إعصار «ريتا» ينعكس سلبا على الأسهم الأميركية وسط مخاوف من تضرر البنية الأساسية للنفط

ارتفاع الين بعد قرارات جديدة للصين في الصرف الأجنبي.. واليورو يتراجع أمام الدولار

TT

لندن ـ وكالات: قفز سعر صرف العملة اليابانية أمام الدولار وارتفع أمام اليورو الاوروبي أمس بفعل اقبال على شرائه بعد أن قالت الصين انها قررت توسيع نطاق تداول العملة المحلية اليوان أمام العملات الاخرى غير الدولار. وجاء قرار الصين قبل اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في واشنطن في وقت لاحق اليوم مفاجئا للسوق، لكن العملات انتعشت في وقت لاحق بعد أن استخلص المحللون أن الخطوة تمثل تعديلا فنيا لنظام العملة في الصين لا تغييرا كاملا في السياسات. وقال نيل ميلور خبير العملات في بنك أوف نيويورك في لندن «السوق لا تدري ماذا تفهم مما حدث؟. فقد رأوا عناوين الخبر وبدأوا يبيعون الدولار، لكني أعتقد أنه (الدولار) سيعود لمستواه عندما يدركون أن النطاق المقصود للعملات الاخرى غير الدولار». وقرر البنك المركزي الصيني توسيع النطاق الى 3.0 في المائة بدلا من 1.5 في المائة، وانخفض الدولار من 111.70 ين قبل صدور البيان الصيني الى 111.02 ين قبل ان ينتعش الى 111.53 ين، مع استيعاب السوق لاثر تعاملات الين على سوق العملات. وغالبا ما يستخدم الين في سوق الصرف بديلا للعملات الاسيوية التي يتوقع أن ترتفع مع ارتفاع اليوان. وانخفض اليورو الاوروبي الى 135.07 ين من نحو 135.50 ين قبل ان يتحسن الى 135.27 ين بانخفاض نحو ثلث نقطة مئوية عن سعره أول من أمس. كما تراجعت العملة الاوروبية الموحدة أمام العملة الأميركية فبلغ اليورو 1.2169 دولار قبل أن يتحسن الى 1.2130 دولار بانخفاض 0.2 في المائة عن سعره في أواخر المعاملات أول من أمس. وجاء هذا الاعلان في اطار سلسلة من الاصلاحات التي تهدف الى تعزيز اجراءات تحرير سوق الصرف الاجنبي في أعقاب قرار الصين برفع قيمة اليوان بنسبة 2.1 في المائة في 21 يوليو (تموز) الماضي والتحول من نظام ربط اليوان بالدولار الى تعويم محكوم للعملة. وقال البنك المركزي ان بامكان البنوك في تعاملاتها مع العملاء تحديد فروقها الخاصة بين أسعار العرض والطلب لليوان أمام العملات الاخرى غير الدولار. كما وسع البنك فروق العرض والطلب المسموح للبنوك بها في تعاملات الدولار، وقال في بيان ان القواعد الجديدة تهدف الى تطوير سوق الصرف الاجنبي وآلية أسعار صرف اليوان وتحسين قدرة البنوك على تحديد الاسعار وقدراتها على تجنب مخاطر اسعار الصرف.

وعلى صعيد البورصات العالمية فقد فتحت الاسهم الأميركية منخفضة أمس وسط مخاوف بين المستثمرين من ان ينزل الاعصار ريتا اضرارا شديدة بمرافق البنية الاساسية لصناعة النفط الأميركية، وتأثرت السوق أيضا تأثرا سلبيا بتوقعات مخيبة للامال من صانعة برمجيات الكومبيوتر اوراكل كورب ومنتجة الالومنيوم الكوا. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 8.91 نقطة بنسبة 0.09 في المائة الى 10413.14 نقطة، وكذلك نزل مؤشر ستاندارد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 1.27 نقطة بنسبة 0.10 في المائة الى 1213.35 نقطة. ونزل مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 5.41 نقطة بنسبة 0.26 في المائة الى 2105.37 نقطة. وفي اوروبا ذكرت رويترز أن أسعار الاسهم الاوروبية قد ارتفعت أوائل معاملات أمس مع تراجع أسعار النفط بعد ان خفضت شدة الاعصار ريتا الى اعصار من الدرجة الرابعة. وانخفض سهم شركة سكانديا بعد أن ذكرت أنباء أنها لن تسعى للحصول على عرض بديل للعرض الذي قدمت به شركة أولد ميوتيوال لشرائها، لكن مع اغلاق نحو 30 في المائة من طاقات التكرير الأميركية في منطقة الساحل الأميركي على خليج المكسيك وانخفاض مخزون البنزين توخى العديد من المتعاملين الحذر ترقبا لما سيسفر عنه الاعصار ريتا وما اذا كان سيتسبب في دمار مماثل لما أحدثه الاعصار كاترينا الشهر الماضي. وارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي المكون من أسهم 300 شركة أوروبية كبرى بنسبة 0.25 في المائة الى 1204.65 نقطة. ومع تراجع أسعار النفط انخفض سهم مجموعة بي.بي واحدا في المائة وسهم مجموعة شل 0.43 في المائة. وهبط سهم شركة تي.ان.تي الهولندية لخدمات النقل 6.4 في المائة بعد أن قالت انها تحقق في مخالفات ضريبية بفروع تابعة لها، وان ذلك قد يؤثر على نتائجها. وتراجع سهم سكانديا السويدية للمدخرات واحدا في المائة بعد أن قالت انها ستتعاون مع أولد ميوتيوال الجنوب افريقية ولن تسعى للحصول على عروض بديلة.

من جهة أخرى، ارتفع سعر النحاس الى مستوى قياسي جديد في بورصة لندن للمعادن أمس الجمعة فبلغ 3795.50 دولار للطن قبل بدء التداول الرسمي في البورصة بفضل اقبال صناديق استثمار على الشراء، وارتفع النحاس لنقص المعروض منه واقبال الصناديق على شرائه بفعل المخاوف من ارتفاع التضخم بسبب الاعصار ريتا. وستوفر الشركة من جراء هذه الخطوة مايقارب 200 مليار ين (1.8 مليار دولار).