الدولار يسجل أكبر مكاسبه أمام اليورو منذ يونيو

في ختام أسبوع مثير

TT

حقق الدولار الاميركي في ختام تعاملات هذا الاسبوع اعلى مكاسب له امام اليورو منذ نحو شهرين نتيجة تزايد المؤشرات على سرعة النمو الاقتصادي في اميركا مترافقا مع تصاعد معدلات التضخم، مما رفع التوقعات من ان مجلس الاحتياط الفيدرالي الاميركي (البنك المركزي) سيبقى على سياسته المتمثلة في رفع معدلات الفائدة من الان حتى العام المقبل.

وفي حال اقدم مجلس الاحتياط الاميركي على رفع معدل الفائدة فانه سيوسع الفجوة بينه وبين منطقة اليورو، مما يعزز جاذبية السندات والاوراق المالية الاميركية للمستثمرين الاجانب، فمن المعروف ان العائد لعشر سنوات على سندات الخزينة يصل حاليا في الولايات المتحدة الى 1.03 في المائة أي اعلى بنقطة من السندات المشابهة في المانيا. وكان الدولار الاميركي قد تعزز بقوة هذا الاسبوع بعد بيانات اظهرت تزايد تدفق الاموال الاجنبية الى اميركا.

وجرى تداول الدولار عند أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين أمام اليورو امس متمسكا بمكاسبه التي حققها بعد صدور بيانات المصانع الأميركية التي دعمت اراء بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيستمر في سياسة رفع الفائدة.

وقال بنك فيلادلفيا الاحتياطي الاتحادي اول من امس ان مؤشره عن نشاط الاعمال قفز في اغسطس (اب) الى أعلى مستوياته في أربعة أشهر.

وتجاوزت البيانات التوقعات ودعمت بيانات صدرت في الفترة الاخيرة، واشارت الى ان قطاع الصناعات التحويلية الأميركي يتماسك بقوة في مواجهة ارتفاع اسعار النفط وان التضخم يقترب من الحد الاقصى للنطاق الذي يعتبره مجلس الاحتياطي الاتحادي مريحا مما يعطيه مبررا لرفع الفائدة.

لكن المتعاملين قالوا ان الدولار يتراجع بدرجة كبيرة في تعاملات محدودة بسبب عطلات الصيف، ويترقب العديد من المستثمرين ان تنشط التعاملات في الخريف قبل ان يراهنوا بمبالغ كبيرة على اتجاهات العملات.

وفي تعاملات صباح امس الاميركية جرى تغير طفيف على سعر صرف الورقة الخضراء حيث جرى تداول الدولار بسعر 1.2176 دولار لليورو ارتفاعا من 1.2175 في ختام تعاملات اول من امس الخميس.

وبذلك تكون العملة الاميركية قد ارتفعت بنسبة 2.2 في المائة امام اليورو خلال هذا الاسبوع وهي اعلى مكاسب للدولار منذ 3 يونيو (حزيران)، كما انها حققت مكاسب وصلت الى 12 في المائة منذ 30 ديسمبر (كانون الاول) الماضي عندما وصلت الى ادنى مستوى لها 1.3666، وارتفع الدولار قليلا أمام الين ليسجل 110.54 ين، بارتفاع 1 في المائة امام العملة اليابانية.

وقال المتعاملون انه من المرجح ان يظل الين يتمتع بدعم المستثمرين الاجانب الذين اشتروا ما قيمته ستة تريليونات ين (54.32 مليار دولار) من الاسهم حتى الان هذا العام مما دعم مؤشر نيكي الذي ارتفع الى أعلى مستوياته في اربع سنوات.

لكن بعض مراقبي السوق يقولون ان التدفقات الاجنبية على سوق الاسهم اليابانية في الفترة الاخيرة غير قابلة للاستمرار مما يحد من احتمالات ارتفاع الين في الاجل القصير.

وليس من المنتظر صدور الكثير من البيانات الاقتصادية الأميركية الاسبوع المقبل، ولن تشهد اليابان اية أحداث تذكر حتى صدور بيانات تجارية اول من امس مما يترك السوق في حالة ترقب.

واستقر الجنيه الاسترليني امس قرب أعلى مستوياته منذ ستة أسابيع والذي سجله أمام اليورو الاوروبي اول من امس الخميس بعد انخفاض مبيعات التجزئة البريطانية بقدر أقل من المتوقع في يوليو (تموز) لكنه تراجع مقابل الدولار الأميركي.

وقال مكتب الاحصاءات الوطنية اول من أمس الخميس ان مبيعات التجزئة انخفضت بنسبة 0.3 في المائة في الشهر الماضي مقارنة بالشهر السابق بعد ارتفاع بلغ 1.2 في المائة في يونيو.

وتوقع محللون انخفاض المبيعات بنسبة 0.6 في المائة الشهر الماضي بعد التفجيرات التي شهدتها لندن لكنهم قالوا ان البيانات تشير الى أن بنك انجلترا المركزي لن يتعجل خفض أسعار الفائدة قريبا. وبلغ سعر الجنيه الاسترليني 67.80 بنس لليورو من 67.90 اول من امس بعد أن سجل أعلى مستوى منذ ستة أسابيع عند 67.72 بنس لليورو. وهناك توقعات ان يرتفع الاسترليني امام اليورو ليصل الى 67 بنسا في الاسبوع المقبل، وامام الدولار بلغ امس الاسترليني 1.7954 من 1.7946اول من امس.

وعلى صعيد اسواق المال والبورصات العالمية تراجعت الاسهم اليابانية في ختام تعاملات امس في بورصة طوكيو للاوراق المالية نتيجة عمليات جني الارباح وتوقعات مؤسسة جولدمان ساكس استمرار ارتفاع أسعار النفط العالمية.

وانخفض مؤشر نيكي الرئيسي في ختام التعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية امس 0.13 في المائة مع بيع المستثمرين لاسهم شركة نيبون ستيل وغيرها من الاسهم التي حققت مكاسب في الفترة الاخيرة بعد ارتفاع السوق الى أعلى مستوياته في أربع سنوات هذا الاسبوع.

وأغلق سهم شركة ليفدور للإنترنت على انخفاض بعد ارتفاعه لفترة وجيزة بعد أن قال رئيسها تاكافومي هوري انه سيرشح نفسه في الانتخابات العامة المقررة يوم 11 سبتمبر (ايلول) المقبل.

وأغلق مؤشر نيكي المكون من أسهم 225 مؤسسة يابانية على انخفاض 15.64 نقطة مسجلا 12291.73 نقطة. وكان قد اغلق يوم الثلاثاء على 12315.67 وهو أعلى مستوى اقفال له منذ السابع من اغسطس عام 2001.

وتراجع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 0.19 في المائة ليسجل 1250.50 نقطة وكان المؤشر قد أغلق أمس الأول على 1252.94 نقطة وهو أعلى مستوى اقفال له منذ السادس من يوليو عام 2001.

وكان تعديل توقعات مؤسسات مالية كبيرة مثل جولدمان ساكس وميرل لينش بشأن أسواق النفط قد جدد المخاوف من استمرار ارتفاع أسعار النفط العالمية مما سيؤدي إلى تراجع نمو الاقتصاد.

ودفعت هذه المعلومات المستثمرين في بورصة طوكيو للاوراق المالية إلى بيع ما لديهم من أسهم حققت مكاسب خلال الايام الماضية.

وارتفعت أسعار الاسهم الاوروبية قليلا امس وقادت شركات التعدين الارتفاعات بعد تعليق ايجابي من شركة سمسرة.

وارتفع سهم شركة بي.اتش.بي بيليتون بنسبة 1.7 في المائة بعد أن رفعت مؤسسة ميريل لينش توقعاتها لارباح شركة التعدين نظرا لارتفاع أسعار النفط. وقالت ميريل لينش انها عدلت بالرفع بنسبة اربعة في المائة توقعاتها لارباح الشركة في الفترة من 2006 الى 2008.

وارتفع سهم شير فارماسوتيكالز بنسبة 0.7 في المائة بعد أن أكدت الشركة انها أجرت محادثات مع بار فارماسوتيكالز بشأن دواء رئيسي تنتجه الشركة وهو اديرال.

وصعد مؤشر يوروفرست بنسبة 0.2 في المائة ليسجل 1184.63 نقطة ليصبح أقل قليلا من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات.

وارتفعت الاسهم الأميركية في بداية جلسة المعاملات في وول ستريت امس مدعومة برفع شركات للسمسرة تصنيفاتها لاسهم شركتي كوكاكولا للمشروبات الخفيفة ودلفي كورب لقطع غيار السيارات.

وصعد مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى 32.64 نقطة أي بنسبة 0.31 في المائة الى 10587.57 نقطة، فيما زاد مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 3.74 نقطة أو 0.31 في المائة الى 1222.76 نقطة.

وارتفع مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التكنولوجيا 2.38 نقطة أو 0.11 في المائة الى 2138.46 نقطة، وزاد سهم كوكاكولا 2 في المائة الى 44.42 دولار فيما قفز سهم دلفي 10 في المائة الى 6.57 دولار.