عجلة المساهمين في جني الأرباح تتسبب في كبح صعود سهم «المراعي» عند 52.7%

مؤشر الأسهم السعودية يعود لمسار الارتفاع من جديد معوضا 59 نقطة من خسائره الماضية

TT

تسببت عجلة المساهمين في جني الأرباح المحققة في سهم المراعي الذي تم إدراجه أمس في سوق الأسهم السعودية إلى كبح انطلاقة السهم الصاعدة، فبعد أن انطلقت التداولات في الفترة الصباحية شهد السهم ارتفاعا سريعا بعد أن افتتح على 870 ريالا، قبل أن تندفع قيمته في أقصى ارتفاع إلى 243.2 دولار (912 ريالا)، انتظرت شريحة من المتعاملين حينها بغية تخطي السهم حاجز 1000 ريال، إلا أن هروع شريحة في البدء بتقديم طلبات البيع لتسجيل أرباح فعلية وسريعة، ألقى بظلاله على تداولات السهم في الفترة المسائية ليقاوم في مستويات 810 ريالات، لم يجد دعما فواصل تراجعه حتى توقف عند سعر 782 ريالا نهاية التداولات.

وأوضح عبد المحسن الهويدي، أحد المتداولين في السوق، أن المتابع لحركة سهم المراعي، يتضح له أن عدد المتداولين في صالات التداول كان كبيرا جدا، مما أوحى للمتابع بنوايا جادة كانت تبديها شرائح واسعة لترقب السهم ثم البدء في اتخاذ قرار البيع لحظة فقدان الأمل بالدعم ومواصلة الارتفاع، مفيدا أن الانكباب على تقديم طلبات البيع جاء من الشرائح التي تنظم للمرة الأولى. وأوضح الهويدي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك وجوها جديدة زارت الصالة التي يتداول فيها للمرة الأولى، وهذا ما أكد عملية الانتظار لانطلاقة السهم وتسجيله مكاسب حتى يهرعوا لتقديم طلبات البيع وتحويلها على الحسابات مباشرة ومن ثم الاستفادة منها، لافتا إلى أن هناك توقعات بتخطي السهم 950 ريالا خلال تداولات اليوم الأول والذي تسمح أنظمة السوق بنسبة تذبذب مفتوحة فيه، إلا أن أعلى النقاط التي وصلها كانت بعيدة عن هذه التوقعات.

من جانبه، أفاد عبد الله المسعد، أحد المتداولين، بأنه حضر في صالة لإحدى البنوك جنوب العاصمة السعودية الرياض، حيث أشار إلى أنها امتلأت عن آخرها بالمتداولين الجدد، وكان هو من بينهم، بغية متابعة شاشة عرض الأسهم، مفيدا بأن الهروع للبيع ينبئ بانتظار بعض المساهمين تجاوز سعر السهم حدود 800 ريال. ولقد قام هو بذاته بالبيع بهذا السعر وسط شعور بارتياح من تحقيق هذه النتيجة.

وأوضح المسعد لـ «الشرق الأوسط» اعتقاده الجازم بحركة غياب كبيرة وتسرب أثناء العمل، أو على الأقل، حالات استئذان كبيرة تمت خلال الفترة الصباحية التي يبدأ فيها سوق الأسهم التداول من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا، مشيرا إلى أنه يعرف الكثيرين ممن حضروا التداولات الصباحية للاطلاع على الضيف الجديد المنضم للتو لسوق الأسهم السعودية بعد استئذانهم من مديريهم وجهات أعمالهم، كما عقد البعض منهم العزم على عدم الحضور للدوام الرسمي منذ ليلة أول من أمس.

في حين زارت «الشرق الأوسط» صالة تداولات الأسهم في احد البنوك السعودية بشارع التخصصي وسط العاصمة الرياض، حيث وجدت العشرات وقوفا حول المقاعد التي يتزاحم عليها المتداولون شاخصين أبصارهم على شاشة التداولات الضخمة وسط الصالة، وقد بدأت شريحة منهم في تسجيل طلبات بيع أسهم المراعي آخر نصف ساعة بعد تيقنهم من عدم استطاعة السهم دعم نفسه والصعود فوق مستوى 782 ريالا، في حين قال موظف البنك ممازحا أحد العملاء الذي سأله عن حالة الازدحام في الصباح، بأن لديهم «تخفيضات».

ويسجل تاريخ سوق المال السعودية، إدراج سهم شركة المراعي السعودية المتخصصة في نشاط الألبان ومشتقاته في سوق الأسهم السعودية، أمس الأربعاء، بعد شهر من إتمام عملية الاكتتاب الذي جاء بسعر 512 ريالا، وقد وجد إقبالا كبيرا حيث تمت تغطية 1.6 مليون سهم، من الكمية المعروضة للاكتتاب، بزيادة نحو أربع مرات، ليحظى كل مساهم بنحو 3 أسهم فقط. وتم أمس تداول 1.5 مليون سهم للمراعي، بلغت قيمتها الإجمالية 1.2 مليار ريال، نفذت عبر 82.5 ألف صفقة. ومسجلا بطبيعة الحال أكبر صعود في السوق أمس بارتفاع قدره 52.7 في المائة.

إلى ذلك، عادت سوق الأسهم السعودية أمس إلى مسار الصعود من جديد لتبدأ رحلة مرتقبة من الارتفاع بعد أن تعرضت خلال اليومين الماضيين إلى هبوط محدود، ليغلق المؤشر أمس عند 14228.98 نقطة ختام التعاملات، محققا جزءا من خسائره بواقع 59.7 نقطة، تمثل ارتفاعا قدره 0.42 في المائة. واستطاع سهم «سابك» العودة مجددا للارتفاع بعد أن استرجع 14 ريالا من خسارته أول أمس، ليغلق على ارتفاع 0.92 في المائة، إلى 1532 ريالا، بتداول 679.4 ألف سهم. ومثل السهم خلال الفترة الماضية موجها رئيسيا لمؤشر سوق الأسهم وسط تنامي سعره وكمية الإقبال على تملكه. وسار في هذا الاتجاه الداعم لصعود المؤشر سهم «كهرباء السعودية» المرتفع 75 هللة، تمثل 0.60 في المائة، إلى 126.50 ريال، بتداول سجل الرتبة الثانية في السوق من حيث الكمية بواقع 4.3 مليون سهم. وسجلت معظم قطاعات السوق حركة نشطة رغم حركة سهم المراعي الذي يتم التداول عليه في اليوم الأول له، مما يشير إلى وجود وعي كبير واهتمام باستراتيجيات محافظهم المرسومة سلفا، ويؤكد وضوح الرؤية عند أعداد كبيرة من المتداولين. وصعدت أمس أسهم 60 شركة، مقابل تراجع أسهم 17 شركة من أصل 78 شركة مدرجة في السوق. وسيطر على التداولات سهم «المواشي المكيرش» الصاعد 2 في المائة، تمثل 1.50 ريال، إلى 76.50 ريال، بتداول 4.4 مليون سهم. في حين خلف المتصدر استثنائيا أمس «المراعي»، سهم «الجبس الأهلية»، محققا كامل نسبة الصعود 10 في المائة، إلى 984 ريالا، بتداول 112.4 ألف سهم. إلى ذلك، شكل إعلان الشركة السعودية للفنادق والمناطق السياحية (الفنادق) نفيها للإشاعات التي أثيرت حول تجميد أرصدتها البنكية، مؤكدة أن تلك إشاعات لا أساس لها من الصحة، إلى انتعاشة السهم، ليصعد 2 في المائة، إلى 404 ريالات، بتداول 283.5 ألف سهم.