أسعار النفط تتعزز فوق مستوياتها القياسية وسط مخاوف الأسواق من صعوبة الإمدادات

خبير في شؤون الطاقة يتوقع تأثيرا سلبيا من ارتفاع الأسعار على الدول النامية في آسيا

TT

ارتفعت أسعار مزيج برنت خام القياس الاوروبي والخام الأميركي الخفيف أمس في تعاملات محدودة وعمليات تغطية مراكز قبيل عطلة نهاية أسبوع طويلة في الولايات المتحدة.

وارتفع سعر برنت في عقود أغسطس (اب) 29 سنتا الى 55.87 دولار للبرميل. وكان سعره قد انخفض 57 سنتا أول من أمس وتراجع بنسبة تزيد على ست في المائة منذ أن سجل مستوى قياسيا بلغ 59.59 دولار يوم الاثنين الماضي.

وأغلقت بورصة البترول الدولية أمس تمشيا مع اغلاق مبكر في بورصة نايمكس قبيل عطلة نهاية أسبوع طويلة. كما ستغلق الاسواق الأميركية ابوابها الاثنين المقبل في عطلة يوم الاستقلال. وظل القلق يخيم على أسواق النفط من أن امدادات منتجات النفط قد تجد صعوبة في الوفاء بالطلب في الربع الاخير من العام عندما يتزامن نمو استهلاك وقود الديزل مع الذروة السنوية في الطلب على زيت التدفئة. والديزل وزيت التدفئة من المشتقات الوسيطة ومن المتوقع أن يفرض تزامن ارتفاع الطلب عليهما ضغوطا على المصافي العالمية.

وقال رئيس أوبك اول من أمس «ان انخفاض اسعار النفط هذا الاسبوع كان كافيا لوقف الحديث داخل المنظمة عن ضخ المزيد من الامدادات الاضافية». وبدأت أوبك الحديث عن زيادة الانتاج بمقدار 500 الف برميل يوميا في وقت سابق هذا الاسبوع. وكانت هذه الزيادة ستأتي اضافة الى 500 ألف برميل اتفق عليها أعضاء المنظمة في أحدث اجتماع لهم في منتصف يونيو (حزيران) الماضي. وبدأ العمل بهذه الزيادة أمس الجمعة. وقال محللون ومتعاملون ان الزيادة في الامدادات من المستبعد أن يكون لها أثر يذكر على أسعار النفط العالمية نظرا لأن أحد العوامل الاساسية وراء ارتفاع الاسعار هو القلق من طاقة المصافي وليس من امدادات الخام.

واستقر سعر السولار في بورصة البترول الدولية عند 525.25 دولار للطن في حين ارتفع سعر زيت التدفئة الأميركي 1.21 سنت الى 1.6482 دولار للغالون.

الى ذلك قالت منظمة أوبك أمس ان سعر سلة نفوط المنظمة هبط أول من أمس الخميس الى 52.01 دولار للبرميل من 52.50 دولار يوم الاربعاء الماضي.

وعلى صعيد أسعار النفط وتأثيرها قال ديفيد فايف، خبير شؤون العرض في وكالة الطاقة الدولية في باريس ومحرر تقرير أسواق النفط في المنظمة في اتصال مع «الشرق الاوسط» إن المنظمة رصدت مخاوف متزايدة لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي «او إي سي دي» من تأثيرات اسعار النفط عند مستوياتها الحالية فوق 60 دولارا للبرميل على مستقبل النمو في الطلب على النفط، موضحا ان التأثيرات بدأت تظهر بوادرها حتى قبل بلوغ الاسعار لمستوياتها القياسية الحالية، كما امتد التأثير السلبي ليطال بعض دول آسيا وتلك الدول النامية التي تشكل فاتورة النفط قيمة عالية مقارنة بإنتاجها المحلي.

وأضاف أنه يتوقع ان تبدأ تأثيرات أسعار النفط العالية على نمو الطلب والذي بدأت بوادره واضحة خلال الأشهر القليلة الماضية رابطا الاسعار القياسية بوجود ضغط متزايد على النفط الخام والمواد المكررة ووصول القدرة الإنتاجية لدى منتجي النفط الخام وأيضا مصافي النفط لما يقرب من طاقتها القصوى مما يعني عدم توافر طاقات إنتاجية فائضة كافية لتهدئة مخاوف السوق حتى بالنسبة لدول الأوبك.

وقلل ديفيد فايف من تأثير أي قرار تتخذه الاوبك بشأن رفع سقف الإنتاج الرسمي، مشيرا الى أن المخاوف تتعلق بتوافر وقود التدفئة كمخزونات بشكل كاف قبل موسم الطلب المرتفع في الربع الأخير من العام.

وقال هناك بوادر لبناء كميات إضافية من المخزونات النفطية كما أن هناك وعودا قدمتها دول الاوبك بدخول طاقة إنتاجية إضافية قبل نهاية العام الحالي.

وحول تردد الأوبك في اتخاذ قرار رفع ثان لسقف انتاجها الرسمي وهل يعكس ذلك مخاوف من توافر كميات فائضة من النفط الخام في السوق بما يفوق حاجة السوق ما ينذر بانخفاض الأسعار مرة أخرى، قال فايف ان ذلك صحيح ومن المفترض مراقبة قوى العرض والطلب خلال الربع الثاني من العام الحالي قبل اتخاذ أي قرار بهذا الشأن.

على صعيد آخر تعتزم بريطانيا البدء باستيراد الغاز الطبيعي المسال الاثنين المقبل للمرة الاولى منذ 20 عاما عندما تصل ناقلة من الجزائر لترسو في مرفأ ايل أوف جرين الجديد قرب لندن.

ومن المتوقع ان تنمو واردات الغاز الطبيعي المسال عن طريق هذا المرفأ ومرفأين آخرين جديدين على الاقل في السنوات القليلة المقبلة مع اقبال بريطانيا على شراء الغاز من عدة مصادر لتعويض انخفاض انتاجها من حقول بحر الشمال.

وقال متحدث باسم شركة ناشيونال جريد ترانسكو التي تملك المرفأ ان الشحنة الاولى ستصل صباح يوم الاثنين.

وكانت بريطانيا توقفت عن استيراد الغاز المسال في منتصف الثمانينات عندما غطت الامدادات من بحر الشمال احتياجاتها.