لبنان يتوقع موسما سياحيا ضعيفا

TT

بيروت ـ رويترز: يقول خبراء صناعة السياحة في لبنان ان الصناعة تترقب موسما صيفيا قاتما إثر سلسلة من التفجيرات والاغتيالات ابعدت السائحين. وتشير بيانات وزارة السياحة الى انخفاض عدد السائحين العرب، ومعظمهم من دول الخليج الغنية بالنفط، وهم أغلبية زائري لبنان بنسبة تزيد عن 26 في المائة في النصف الاول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من عام 2004 . وينفق القادمون من الخليج ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف دولار في المتوسط خلال الزيارة الواحدة باستبعاد تكلفة تذاكر السفر والفنادق كما أنهم يستثمرون في العقارات والقطاع المصرفي.

وقال بيير الأشقر، رئيس رابطة اصحاب الفنادق في لبنان لرويترز، «ليست هناك هرولة لإلغاء حجوزات كما لا يوجد تهافت كبير على الحجز، لكن اذا وقع حادث او حادثان أمنيان آخران ستكون هذه النهاية. لم نستسلم حتى الآن». وشهد لبنان عدة تفجيرات دموية منذ اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في انفجار في بيروت في فبراير (شباط) لتنزلق البلاد في أسوأ ازمة منذ نهاية الحرب الاهلية عام 1990 وأعقب ذلك انسحاب القوات السورية نتيجة ضغط شعبي ودولي. والسياحة مصدر رئيسي للدخل في لبنان الذي يقاسي من دين عام حجمه 36 مليار دولار، وهو ما يعادل اجمالي الناتج المحلي للبلاد تقريبا. وشابت الخلافات السياسية تشكيل الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء المكلف، فؤاد السنيورة عضو التحالف المناهض لسورية الذي اكتسح أول انتخابات تجري بعد انتهاء الوجود السوري في لبنان. وقال الأشقر ان الحكومة الجديدة ينبغي ان تقر الامن سريعا لإنقاذ ما تبقى من موسم السياحة الصيفي.

وتابع «اهم شيء ان تكون هناك حكومة تحقق الاستقرار السياسي اللازم لإحياء القطاع». وقال ان الهجمات القاتلة الاخيرة قلصت نسبة إشغال الفنادق غير انه لا يزال ممكنا ان يستعيد القطاع قوته في شهر اغسطس (اب) ذروة الموسم الصيفي. وفي الأسبوع الماضي، نجا وزير الدفاع الياس المر من انفجار سيارة ملغومة. ومنذ انتهاء الحرب الأهلية، تكلفت اعادة اعمار وسط بيروت مليارات الدولارات. ويجتذب وسط العاصمة السائحين حيث يتناولون العشاء في مطاعمه او يتسوقون في متاجره.

غير ان اعداد السائحين انخفضت انخفاضا حادا مقارنة بالعام الماضي حين كانت المطاعم المكتظة تفتح ابوابها لما بعد منتصف الليل بساعات طويلة، في حين كانت الفنادق محجوزة الكامل. وفي عام 2004، سجل عدد السائحين رقما قياسيا بلغ 1.278 مليون في بلد يبلغ تعداد سكانه اربعة ملايين نسمة. وقال شوكت، وهو نادل مصري في مطعم شهير بوسط المدينة، «هذا العام مختلف تماما. النشاط ضعيف. توقعنا ان يأتي السياح في مايو. جاء يوليو ولم يظهر نحو 80 في المائة منهم».