة في الدول الأكثر فقرا في العالم.

وعلى هامش الملتقى الأول لسيدات الأعمال العربيات والأوروبيات، أقام مكتب جامعة الدول العربية في مدريد حفلا بمناسبة الذكرى الستين للتأسيس المنظمة العربية بالمقر التاريخي لمجلس محافظة غرناطة الذي لا يزال يحتفظ باسمه العربي القديم «باب التوابين» وقد راهن مندوب الجامعة لدى اسبانيا محمد فتاح الناصري على تعزيز الحوار بين الاسبان والعرب، مبرزا اهمية مبادرة «تحالف الحضارات» التي اطلقها رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو العام الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وداعيا الجميع الى الاسهام فيها والعمل على توطيدها. وأكد السيد محمد الناصري ان الملتقى الأول لسيدات الأعمال العربيات والأوروبيات مثل بالفعل فرصة مواتية لتعزيز الحوار بين العرب واسبانيا، ما سيسهم في تقوية الروابط وتعزيز التبادل التجاري.