الدولار يرتفع مبتعدا عن أدنى مستوياته الأخيرة أمام اليورو.. والجنيه يتعزز في سوق الصرف

الأسهم الأوروبية تنتعش مدعومة بصعود شركات التكنولوجيا

TT

استقر الدولار أمس على ارتفاع بأكثر من سنت عن أدنى مستوياته في ثلاثة اشهر امام اليورو، الذي سجله بعد أن ضرب الاعصار كاترينا الولايات المتحدة، اثر تبدد المخاوف من الاثر بعيد المدى للكارثة. وكان العديد من المستثمرين قد تصوروا ان مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يوقف دورته لرفع سعر الفائدة لتقييم اثار الاعصار، لكن سلسلة من التعليقات من مسؤولين بالمجلس أثارت التكهنات في الايام القليلة الماضية بأن رفع الفائدة سيستمر.

وقال ايان ستانارد، محلل اسواق الصرف في بي.ان.بي باريبا، في لندن «الانباء من الولايات المتحدة ما زالت مشجعة للدولار». وأضاف قائلا: الرسالة التي وجهها المسؤولون، هي أن اثار كاترينا ستكون محدودة، وفي اليابان من المتوقع ان يبقى رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي في السلطة بعد الانتخابات، وأن يمضى قدما على جدول اعمال الاصلاح. وتوقع بعض المتعاملين في السوق أن يستفيد الين من حصول كويزومي على أغلبية في مجلس النواب. لكن اخرين قالوا، ان الدولار هو الذي قد يتدعم، اذا بدأ المستثمرون الذين كانوا يراهنون على فوز كويزومي بشراء الين، بيع ما بحوزتهم منه. وقال مسؤولون من مجلس الاحتياطي الاتحادي ان أفضل سبيل لدعم الاقتصاد الأميركي هو السيطرة على التضخم، في اشارة الى ان اسعار الفائدة ستواصل صعودها كما هو متوقع. وكانت احدث مسؤولة من البنك المركزي تتحدث عن اثار كاترينا هي جانيت يلين، رئيسة بنك سان فرانسيسكو الاتحادي، التي قالت في وقت متأخر من مساء أمس الخميس ان أفضل شيء يمكن لمجلس الاحتياطي الاتحادي عمله هو ضمان استقرار الاقتصاد القومي. ويبلغ سعر الفائدة الأميركية حاليا 3.5 بالمائة، بعد ان بلغ واحدا بالمائة فقط في يونيو (حزيران )عام 2004. واستمرار رفع الفائدة الأميركية من شأنه دعم الدولار. وارتفع سعر اليورو الى 1.2425 دولار من 1.2417 دولار عند اقفاله السابق في نيويورك أول من امس. وصعد اليورو الى 137.39 ين من 136.62 ين في نيويورك أول من أمس. وزاد الدولار الى 110.56 ين من 110.03 ين في نيويورك أمس. اما الجنيه الاسترليني فقد استقر أمس قرب أعلى مستوياته في شهرين الذي سجله هذا الاسبوع أمام اليورو.

وارتفع قليلا أمام الدولار في تعاملات هادئة مع ترقب المستثمرين لبيانات التجارة البريطانية. ومن المتوقع ان تشير البيانات الى ارتفاع العجز التجاري البريطاني الى 4.7 مليار استرليني في يوليو (تموز) من 4.3 مليار في يونيو. وتدعم سعر الاسترليني هذا الاسبوع أمام اليورو، مع توقع تدفقات كبيرة بالاسترليني بعد أنباء عن أن شركة اي. اون، أكبر شركة مرافق أوروبية من حيث القيمة السوقية تدرس تقديم عرض نقدي لشراء شركة سكوتيش باور.

وسجل الاسترليني 67.56 بنس لليورو بعد ارتفاعه الى أعلى مستوياته في شهرين البالغ 67.35 أول من أمس. وامام الدولار سجل الاسترليني 1.8375 دولار بارتفاع طفيف عن سعر اقفاله السابق. وقالت اي. اون يوم الاثنين، انها قد تتقدم بعرض لشراء سكوتيش باور، لكنها لم تتصل بمجلس ادارة الشركة. وتقدر قيمة سكوتيش باور بنحو 19 مليار دولار. ولم يبد الاسترليني تأثرا يذكر بقرار بنك انجلترا المركزي أمس الخميس، ترك سعر الفائدة من دون تغيير عند مستوى 4.5 بالمائة. من جانبه تنبأ وزير الخزانة البريطاني غوردون براون أمس بتراجع معدل نمو اقتصادات الاتحاد الاوروبي إلى 1.2 بالمائة خلال العام الحالي نتيجة الارتفاع الاخير في أسعار النفط العالمية وتجدد الغموض بشأن آفاق الاقتصاد العالمي.

وفي مقال نشرته له صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية اليوم قال براون إن معدل البطالة في الاتحاد الاوروبي يمكن أن يصل إلى 10 بالمائة ليصل عدد العاطلين إلى 20 مليون عاطل. وتبلغ توقعات المفوضية الاوروبية بشأن معدل النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو خلال العام الحالي 1.6 بالمائة، وللاتحاد الاوروبي ككل 2 بالمائة.

وأشار الوزير البريطاني، الذي رأس أمس اجتماع وزراء مالية الاتحاد الاوروبي في مدينة مانشستر، إلى أن «النجاح الوحيد للسنوات العشر الاخيرة في مكافحة التضخم، ساعد في منع تضاعف أسعار النفط العالمية على غرار ما حدث في سبعينات القرن العشرين».

وأشار براون إلى أن متوسط معدل النمو الأميركي يزيد عن متوسط معدل نمو اقتصادات الاتحاد الاوروبي خلال السنوات العشر الاخيرة بأكثر من 50 بالمائة. وأشار إلى أن أوروبا في حاجة إلى تبني نموذج جديد للاصلاح حتى تتمكن من مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة.

وفي البورصات العالمية فتحت الاسهم الأميركية على ارتفاع أمس، بعد ان رفعت صانعة رقائق الكومبيوتر تكساس انسترومنتس تنبؤاتها، مما عزز معنويات قطاع التكنولوجيا.

وفتح مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا 8.67 نقطة او 0.08 بالمائة الى 10604.60 نقطة. وارتفع مؤشر ستاندارد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 0.97 نقطة او 0.08 في المائة الى 1232.64 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع، الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 2.87 نقطة او 0.13 في المائة الى 2168.90 نقطة.

كما ارتفعت الاسهم الاوروبية الى أعلى مستوياتها في 39 شهرا أمس، بعد أن تدعمت أسهم شركات التكنولوجيا من تعديل بيانات ايرادات شركات أميركية وتجاهل السوق على نطاق واسع لتراجع الاسهم الأميركية واستقرار اسعار النفط. وارتفعت اسهم انفينيون تكنولوجيز واس. تي مايكروإلكترونيكس بنحو 1.5 بالمائة، ورفعت تكساس انسترومنتس، اكبر شركة في العالم لصناعة اشباه الموصلات المستخدمة في الهواتف المحمولة مستوياتها المستهدفة للارباح والايرادات في هذا الربع من العام. وفي الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست للاسهم الاوروبية بنسبة 0.3 بالمائة ليسجل 1206.75 نقطة، بعد أن بلغ أعلى مستوياته في 39 شهرا عند 1207.33 نقطة. وأغلقت مؤشرات الاسهم الأميركية على انخفاض أمس الخميس، بعد توقعات مخيبة للآمال عن ارباح كوكاكولا التي اثارت المخاوف بشأن نمو الارباح في الربع الثاني من العام. وواصلت اسعار النفط الأميركي في التعاملات الآجلة ارتفاعها فوق مستوى 64 دولارا للبرميل، بعد عملية تغطية مراكز في نهاية الجلسة السابقة، نتجت عن أنباء عن أن انتعاش انتاج النفط الأميركي بعد الاعصار كاترينا قد توقف.

وفي طوكيو ارتفعت الاسهم اليابانية بنسبة 1.26 بالمائة في نهاية جلسة المعاملات في بورصة طوكيو أمس، لتسجل أعلى مستوى منذ أربع سنوات مع اقبال المستثمرين على شراء اسهم شركات التكنولوجيا. وساهمت توقعات بفوز الائتلاف الحاكم، في الانتخابات العامة يوم الاحد، في دعم سوق الاسهم. وعاد المستثمرون لشراء أسهم البنوك وشركات الصلب التي تعرضت لضغوط بيع لجني الارباح، في الوقت الذي جرت فيه تسوية عقود الخيارات والمعاملات الاجلة. وصعد مؤشر نيكي القياسي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى 158.15 نقطة أي بنسبة 1.25 بالمائة الى 12692.04 نقطة عند الاغلاق. وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.13 بالمائة الى 1293.35 نقطة.