متابعات أحداث الدفن والمبايعة تزيد من ركود مبيعات بعض الأنشطة التجارية في السعودية

الاستهلاك المباشر يضاعف المبيعات لمتاجر مواد التموين والمطاعم

TT

لقيت مبيعات الأنشطة التجارية في السعودية ركودا في الإقبال على الشراء نتيجة توجه السعوديين نحو متابعة أحداث الدفن والمبايعة على شاشات التلفزيونات المحلية والفضائيات المختلفة، في حين اقتصرت المبيعات على اللوازم الضرورية والأغراض المنزلية اليومية المستهلكة. ولفت عدد من العاملين في نشاطات اقتصادية مختلفة والمراكز والمجمعات التجارية إلى أن أعداد عملائهم اليوميين تقلصت عن السابق، وتركزت نشاطات المبيعات في محال التموينات والمواد الغذائية.

وأوضحت مصادر في السوق أن «تفاعل الإعلام وبشكل خاص الفضائيات المختلفة شد أنظار السعوديين ودفعهم للإحجام عن الشراء أو بالأحرى الدخول للأسواق والتبضع، بل ما نلمسه هو هدوء يعم الأسواق المجمعات التجارية في حين اقتصر وجود بعض المشترين القليلين الذي يضطرون للخروج أو السفر لبعض المصالح وظروف الحجوزات والسفر لشراء بعض المستلزمات من الملابس».

وأشارت المصادر أن بعض الأنشطة التجارية هي التي لا تزال تواصل حركتها أبرزها محلات بيع المواد الغذائية ولوازم الاستهلاك اليومي التي تحتاجها المنازل يوميا في حين تسكين جميع المحلات الأخرى التي بدأت تتوجه إلى الإغلاق في أوقات أبكر من المعتاد بقليل، متوقعين أن تستمر الحالة الاقتصادية على وضعها إلى أواسط الأسبوع المقبل.

وأوضح محمد البراك، رجل أعمال ومستثمر في قطاع المأكولات، أن الأنشطة الاستهلاكية المباشرة تواصل حركتها الإيجابية وسط المرابطة العسكرية والتركيز على حادثة الوفاة والمتابعات اللاحقة، لافتا إلى أن العكس تماما في قطاعات الأنشطة البيعية المختلفة الأخرى وخاصة الاستهلاك غير المباشرة كالأثاث والأقمشة وغيرها التي تشهد ركودا شبه تام خلال هذه الفترة. وأضاف البراك لـ«الشرق الأوسط» أن النشاطات العاملة في الأطعمة والأغذية استفادت من التكثيف الأمني والاستعدادات خلال فترة الوفاة والدفن والعزاء زادت حركة مبيعات التموين الغذائي والمطاعم مقابل حركة ضعيفة لبعض الأنشطة التي تقع خلال هذه الفترة في ركود أو تسجل نسب مبيعات عادية نتيجة حركة الصيف خارج البلاد. ولفت عادل السهلي الذي يملك سلسلة متاجر «عادل للمستلزمات الرجالية» في مدينة الرياض إلى أن الحركة الراكدة في بعض الأنشطة جاءت كعادة السوق خلال هذه الفترة من السنة التي تكثر فيها نسبة السفر إلى الخارج، لافتا إلى أن ذلك يمكن أن يتضح لو كانت الحالة في وسط الموسم الدراسي الذي تتضاعف فيه المبيعات.

وأشار السهلي في حديث لـ«الشرق الأوسط» الى أن تواصل ركود نشاط الملبوسات سيستمر إلى أن يعود موسمها الذي سيكون في نهاية أغسطس (آب) الجاري، لافتا إلى أن هذه الفترة سيلجأ التجار فيها للبحث عن تزويد متاجرهم والإطلاع على أفضل المنتجات الجديدة. من جانبه، أوضح عبد الله بن محمد المسعد، موظف حكومي، أنه لم يغادر منزله وذلك لمتابعة جميع أحداث الوفاة والدفن والمبايعة، في حين لم يلجأ للخروج إلا لإحضار بعض المستلزمات الخفيفة اليومية كالخبز والماء وبعض الأطعمة والمواد الغذائية الأخرى في حين أنه سيقوم بشراء جميع المتطلبات الأخرى لاحقا.