الدولار يقفز لأعلى مستوى في أسبوعين مقابل اليورو

وسط توقعات بأن يواصل صعوده خلال الأسابيع القادمة

TT

سجل الدولار اعلى مستوى في اسبوعين مقابل اليورو امس بعد ان فشلت البيانات الاقتصادية الأميركية في اضعاف توقعات المستثمرين باستمرار رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) اسعار الفائدة بوتيرة مطردة.

لكن الين وجد بعض الدعم امام الدولار وزاد مقابل اليورو فيما سجلت مؤشرات الاسهم الرئيسية خلال تعاملات طوكيو أعلى مستوى في اربع سنوات فيما تدفقت الاموال الاجنبية بفضل التفاؤل بشان الاقتصاد الياباني.

واظهر تقرير صدر اول من أمس الثلاثاء ان مؤشر اسعار المستهلكين الرئيسي في الولايات المتحدة الذي يستبعد المواد الغذائية وتكلفة الطاقة زاد بنسبة تقل عن التوقعات في يوليو (تموز) بلغت 0.1 بالمائة. وكشفت بيانات اخرى ان الانتاج الصناعي في يوليو ارتفع اقل من المتوقع ايضا.

وانخفض اليورو الى 1.2299 دولار بعد ان سجل في وقت سابق أدنى مستوى في اسبوعين عند 1.2276 دولار. ولا يزال اليورو مرتفعا بعض الشيء من ادنى مستوى في 14 شهرا حول 1.1870 الذي سجله في اوائل شهر يوليو (تموز).

وقال تيم مازانيك كبير المحللين الاستراتيجيين في مجالات العملات في «انفيستورز بانك اند ترست» في مدينة بوسطن الاميركية «سيحافظ مجلس الاحتياط على خطواته المحسوبة، لكن بدون شك ان صعود معدل الفائدة سيدعم الدولار». وتوقع مازانيك ان يرتفع الدولار ليصل الى حدود 1.16 مقابل اليورو مع نهاية سبتمبر (ايلول) المقبل.

ولم يكن للبيانات تأثير يذكر على وجهة نظر معظم الاقتصاديين بأن نسبة التضخم معتدلة ولكنها عند الحد الاعلى للنطاق المريح بالنسبة لمجلس الاحتياطي الاتحادي مما يعطي البنك المركزي سببا كافيا لرفع سعر الفائدة في الاشهر المقبلة.

وبلغ الدولار حوالي 109.63 ين ارتفاعا من 109.54 ين في اواخر معاملات أمس ولكنه لا يزال قرب أدنى مستوى في سبعة اسابيع عند 109.05 ين الذي سجله امس. وانخفض اليورو دون 135 ينا.

وسجل الاسترليني أعلى مستوى مقابل اليورو منذ السابع من يوليو (تموز) بعد ان اظهر محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية لبنك انجلترا المركزي انقسام الاعضاء اذ وافق خمسة على خفض اسعار الفائدة في الشهر الجاري بينما عارض اربعة القرار مما عزز التوقعات بان البنك لن يتعجل خفض اسعار الفائدة مجددا. وصعد الاسترليني امام اليورو لليوم التاسع على التوالي ولاول مرة منذ عام 2000. وسجل الاسترليني بعد اعلان وقائع الجلسة 67 بنسا مقابل اليورو بعد بلوغه 67.98 بنس قبل الاعلان. كما ارتفع الى 1.8080 دولار.

ويتوقع محللون ان تتجاوز الفائدة على اموال ليلة في الولايات المتحدة اربعة بالمائة بعد ان رفع البنك المركزي سعر الفائدة الى 3.5 بالمائة هذا الشهر وهي عاشر زيادة على التوالي منذ يونيو 2004.

لكن بعض المتعاملين يرون ان انتعاش الدولار هذا العام بفضل رفع أسعار الفائدة في سبيله لفقد القوة الدافعة.

وقالت مؤسسة كاليون «نعتقد الان ان الدولار تحرك لنطاق تداول جديد وان كان اقل وربما يستمر حتى تنتهي فترة ضعف التعاملات الصيفية على الاقل». وفي ثلاث سنوات حتى نهاية 2004 انخفضت العملة الأميركية 30 بالمائة نتيجة المخاوف المستمرة بشأن زيادة العجز التجاري والعجز في الميزانية الأميركية.

وقال سايمون ديريك رئيس ابحاث الصرف في بنك اوف نيويورك «يهتم الناس بتأثير اسعار الطاقة المرتفعة بصفة عامة ويدفع التضخم البعض لتعديل توقعاته بشان اسعار الفائدة او الى اتخاذ موقف اكثر تشددا ولو بعض الشيء». وفي أسواق المال والبورصات العالمية اغلق مؤشر نيكي منخفضا 0.35 بالمائة امس اثر خسائر سهم شركة ايبدن كورب والعديد من شركات التكنولوجيا الاخرى لتطغى على مكاسب بنوك مثل ميزوهو فاينانشال جروب.

واغلق مؤشر نيكي الذي يتأثر باسهم التكنولوجيا منخفضا 42.55 نقطة مسجلا 12273.12 نقطة. وانخفض مؤشر توبيكس الاوسع نطاقا 0.16 بالمائة او 2.02 نقطة ليصل الى 1250.10 نقطة.

ساعدت المخاوف من اثار اسعار النفط المرتفعة على ارباح الشركات في المستقبل على تراجع الاسهم الاوروبية امس لكن صعود الاسهم الأميركية في وول ستريت رغم مخاوف التضخم قيد الخسائر.

واستمر تحذير صدر امس عن وول مارت أكبر شركة في العالم لتجارة التجزئة من ان اسعار النفط المتزايدة تقوض انفاق المستهلكين في التأثير سلبا على مؤشرات الاسهم الاوروبية في التعاملات المبكرة. وواصلت الاسهم هبوطها بعد ان اظهرت بيانات أن اسعار المنتجين في الولايات المتحدة قفزت بنسبة 1 في المائة في يوليو (تموز) وهو ما يعادل ضعفي التوقعات.

وأذكت تلك الزيادة التي نتجت عن اسعار الطاقة المرتفعة المخاوف من ان البنك المركزي الأميركي ربما يرفع اسعار الفائدة بخطى أقوى لكن وول ستريت تجاهلت الانباء وقفزت مع تركيز المستثمرين على توقعات قوية اصدرتها شركات مهمة مثل (اتش.بي) لصناعة اجهزة الكومبيوتر.

وأغلق مؤشر يوروفرست ـ 300 لاسهم الشركات الكبرى في اوروبا منخفضا 0.22 في المائة الى 1186.1 نقطة. وعند اغلاق الاسواق في اوروبا كان مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى في وول ستريت مرتفعا 50 نقطة مستردا بعض خسائره في الجلسة السابقة التي بلغت 120 نقطة.

وفي بورصة لندن اغلق مؤشر فاينانشال تايمز المؤلف من اسهم مائة شركة بريطانية كبرى منخفضا 0.56 في المائة بعد نشر محضر اجتماع لصانعي السياسة ببنك انجلترا (البنك المركزي البريطاني) يظهر انهم صوتوا بفارق صوت واحد فقط لصالح خفض اسعار الفائدة في وقت سابق من هذا الشهر وهو ما اثار مخاوف من ان الفائدة البريطانية لن تنخفض قريبا.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى في بداية التعاملات 15.68 نقطة أي بنسبة 0.15 في المائة الى 10529.13 نقطة فيما زاد مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 1.54 نقطة أو 0.13 في المائة الى 1220.88 نقطة.

وصعد مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التكنولوجيا 4.56 نقطة أو 0.21 في المائة الى 2141.62 نقطة.