بنك البحر المتوسط يسعى لاستعادة مكانته في لبنان

بعد أن تراجع من واحد من أكبر ثلاثة بنوك إلى التاسع

TT

بيروت ـ رويترز: تعتزم المجموعة المصرفية لرئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري استعادة حصتها التي تقلصت في السوق ووقف تراجع الارباح.

وقال محمد الحريري رئيس بنك البحر المتوسط ان البنك لا يسعه بعد الان ان يقف بلا حراك بينما تتنافس البنوك الكبرى بقوة وتقدم منتجات وتتوسع في السوق.

واشار الحريري الذي تولى رئاسة البنك هذا الشهر من رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة «التراجع من واحد من اكبر ثلاثة بنوك الى تاسع بنك من حيث حصته في السوق غير مقبول. ينبغي ان نتنافس لكسب عملاء والمشاركة في جميع الانشطة المالية».

واضاف الحريري لرويترز «ينبغي اعادة تنظيم البنك داخليا وتغيير ثقافتنا حتى قبل ان نفكر في التوسع في الخارج»، واشترى رفيق الحريري رئيس الوزراء الاسبق الذي اغتيل في 14 فبراير (شباط) البنك منذ اكثر من عشرة اعوام للتوسع في نشاط مجموعته «اوجيه» ومقرها السعودية وتعمل في مجال البناء والعقارات والاتصالات، وانتقلت ادارة المجموعة لابنه سعد.

ومحمد الحريري هو ابن عم رفيق الحريري، وهو أيضا نائب الرئيس المسؤول عن التمويل في «اوجيه» التي تمتلك 99 بالمائة من البنك وتقدر ايراداتها بثلاثة مليارات دولار سنويا.

ويقول مصرفيون على دراية باوضاع البنك ان ميزانيته تتضمن قروضا ضخمة لاحزاب وحلفاء سياسيين لرفيق الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء في معظم الفترة التي اعقبت الحرب الاهلية من 1975 الى 1990.

وخفضت مؤسسة «ستاندرد اند بورز» تصنيف البنك الى (B ناقص) من (B زائد) في عام 2001 وقالت ان البنك معرض للخطر بسبب الدين الحكومي الذي بلغ حاليا نحو مثلي اجمالي الناتج المحلي وبسبب تدهور حافظة القروض الخاصة.

ولا يزال البنك يمتلك واحدة من اكبر قواعد رأس المال في لبنان اذ يتجاوز 500 مليون دولار وتبلغ اصوله خمسة مليارات دولار. وانخفضت الارباح الى 24 مليون دولار في عام 2003 من 30 مليونا في عام 2000 رغم شراء بنك البحر المتوسط بنكين آخرين لم يدرجا في الميزانية بعد، ولم يصدر البنك بعد بيانات عام 2004.

وبالمقارنة حقق بنك لبنان والمهجر اكبر بنوك لبنان وتبلغ اصوله 11 مليار دولار ارباحا بلغت 2.91 مليون دولار في العام الماضي مقابل 3.88 مليون في العام السابق.

ويقول مصرفيون ان محمد الحريري يمكن ان يحسن اوضاع البنك اذا تغلب على الانقسامات داخله بين جماعات تتباين ولاءاتها داخل مجموعة «اوجيه» وقلص العمالة الزائدة عن الحاجة.

وعلى الجانب الايجابي يقولون ان بنك البحر المتوسط مثلا عملاق نائم في القطاع المصرفي اللبناني اذ يمتلك شبكة فروع ضخمة يمكن ان تضعه في المقدمة.

وقال الحريري «ينبغي ان نثبت اقدامنا داخليا حتى نعاود التوسع في قطاعي الافراد والشركات» مضيفا ان اسم عائلة الحريري وعلاقاتها في قطاع الاعمال ستساعد البنك على استعادة قوته.

ودلل على ذلك بنجاح الاصدار الاخير لشهادات ايداع بقيمة 170 مليون دولار في 12 يوليو (تموز) وقال ان الاكتتاب بلغ اربعة امثال المعروض. واضاف «كان الطلب غير مسبوق اذ اشترت بنوك من لبنان وحتى اوروبا من اجل خزاناتها. هذا مؤشر على سمعة مجموعة اوجيه».

وعلى المدى القصير قال الحريري ان البنك سيدمج بنكي الاعتماد واللبناني السعودي اللذين اشتراهما وسيسعى لشراء بنوك اخرى.

ولبنك البحر المتوسط علاقات قوية بالبنك العربي ومقره العاصمة الاردنية عمان. وفي العام الماضي اشترى رفيق الحريري حصة 13 بالمائة في البنك بسعر 170 دولارا للسهم. وتمتلك «اوجيه» تسعة بالمائة في البنك السعودي للاستثمار. وقال الحريري «ينبغي ان نتوخى الحذر في استراتيجيتنا الخارجية في ما يخص مصالح اوجيه المصرفية في السعودية والاردن. يوجد 60 بنكا في لبنان لذا هناك احتمال مؤكد لمزيد من الاندماجات على الساحة الداخلية».