حريق بمصفاة «بريتش بتروليوم» بتكساس يدفع بأسعار النفط فوق 60 دولارا وبرنت يعزز مكاسبه في سوق لندن

العراق يتفاوض مع 17 شركة عالمية لإنشاء مصفاة بطاقة إنتاج تبلغ 300 ألف برميل يوميا

TT

ارتفعت أسعار مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف في المعاملات الآجلة في أوروبا أمس، بعد أن أثارت حرائق بمصافي تكرير أميركية المخاوف من تزايد الضغوط على قدرات التكرير واضطراب الامدادات. وذكرت وكالة الانباء الفرنسية أمس أن انفجارا جديدا وقع مساء أول من أمس في مصفاة للنفط تملكها شركة بريتش بتروليوم في ولاية تكساس (جنوب الولايات المتحدة) لم يوقع ضحايا، لكنه اشعل حريقا تم اخماده خلال الليل، وفق ما علم لدى الشركة البريطانية.

وقال المتحدث باسم الشركة روبرت واين ان الانفجار وقع في احدى وحدات المصفاة، حيث تستخرج المنتجات النفطية الثقيلة (كالفيول) والمتوسطة (كوقود التدفئة والكيروسين). وتمت السيطرة على الحريق فجرا، واضاف المتحدث ان الانفجار «لم يوقع اصابات بشرية وقمنا بإبلاغ السكان القريبين بضرورة اغلاق النوافذ وملازمة منازلهم من دون ان تكون هناك مخاطر حقيقية». واشار المتحدث الى ان سائر وحدات المصفاة باستثناء تلك التي وقع فيه الانفجار في المحطة، وهي الاكبر للشركة في الولايات المتحدة، ما زالت تعمل. وتبلغ طاقة المصفاة 470 الف برميل يوميا.ولم يشأ المتحدث التكهن بالوقت الذي يستغرقه اصلاح الوحدة، موضحا ان «تحقيقا فتح لمعرفة سبب الانفجار». وكان انفجار آخر وقع في المصفاة نفسها في 23 مارس (آذار) الماضي اوقع 15 قتيلا و170 جريحا. ورصدت الشركة البريطانية 700 مليون دولار لتعويض الضحايا وعائلاتهم.

وارتفع مزيج برنت الخام لعقود سبتمبر (ايلول) 33 سنتا الى 59.28 دولار للبرميل. وفي وقت سابق ارتفع مزيج برنت الى 59.30 دولار لتصل مكاسبه هذا الاسبوع الى ثلاثة في المائة، وليسجل بذلك أعلى مستوى منذ أسبوعين. وزاد سعر الخام الأميركي الخفيف 35 سنتا في التعاملات الإلكترونية على شبكة اكسيس الى 60.29 دولار للبرميل. وارتفع في نايمكس 1.06 دولار الى 61 دولار للبرميل.

وقالت شركة بي. بي انه تم اغلاق ثلاث وحدات لفصل الكبريت، بعد ان تمت السيطرة على الحريق الذي شب في وحدة للمعالجة الهيدروجينية لمخلفات التقطير في مصفاة تكساس سيتي، التي تبلغ طاقتها الانتاجية 460 ألف برميل يوميا، وهي ثالث أكبر مصفاة في الولايات المتحدة. ولم يعرف على الفور سبب الحريق. وجاء الحريق بعد أربعة أشهر من وقوع انفجار بوحدة أخرى في المصفاة تسبب في مقتل 15 شخصا.

من جانب اخر أفاد مسؤول بوزارة النفط العراقية أمس، بان وزارة النفط قطعت اشواطا متقدمة من المفاوضات مع 17 شركة عالمية، لانشاء مصاف بطاقة تكرير تصل الى 500 الف برميل في اليوم، لسد النقص الكبير في انتاج المشتقات النفطية في البلاد.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لمراسل وكالة الانباء الالمانية «ان وزارة النفط قطعت اشواطا كبيرة من المحادثات والاتصالات مع 17 شركة عالمية متخصصة في انشاء مصاف لتكرير النفط الخام وبطاقة تتراوح بين 250 الفا 300 الف برميل في اليوم، وبالامكان زيادتها لتصل الى 500 الف برميل في اليوم مستقبلا، وبمواصفات حديثة لسد النقص في انتاج المصافي الحالية التي لم تعد تلبي متطلبات الاستهلاك المحلي». واضاف «ان هذه المصافي، التي ستشيد في مدن الموصل والبصرة وبغداد، ستكون بمواصفات عالمية وتؤمن الاستهلاك المتزايد في البلاد».

واوضح ان الوزارة وضعت كذلك خططا لانشاء مصافي تكرير صغيرة بطاقة 10 الاف برميل في اليوم، وبالامكان زيادتها الى 30 الف برميل في اليوم لتأمين استهلاك المواطنين والمنشآت الصناعية في مدن اربيل والسليمانية والعمارة وحديثة والناصرية والديوانية».

واكد ان مصافي التكرير الكبرى في البلاد، الدورة وبيجي والبصرة، اصبحت قديمة ومتخلفة، ولم تعد تلبي الاستهلاك المحلي المتزايد من المحروقات. وتعتزم الحكومة العراقية اعتماد نظام الكوبونات في توزيع المنتجات النفطية على المواطنين، لتنظيم الطلب المتزايد على الوقود في الشتاء المقبل بعد استمرار شحتها، خلال العامين الماضيين، ولتأمين الاستهلاك الداخلى. واوضح المسؤول العراقي «ان العراق يستورد حاليا كميات كبيرة من وقود البنزين من بلدان الجوار، الكويت وتركيا وايران وسورية والاردن، تصل قيمتها الى 200 مليون دولار شهريا، لسد النقص المتزايد في انتاج المصافي، التي لا يتعدى انتاجها 11 مليون لتر في اليوم، مقابل استهلاك يومي يصل الى 24 مليون لتر يوميا».

وتشهد البلاد للاسبوع الثاني على التوالى طلبا متزايدا على وقود السيارات، حيث تشاهد يوميا الاف السيارات امام محطات تعبئة الوقود في بغداد والمحافظات، وهي تنتظم في طوابير طويلة للحصول على الوقود. فيما تؤكد وزارة النفط أنه «لا توجد ازمة وقود وانها تضخ يوميا 24 مليون لتر لتأمين الاستهلاك المحلي».

وعزت الوزارة ازدياد الطلب على الوقود هذه الايام الى زيادة ساعات القطع المبرمج للتيار الكهربائي، حيث ارتفعت معدلات استهلاك مولدات انتاج الطاقة الكهربائية الصغيرة في المنازل الى 5 ملايين لتر في اليوم.

وفي طوكيو أظهرت بيانات حكومية أمس، ان شركات التكرير اليابانية رفعت وارداتها من النفط ورفعت معدلات التكرير في يونيو (حزيران) من العام الماضي، لتلبية الطلب الشديد على البنزين وارتفاع استهلاك المحطات الحرارية لتوليد الكهرباء. لكن المصافي في اليابان ثالث أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم استفادت أيضا من ارتفاع هوامش التصدير على منتجات الوقود، للعمل على خفض مخزوناتها التي ما زالت مرتفعة مقارنة بمستواها في العام الماضي.

وقالت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة ان اليابان استوردت 18.62 مليون كيلولتر (3.90 مليون برميل يوميا) من النفط الخام في يونيو، بزيادة 8.1 في المائة عن واردات الشهر نفسه من العام الماضي. ورفعت شركات التكرير اليابانية حجم عمليات التكرير بنسبة 8.4 في المائة.

وارتفع حجم النفط الذي تم نقله لشركات انتاج الكهرباء الى نحو 150 ألف برميل يوميا في يونيو، أي مثلي ما كان عليه قبل عام بالمقارنة بـ80 ألف برميل في اليوم في مايو (ايار).

وزادت مبيعات البنزين المحلية في يونيو بنسبة 8.1 في المائة الى 5.12 مليون كيلولتر، مع اقبال شركات تجارة الجملة المحلية على الشراء بمعدلات أعلى من المعتاد قبل سريان زيادات في الاسعار في يوليو (تموز). لكن متعاملين قالوا ان ارتفاع معدلات انتاج الكهرباء من المحطات النووية واعتدال الطقس سيقلص على الارجح أي ارتفاع اخر في الواردات.