السلطات تحقق في احتمال تحول السجون الأميركية إلى مراكز لتجنيد إرهابيين

إثر اعتقال أعضاء جماعة إسلامية أحدهما باكستاني واثنان آخران أميركيان متهمان بجرائم

TT

قال مسؤولون في مكافحة شؤون الارهاب يحققون حاليا في مخطط لشن هجمات على مراكز الحرس الوطني الاميركية وكنس يهودية ومواقع اخرى في جنوب كاليفورنيا انهم يتقصون حاليا احتمال ان يكون هذا المخطط من تدبير متطرفين اسلاميين وأعضاء عصابات يقضون حاليا أحكاما بالسجن في سجن ولاية كاليفورنيا. ولا تزال السلطات متحفظة ازاء تفاصيل هذه القضية، إلا ان مصادر في الأجهزة الأمنية أشارت الى ان تحقيقا يجري في الوقت الراهن لمعرفة ما اذا كانت هناك علاقة بين ثلاثة اشخاص رهن الحبس الآن في لوس انجليس ونزلاء في سجن ولاية كاليفورنيا بسكرامنتو. وكان احتمال وجود صلات بين عصابات السجون وأشخاص يشتبه في تورطهم في الارهاب مثار قلق لمسؤولين اميركيين. وقال مسؤول بارز في قسم مكافحة الارهاب بمكتب المباحث الفيدرالي (اف بي آي) في واشنطن قد صرح بأن هناك عدة تحقيقات مهمة تجري بشأن احتمال استخدام السجون الفيدرالية كقواعد لتجنيد ارهابيين.

وشدد محققون على انهم لم يثبتوا بعد ان المخطط المزعوم جرى تدبيره داخل السجن المذكور، كما لم يتأكدوا بعد من عدد المواقع المستهدفة في الهجمات الارهابية المحتملة من جملة ما يزيد على عشرين موقعا مستهدفة، طبقا لما ورد في التفاصيل المتوفرة حتى الآن حول هذه القضية. وقال مسؤول طلب عدم ذكر اسمه في التقرير انهم لم يتوصلوا بعد الى عدد المواقع التي سعى الارهابيون لاستهدافها. وأكد محققون انهم كانوا على علم بأن جماعة تطلق على نفسها «جمعية الاسلام الصحيح» لها وجود في هذا السجن على مدى حوالي خمس سنوات وان أتباعها من النزلاء الحاليين والسابقين. وتقول ديفان هوكس، الخبيرة في شؤون العصابات بالمؤسسات الإصلاحية، ان هذه المجموعة هي الاصغر حجما والأحدث مقارنة بمجموعة اخرى تعمل ايضا في سجون كاليفورنيا. وقال مسوؤلون يعملون في التحقيق ان هناك ثلاثة اشخاص رهن الحبس من المعتقد ان لهم صلة بهذا المخطط وهم ليفار هاني واشنطن، 25 سنة، وغريغوري فيرنون باترسون، 21 سنة وهو موظف سابق في الأسواق الحرة بمطار لوس انجليس الدولي، وحامد رياض سامانا، 21 سنة. وليفار هاني واشنطن نزيل سابق في سجن ولاية كاليفورنيا بسكرامنتو وعضو عصابة سابق. ووجهت السلطات تهما تتعلق بالنهب ضد كل من واشنطن وباترسون، اللذين لا يزالان رهن الحبس بالسجن المركزي. وكان سامانا قد اعتقل قبل ما يزيد على اسبوع بواسطة ضباط بقسم مكافحة الارهاب بغرض التحقيق، ولا يزال في الحبس بسبب تهم غير محددة في مركز للاعتقال بوسط لوس انجليس. ويحمل سامانا الجنسية الباكستانية ويدرس في كلية سانتا مونيكا، وظل مقيما في الولايات المتحدة منذ خمس سنوات ولا يعرف له سجل جنائي او علاقات مع متطرفين في الخارج. وتنظر سلطات التحقيق حاليا في مزاعم حول ما اذا كان وراء المخطط نزيلان بسجن ولاية كاليفورنيا هما بيتر مارتينيز وكيفين لامار جيمس. من جانبهم رفض مسؤولون في إدارة السجون الحديث حول هذه الادعاءات. وقال تود سلوسيك، المتحدث باسم إدارة الإصلاح وإعادة التأهيل، ان مارتينيز من مقاطعة آليميدا ويقضي حكما بالسجن لمدة اربعين عاما اثر إدانته بالشروع في القتل من الدرجة الثانية. اما جيمس، فهو من لوس انجليس ويقضي حكما بالسجن لمدة عشر سنوات اثر ادانته بتهم تتعلق بالنهب المسلح من الدرجة الثانية. وكان تحقيق بواسطة فريق متخصص في مكافحة الارهاب بمكتب المباحث الفيدرالي قد بدأ الشهر الماضي اثر إلقاء القبض على كل من واشنطن وباترسون على ذمة التحقيق حول سلسلة من عمليات النهب المسلح. وقال مسؤولون انه عثر في شقة واشنطن على دليل يشير الى ان هناك عملا ارهابيا قيد التخطيط. وتشتمل هذه الأدلة على عناوين لمواقع وتواريخ ـ من بينها 11 سبتمبر (ايلول) ـ لهجوم ارهابي محتمل. ويسعى التحقيق حاليا لمعرفة اصل العلاقة بين واشنطن وباترسون من جهة وسامانا من جهة اخرى. وقال مصدر امني ان السلطات توصلت مسبقا الى ان الثلاثة كانوا يصلون في مسجد انجيلوود، الذي يقع بالقرب من منزل سامانا وهو واحد ضمن عدة مساجد كانوا يترددون عليها في منطقة لوس انجليس، إلا ان المصدر اضاف قائلا انه لا يوجد دليل على ان للمسجد دورا في أي مخطط. جدير بالذكر ان مدى نشاط الجماعات الاسلامية في استخدام السجون الاميركية كقواعد للتجنيد خضعت لنقاش ساخن، خصوصا منذ اعتقال خوسيه باديلا، في 2002، وهو اميركي اعتنق الاسلام وعضو سابق في عصابة تشتبه السلطات الاميركية انه خطط لشن هجوم بقنبلة إشعاعية (القنبلة القذرة) بعد ان خرج من السجن.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»