منتجع «جزر الأميرات» التركي يعزز موقعه السياحي ويجتذب مرتادي الصيد والرحلات

TT

جزر الأميرات ساحرة بكل معاني الكلمة تسلب العقول والألباب بجمال طبيعتها وتنوعها وطقسها الرائع ومنتجعاتها المتنوعة ذات المستوى العالمي تلبي متطلبات وأذواق كل من يزورها.

فبعد رحلة بحرية تقارب الساعتين بواسطة السفن التي تربط هذه الجزر مع مدينة اسطنبول على مدار الساعة وعند وضع القدم على أرض اليابسة تشعر وكأنك انتقلت من مكان الى مكان آخر مختلف تماما. فالهدوء تام ولا يوجد ضوضاء، السيارات، وهو الأمر الذي يشعرك بالراحة النفسية التي يفتقدها الانسان في المدن الكبرى لا سيما وان كانت بحجم مدينة اسطنبول المكتظة بملايين السكان.

وتعد الجزيرة المكان الأمثل لطالبي الهدوء والاستجمام والراحة النفسية، وهي المكان الأفضل لقضاء عطلة حالمة في جو من الخصوصية، وهي المكان المناسب للرحلات والعطلات العائلية.

وتقع جزر الأميرات على بحر مرمرة بالقرب من الخط الساحلي لمدينة اسطنبول وأكبرها جزيرة «بيوك أظه» التي فتحها القائد العسكري العثماني سليمان بالطة أوغلو عام 1453 ميلادي، وذلك قبيل الفتح الكبير لمدينة القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح الذي قام بتقسيم القسطنطينية الى عدة مناطق سكنية ومن ضمنها جزر الأميرات التي أسكن بها مسيحيي منطقة البحر الأسود، حيث بدأوا بممارسة مهنة الصيد في الجزيرة حتى منتصف القرن التاسع عشر.

وقال المستشار السياحي للجزيرة اردال يلماز لوكالة الأنباء الكويتية عن الاقبال الشديد للسياح العرب والأجانب الى الجزر ان «الجزيرة جميلة وهادئة معظم ايام السنة وتدب فيها الحياة والحركة لفترة أشهر الصيف الثلاثة، حيث يأتيها السياح بمقصد التجول لمدة يوم واحد».

وأضاف يلماز ان الجزيرة «تتميز بالهواء النقي والهدوء. فوسيلة التنقل بها عربات الخيل والدراجات الهوائية مما يعطيها خصوصية وطابعا يفتقد اليه الكثير من مناطق المعمورة». وقال في هذا الصدد «من خلال احتكاك سكان الجزيرة الأصليين بالأوروبيين تعلم أبناء الجزيرة المهن اليدوية ومهنة البناء الحديث بعدما كان مقتصرا على البيوت الخشبية، حيث انتشرت البيوت الجديدة والقصور التي ما زال كثيرا منها قائما الى وقتنا الحاضر».

وتابع قائلا «بمرور الوقت بدأ سكان الجزيرة بتعليم المهن التي اكتسبوها من الأوروبيين الي الأتراك في اسطنبول».

من جهته، قال أحد السياح العرب لكونا «من الأسباب التي دفعتنا لزيارة الجزيرة قربها من مدينة اسطنبول والترفيه عن أطفالنا بحيث أنهم يتحركون بكل حرية ويركبون الدراجات الهوائية وعربات الخيل ويسبحون في البحر بكل حرية وأمان».

ومن خلال هذه العوامل السياحية والتاريخية أصبحت الجزيرة مصيفا يقصده أهالي مدينة اسطنبول والسياح الأجانب الذين يزورون المدينة.

وفي الوقت الحالي أصبحت الحياة في الجزر مقتصرة على كونها مصيفا يقصدها أهالي مدينة اسطنبول الذي يمتلك الكثير منهم استراحات صيفية فخمة فيها بحيث يبلغ عدد سكانها 250 ألفا في الصيف و17 ألفا في فصل الشتاء.

وتعود تسمية الجزر بالأميرات لعهد دولة بيزنطة حيث أدى الصراع الداخلي فيها لنفي الأمراء والأميرات الى هذه الجزر.