النفط ينهي أسبوعا حافلا بالأرقام القياسية وخبراء يتوقعون مواصلة الصعود نحو 70 دولارا الأسبوع المقبل

وسط مخاوف بشأن مشاكل المصافي

TT

واصلت أسعار النفط الخام الأميركي الارتفاع الى مستويات قياسية جديدة امس ببورصة نيويورك التجارية (نايمكس) وسط مخاوف بشأن مشاكل مصافي النفط. وصعد الخام الأميركي الخفيف في عقود سبتمبر (ايلول) في التعاملات الآجلة ببورصة نيويورك التجارية 1.30 دولار الى 67.10 دولار للبرميل بعد الغاء بعض الصفقات التي ابرمت بسعر 67 دولارا للبرميل، وهذا اعلى مستوى للعقد منذ بدء تداوله في نايمكس عام 1983. وسجل العقد مستويات قياسية في خمس جلسات تداول متتالية.

وجرى تداول البنزين في عقد سبتمبر مرتفعا 5.42 سنت الى 2.004 دولار للغالون وهو أعلى سعر للعقد منذ بدء تداوله في سوق نايمكس عام 1984. وقالت متحدثة باسم شركة «بريمكور» ان انقطاع الكهرباء امس تسبب في اغلاق مصفاة الشركة في ممفيس بولاية تنيسي البالغة طاقتها 175 الف برميل يوميا. اتفق خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، على احتمالية مواصلة اسعار النفط وتيرتها التصاعدية، التي شهدتها على مدى الأيام الخمسة الماضية، والتي قادت اسعار مزيج برنت القياسي الاوربي والخام الاميركي الخفيف لمستويات تاريخية، مشيرين إلى أن المخاوف الخاصة بموثوقية امدادات البنزين في أميركا واستمرار نمو الطلب قد يجددان عملية الصعود, وقد ارتفع سعر برنت في عقود سبتمبر (أيلول) 50 سنتا إلى 65.88 دولار للبرميل وهو مستوى قياسي جديد.

ووسط مخاوف من أن الضغوط على امدادات البنزين في الولايات المتحدة في ذروة موسم استهلاكه في العطلات قد تفاقمت بسبب مشكلات في مصاف أميركية. غير أن ارتفاع أسعار الخام لم يؤد حتى الآن إلى الحد من النمو في اكبر اقتصاد في العالم. فقد ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية بنسبة 1.8 بالمائة الشهر الماضي، إذ أدت الحوافز على الشراء إلى اكبر زيادة في مبيعات السيارات منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2001.

وارتفع الطلب على البنزين في الأسابيع الأربعة الماضية، في حين استمرت عمليات توقف غير متوقعة في المصافي في تعطيل الانتاج. فأغلقت «بي.بي» عدة وحدات في مصفاتها بتكساس يوم الأربعاء، في حين عانت مصفاة «كونوكو فيليبس» في وود ريفر، من مشكلات تتعلق بالكهرباء. وزادت المخاوف بشأن امدادات الخام من التأثيرات التي ترفع الأسعار. من جانبه قال الدكتور انس الحجي، مدير برنامج الطاقة في الخليج في مركز الخليج للأبحاث وأستاذ كرسي جورج باتن للأعمال والاقتصاد، في جامعة شمال أوهايو الأميركية، «إن أساسيات السوق تدعم أسعاراً في أعلى الخمسينات وما الارتفاع الأخير فوق ذلك المعدل، إلا نتيجة عوامل سياسية وطبيعية تتمثل في تأزم العلاقات الإيرانية ـ الأوروبية والأعاصير في خليج المكسيك». وأضاف الدكتور الحجي لـ«الشرق الأوسط»، أنه قد تتجاوز أسعار النفط 70 دولاراً للبرميل، إذا اتخذ مجلس الأمن قرارا يقضي بفرض عقوبات اقتصادية على إيران، خلال الشهر القادم لأن هذه العقوبات ستمنع الحكومة الإيرانية من تنفيذ خطط توسيع الطاقة الإنتاجية، كما قد تؤدي إلى ردة فعل إيرانية تخفض من الإنتاج الإيراني.

وقال أنتوني هاف، مسؤول قطاع الطاقة الدولية في مجموعة يورواسيا في نيويورك لـ«الشرق الأوسط»، إن المخاوف الخاصة بموثوقية قطاع التكرير في الولايات المتحدة حقيقية، خصوصا ان وتيرة التشغيل الحالية للمصافي ولجوء عدد من تلك المصافي على مدى السنوات الماضية للارتباط بعقود صيانة قليلة التكلفة لرفع هامش الربح بعد سنوات من تكبد هذه الصناعة لخسائر مالية، ورغم أنها تحقق أرباحا جيدة حاليا إلا ان نتائج التشغيل المكثف وعقود الصيانة الرخيصة يسهمان في رفع حجم الأعطال الفنية وحوادث التشغيل. وأضاف، أن غياب اثر للارتفاع الحاد لأسعار النفط لن يستمر، ويتوقع أن يظهر اثر ذلك بعد فترة قد تكون على شكل تراخي الاستهلاك أو تراجع وتيرة النمو الاقتصادي، خصوصا في بعض القطاعات، مثل الطيران سترتفع تكلفة تشغيل رحلاته، مما ينعكس على اسعار خدماته.

إن تعديل وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو إنتاج الاوبك من خارج الاوبك للعام الحالي ليصبح 675 ألف برميل، كزيادة في الانتاج للعام الحالي، بدلا من تقديراتها السابقة، التي كانت تتوقع زيادة بحوالي 1.2 مليون برميل سوف تضع العبء على الاوبك لتوفير النفط المطلوب، خصوصا أن المنظمة تتوقع أن ينمو المعروض من النفط من خارج الاوبك لعام 2006 بواقع 1.25 مليون بدلا من 1.41 مليون في التقديرات السابقة. وأشار إلى أن اوبك مطالبة حاليا بسد هذه الفجوة في توقعات نمو العرض من خلال ضخ 300 ألف برميل إضافية خلال الربع الأخير.