خبير: النفط سيتجاوز 100 دولار للبرميل

TT

إلى ذلك، قال جيم روجرز، خبير السلع الأولية الأميركي، في تصريح لـ«رويترز»، أمس، ان أسعار النفط سترتفع عن مستوى مائة دولار للبرميل في اطار ارتفاع مستمر في اسعار السلع الاولية في حين ستتراجع اسعار الاسهم. وقال روجرز، الشريك السابق للملياردير جورج سوروس: «لا أعرف ما يمكن أن يحدث في الربع المقبل من العام، أو أو حتى في العام المقبل... لكن السعر سيتجاوز مائة دولار، وليست لدي أي فكرة عن الوقت الذي سيستغرقه ليصل الى هذا المستوى».

وحتى الآن بلغ أعلى مستوى لسعر الخام الأميركي 67.10 دولار للبرميل وسجله الاسبوع الماضي. ويقول روجرز ان أصولا أخرى مثل الاسهم ستتضرر من الاثر التضخمي لارتفاع أسعار النفط.

وقال: «عندما ترتفع أسعار السلع الاولية تتراجع أسعار الاسهم.. الواقع يشير الى ان هذا ما كان يحدث دوما». فالتاريخ على الاقل يشير الى أن ارتفاع اسعار السلع الاولية سيستمر حتى ما بين 2014 و2022. وأضاف: «ارتفاعات اسعار السلع الاولية استمرت ما بين 15 و20 عاما... أمامنا ما بين سبعة و17 عاما». ويرى انه حتى الآن، فإن تدفقات أموال المضاربة والاستثمار على سوق النفط لم يكن لها أثر يذكر على الاسعار بشكل عام. لكن هذا الوضع قد يتغير، وتابع: «يتجه الناس الى الاسواق التي ترتفع فيها الاسعار». وهو يرى الارتفاع الراهن في أسعار النفط أكثر من مجرد فقاعة نتجت عن المضاربات، اذ يستند الى طلب قوي ونقص خطير في الامدادات في حين أن مصادر الطاقة البديلة ما زالت تفتقر للقدرة على المنافسة. وقال: «حتى اذا انخفض الطلب فإن الامدادات تنخفض بمعدل سريع للغاية».

وقال روجرز: «لم تظهر اكتشافات نفطية كبيرة منذ أكثر من 35 عاما».

وتابع الخبير الذي ألف دليلا للمستثمرين حقق أعلى مبيعات «انه مع الارتفاع الحاد في الاسعار فإن تحقيق مكاسب من دخول السوق الآن، أمر صعب وبعض المتعاملين يواجهون مشاكل». وتأسس مؤشر روجرز الدولي للسلع الاولية في اغسطس (اب) عام 1998 وارتفع أكثر من 200 بالمائة في الاجمالي.

وعلى الصعيد ذاته، قالت صحيفة ألمانية أمس نقلا عن مسودة تقرير التوقعات الاقتصادية العالمية لصندوق النقد الدولي، ان الصندوق يرى في أسعار النفط التي قفزت الى مستويات قياسية خطرا متزايدا على النمو العالمي. ونقلت صحيفة «هاندلسبات» اليومية المتخصصة في شؤون المال والاعمال عن التقرير الذي من المنتظر ان ينشر في منتصف سبتمبر (ايلول)، قوله: «إجمالا فإن الاخطار أصبحت أكبر». وذكرت الصحيفة «ان صندوق النقد سيقول في تقريره انه يتوقع ان يبلغ متوسط اسعار النفط هذا العام 51 دولارا للبرميل، وان يرتفع الى 53 دولارا للبرميل في 2006».

واضافت ان الصندوق يتوقع ان ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 4.3 في المائة في 2005 ترتفع الى 4.4 في المائة في 2006 وأن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 3.6 في المائة في 2005 وبنسبة 3.5 في المائة في 2006.

في الوقت ذاته، أوردت «رويترز» أمس أن مؤسسة «ميريل لينش» رفعت أمس توقعاتها لسعر الخام الأميركي الخفيف في الاجل الطويل بنسبة 40 بالمائة الى 42 دولارا للبرميل بعد يوم واحد من قول مؤسسة «غولدمان ساكس»، أكبر منافس لها، انها تتوقع أن يبلغ سعر البرميل نحو 60 دولارا بحلول نهاية العقد الراهن. وزاد فريق الطاقة العالمي بميريل لينش كذلك توقعاته لسعر الخام الأميركي الخفيف الى 56 دولارا للبرميل هذا العام بارتفاع ستة دولارات عن توقعه السابق و52 دولارا في عام 2006 بارتفاع عشرة دولارات. وبلغ متوسط اسعار النفط 53.71 دولار للبرميل حتى الآن هذا العام.

وقال الفريق: «في رأينا أن الارتفاع في الفترة الأخيرة جاء نتيجة اضطرابات قصيرة الاجل في الامدادات وتجدد التوترات السياسية. ولا نتوقع ان يستمر مستوى 60 دولارا في الاجل الطويل ونتوقع أن يتراجع السعر». لكن غولدمان ساكس، أكبر مؤسسة تمويلية تتعامل في قطاع الطاقة في العالم، توقعت ارتفاعات أكبر. فقالت ان الافتقار للاستثمار في عمليات التنقيب والانتاج سيبقي على اسعار النفط حول مستوى 60 دولارا للبرميل في الاجل الطويل. وحتى مع اقتراب الاسعار من مستوياتها القياسية، قالت غولدمان ساكس «ان شركات النفط تكتنز سيولة كبيرة تبلغ نحو 500 مليار دولار بدلا من ضخها في مشروعات جديدة بسبب حالة عدم التيقن من الربحية».

ويوضح التقريران انقسام المحللين بشأن استجابة قطاع النفط للارتفاع المستمر منذ أكثر من عامين في أسعار النفط التي تجاوزت 67 دولارا للبرميل الاسبوع الماضي. وجرى تداول الخام الأميركي بسعر 63.63 دولار للبرميل اليوم الجمعة بارتفاع بنسبة 46 بالمائة منذ يناير (كانون الثاني). ودعا محللون وبعض الحكومات شركات النفط لاستثمار المزيد من عائداتها الاستثنائية في أصول للانتاج والتكرير للمساعدة في تخفيف الضغوط على الطاقة الانتاجية العالمية، لكن العديد من الشركات ما زالت قلقة من بدء موجة جديدة من الانخفاض مثلما حدث في أواخر التسعينات.