البنك المركزي اليمني يواصل تدخله لضبط سعر صرف الريال

وسط اتهامات حكومية للبعض بهدف خلق فوضى اقتصادية

TT

قال متعاملون ان الدولار الأميركي واصل تراجعه مقابل العملة اليمنية لليوم الرابع على التوالي، وذلك نتيجة تواصل تدخل البنك المركزي بضخ المزيد من الدولارات في سوق الصرف لتغطية الطلبات المتزايدة على العملات الاجنبية.

وسجل سعر الصرف اول من امس 190 ريالا للدولار الواحد انخفاضا من 192 ريالا يوم الاربعاء ومقارنة مع 189 ريالا للدولار في منتصف الشهر الحالي.

وقال البنك المركزي في بيان اول من امس انه واصل تدخله في السوق بهدف المحافظة على استقرار سعر الصرف والحيلولة من دون الارتفاع غير المبرر لقيمة الدولار «وكسر شوكة المضاربين». واضاف البيان ان اجمالي ما تم ضخه من قبل البنك في السوق خلال شهر يونيو الحالي بلغ 236 مليون دولار. وكان أدنى سعر باع به البنك المركزي في التدخل الذي قام به اليوم الخميس هو 190 ريالا للدولار.

وأشار البيان الى انه «في اطار جهود البنك المركزي للحد من المضاربة على العملة المحلية والانحياز الى الريال وجعله أفضلية لدى المدخرين وقطع دابر المضاربين فقد قام برفع نسبة الاحتياطي الالزامي على ودائع العملات الاجنبية من 20 في المائة الى 30 في المائة وبدون فوائد بهدف تخفيض الفائدة على ودائع الدولار في نفس الوقت الذي يفرض فيه البنك المركزي نسبة احتياطي الزامي على ودائع الريال بواقع 10 في المائة فقط». وأكد البنك المركزي انه سيتابع التطورات في السوق وسيتخذ كافة الاجراءات التي يراها ضرورية سواء باستخدام أدوات السياسة النقدية او بالتدخل في السوق، وذلك لتحقيق استقرار سوق الصرف. وأضاف البيان ان البنك المركزي سيواصل «مراقبة السوق والتدخل عندما يرى ذلك ضروريا».

وكان ارتفاع سعر الدولار قد أدى الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاساسية والسلع الاستهلاكية بنسبة تراوحت بين 10 و15 في المائة ومن بين السلع التي ارتفعت أسعارها السكر والارز والقمح والدقيق وزيوت الطعام والالبان المجففة.

وكان رئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال قال اول من امس ان الارتباكات الموجودة في سعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية مفتعلة من قبل البعض بهدف خلق فوضى أمام الاقتصاد الوطني. وقال ان الوضع الحقيقي لسعر الصرف «مسيطر عليه بشكل كامل» حيث تمكن البنك المركزي اليمني من النزول بسعر الصرف الى 192 ريالا للدولار.

وقال باجمال في تصريح نقلته وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان الموقف ما زال مراقبا من قبل الحكومة ممثلة بالبنك المركزي اليمني للتأكد من استقرار سعر الصرف. وأشار الى ان تراجع سعر الصرف يؤكد قدرة الحكومة على التعامل السليم مع الوضع في السوق المالية.

وقال: «إن الحكومة لن تسمح بمثل هذا التلاعب، خصوصا ان أسعار السلع التي ارتفعت خلال الايام الاخيرة ناجمة عن حالة المضاربات التي لا تستند الى أي أساس اقتصادي». وأكد ان البنك المركزي سيوفر كافة العملات الاجنبية وعلى وجه الخصوص الدولار لمن يرغب في الشراء من اجل تلبية حاجاتهم الاقتصادية والتجارية ومصلحة التنمية في اليمن. وقال انه لا توجد أي أزمة فيما يتعلق بتوفير العملة، لان البنك المركزي جاهز لتلبية كافة الطلبات.

وقال البنك المركزي اليمني في بيان اطلعت عليه رويترز انه قام بضخ مبلغ 110 ملايين دولار في سوق الصرف خلال الثلاثة أيام الماضية.