المؤتمر العربي السنوي السادس في الإدارة بصلالة يبحث أسباب هجرة العقول العربية للخارج

طرح مجموعة من الحلول والمقترحات أمام صانعي القرار

TT

اختتم بمدينة صلالة بمحافظة ظفار العمانية المؤتمر العربي السنوي السادس في الإدارة والإبداع الذي ينظمه معهد الإدارة العامة والمنظمة العربية للتنمية الادارية. وقد شهدت الجلسات الختامية تقديم العديد من أوراق العمل ترأس الجلسات في تلك الأوراق عدد من الدكاترة. ففي الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور علي همال خبير الدراسات الاقتصادية المغاربية الجزائر تحدث الأستاذ قاسم عباس عيسى قاسم من معهد الادارة العامة بالسلطنة عن موضوع هجرة العقول العربية وعلاقتها بالإبداع في المؤسسات العربية حيث تحدث عن الإبداع وأهميته في التنمية وكذلك حاجة المؤسسات العربية الى الابداع وأهمية المعرفة وموقف المجتمعات العربية منها، وأهمية الحوار والنقد الداخلي والخارجي وهجرة العقول العربية للخارج بعد ذلك تحدث الاستاذ سليمان بن خميس الغافري من ديوان البلاط السلطاني عن هجرة العقول العربية وأثرها على تنمية المجتمع العربي اجتماعيا واقتصاديا.

اما الجلسة الثانية فقد تحدث فيها الاستاذ محمد بن عبد الله البطحي من الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) عن جهود سابك لبناء تنمية المعرفة وتحدث في ورقته عن عناصر بناء مجتمع المعرفة والمؤسسات الاقتصادية ومجتمع المعرفة. وتطرق الى عدة مواضيع اخرى منها خصائص الشركات الدائمة التعليم ومهامها وعناصر النجاح لبناء مجتمع المعرفة ودور سابك في تطوير المعرفة والقوى العاملة والتطوير المعرفي.

من جهة اخرى أقيم برنامج مهارات القيادة الادارية بعنوان (الشخصية الطائرة من الاقلاع الهادئ الى الهبوط الأمن) تناول فيها الدكتور قيس العبيد من معهد الاستشارة للتدريب والتطوير ـ المملكة المتحدة ـ اشار الى ان رحلة طيران ممتعة يقوم بها القائد حيث يقود أفكاره باتجاه مواطن القوة والضعف المنتشرة في عالم شخصيته الواسع لاكتشاف المهارات التي يمكن ان تساعد على التطوير وإحداث التغيير المطلوب.

واستعرض المحاضر أهداف البرنامج حيث أشار الى ان المشارك يمكنه الحصول على اعلى مستوى من الوعي بالذات ومعرفته باتجاهات تفكيره والنمط القيادي الغالب في شخصيته وتطوير التفكير الإبداعي واكتساب المرونة في مواجهة التحديات واتخاذ القرارات الى جانب تفعيل الطاقات الكامنة لديه بما يخدم تطوير المهام ونشاطات المنظمة فضلا عن تحسين مهارات الاتصال اللفظية وغير اللفظية الضرورية لاعمال القيادة. وقد القى الدكتور بسمان فيصل محجوب منسق عام المؤتمر البيان الختامي للمؤتمر قال فيه: لقد عقدت المنظمة العربية للتنمية الادارية بالتعاون مع معهد الادارة العامة بسلطنة عمان وبتوفيق من الباري عز وجل المؤتمر العربي السادس في الادارة والابداع والتجديد من أجل التنمية الإنسانية (دور الإدارة العربية في إقامة مجتمع المعرفة) حلقة عمل حاضنات الاعمال، ففي الفترة من 10/14 سبتمبر (ايلول) 2005 بمدينة صلالة في سلطنة عمان وقد استجابت لهذا المؤتمر نخبة من القيادات الإدارية وأساتذة الجامعات والخبراء المختصين بلغ عددهم 122 مشاركا مثلوا 14 دولة عربية هي (الأردن والإمارات والبحرين والسعودية والسودان وسورية وسلطنة عمان والعراق وقطر والكويت ولبنان ومصر واليمن).

وقد ناقش المشاركون على مدى أيام المؤتمر الثلاث 23 بحثا وورقة عمل، كما طرحت التجارب العربية المتميزة في مجال المعرفة ونشرها ونقلها وتوطينها الامر الذي ساهم في تسليط الضوء على دور الادارة العربية في إقامة مجتمع المعرفة في الاقطار العربية في ظل التحديات المعاصرة واستحقاقات الثورة التكنولوجية وثورة الاتصالات والمعلومات فضلا عن تأثيرات العولمة واقتصاد السوق، وتبين بوضوح مدى الحاجة لمثل هذا النوع من اللقاءات من أجل تبادل الخبرات بين المفكرين العرب في تلك المجالات والميادين.

وبعد طرح المتحدثين لمحتويات اوراقهم العلمية ورؤاهم في كيفية بناء مجتمع المعرفة في ست جلسات عمل وجلستين لحلقة العمل تبع ذلك نقاش شامل وعميق من السادة المشاركين في المؤتمر وقد كان لمساهمة المشاركين ومناقشتهم وتبادل وجهات النظر بينهم اكبر الاثر في إثراء المؤتمر وتعزيز ضرورة البدء بوضع خطط عملية قابلة للتطبيق وفق أطر زمنية محددة لاقامة المعرفة في العالم العربي وخلص المشاركون الى اقتراح الاطار العام الذي يرشد وضع الخطط حسب ما تجده الدول العربية مناسبا لظروفها ومتطلباتها وتمثل هذا الاطار المقترح في اهم الامور الاتية: مشاركة القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والافراد الذين لديهم القدرة والامكانيات على نشر ذلك الوعي والبناء المؤسسي لتفعيل معطياته. ومن ثم قيام كل دولة عربية بإجراء المسوح والدراسات الميدانية للتعرف على ما لديها من مخزون معرفي وتكنولوجيا وقوى بشرية وإمكانيات مادية وذلك للتأكد من مدى ودرجة توافر البنية الأساسية اللازمة لإقامة مجتمع المعرفة.

فضلا على الانفتاح على العالم للاستفادة من التجارب الإيجابية في ميادين نقل وتوطين المعرفة والمحافظة على هوية المجتمع العربي والأصالة الثقافية على ان تكون هذه الأصالة بدون جمود والانفتاح بدون ذوبان كلي.

هذا ونشد المؤتمر الدول العربية البدء بتأسيس واحات للمعرفة وكذلك جامعة تكنولوجيا عربية على ان تضمن لهما الحياد وذلك بأبعاد السياسة وتأثيراتها على هذه المراكز وان يختار لهما النخب العلمية والفكرية القادرة على البدء ببناء النموذج العربي مستفيدة من التجارب العلمية.

كما طالب المجتمعين بأن تضع الدول العربية جزءا من هذا الإنفاق لتوطين المعرفة والتكنولوجيا وبناء القاعدة العلمية حتى يكون هذا الإنفاق إنفاقا استثماريا لا إنفاقا تفاخريا.