السعودية أعدت تصورا يقوم على أساس إنتاج 15 مليون برميل في اليوم

النعيمي يؤكد غياب الطلب على الطاقة الإنتاجية الفائضة التي عرضتها أوبك

TT

قال وزير البترول السعودي، علي النعيمي، الاثنين، انه لم يتقدم أحد للاستفادة من عرض أوبك بإتاحة مليوني برميل يوميا من الطاقة الفائضة للأسواق، مضيفا في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في مؤتمر البترول العالمي في جوهانسبرغ «ليس هناك مشترون».

وفي جانب آخر، قال الوزير النعيمي: «ان حقل الغوار النفطي الكبير في السعودية لم يبلغ بعد ذروة إنتاجه، وان الإنتاج سيزيد في عام 2006 من خمسة ملايين برميل يوميا حاليا»، مضيفا ان «الغوار لم يصل الى الذروة بعد وسيرتفع. سترون ذلك في ابريل (نيسان) 2006».

وللتعليق على معاني هذا التصريح تحدثنا أمس مع ديفيد فايف، أخصائي العرض ومحرر تقرير أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية في باريس، وقال انه يتفق مع ما قاله الوزير النعيمي في مجال توافر كميات كافية من النفط الخام في السوق، «ولكن المخاوف تتعلق في جانب منها بانخفاض القدرة الإنتاجية الفائضة حيث تبلغ حسب تقديراتنا مابين 1.5 ـ 2 مليون برميل لدى دول الأوبك، وهي النسبة الأكبر من الطاقة الإنتاجية غير المستعملة عالميا».

وأضاف كما أن هناك نسبة من النفط المعروض من قبل دول الأوبك تتمثل في النفط الثقيل أو المر، موضحا أن هناك اختلافا في تعريف كل طريف للطاقة المتاحة ونوعية المنتج.

وقد ذكر النعيمي: «بالنسبة لنا في المملكة العربية السعودية، تبلغ التقديرات المتحفظة للاحتياطيات اليوم أكثر من 264 مليار برميل». وأضاف النعيمي: «ان تقدير الاحتياطيات يعتمد على قاعدة الموارد والاقتصاديات. ولقد أدت التطورات التقنية إلى زيادة معرفتنا بالتكوينات الجيولوجية الكامنة تحت سطح الأرض وخصائصها. كما مكنتنا هذه التطورات من استخلاص كميات أكبر من قاعدة الموارد بصورة اقتصادية، الأمر الذي يضيف إلى حجم الاحتياطيات القابلة للاستخلاص. فعلى سبيل المثال، فإن تحقيق تحسن بنسبة 1% فقط في معدل الاستخلاص في المملكة يكفي لزيادة عمر الإنتاج سنة إضافية».

كما ذكر النعيمي «ان التحليلات المستمرة لمكامن البترول في المملكة تشير إلى اننا سنتمكن من زيادة احتياطياتنا البترولية المؤكدة بمقدار 200 بليون برميل باستخدام أحدث التقنيات، ويشجعنا على ذلك وجود مساحات شاسعة لم تستكشف بعد، وهو ما يجعلنا نقول بثقة ان الاحتياطيات المؤكدة للمملكة سوف تزيد في السنوات والعقود بإذن الله».

كما ذكر الوزير في كلمته «ان المشاريع التوسعية في مجالي التنقيب والإنتاج التي يجري تنفيذها حاليا في المملكة ستؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بحوالي (3) ملايين برميل في اليوم، وسيستخدم جزء من هذه الزيادة في تعويض النقص الطبيعي في الإنتاج، فيما سيستخدم الباقي في زيادة الطاقة الإنتاجية، لتبلغ بحلول عام 2009 ما مقداره 12.5 مليون برميل في اليوم. كما تم تحديد مشاريع أخرى يمكن المضي قدما في تنفيذها، إذا اقتضى الأمر، لتلبية الاحتياجات الإضافية للامدادت، حيث أعدت المملكة تصورا يقوم على أساس مستوى إنتاج يبلغ 15 مليون برميل في اليوم ويمكن تنفيذه استجابة للزيادة في الطلب في السوق».

وانخفضت أسعار مزيج برنت والخام الاميركي الخفيف في المعاملات الآجلة أمس الثلاثاء، بعد ارتفاعها أكثر من دولار عن اليوم السابق. وحد من الهبوط مخاوف بشأن حجم الأعطال التي لحقت بصناعة التكرير الاميركية من جراء الإعصار ريتا وسرعة عودة المنشآت النفطية الاميركية للعمل بعد الإعصار وذلك قبل بدء الربع الأخير من العام الذي يشتد فيه الطلب خلال فصل الشتاء.

وذكرت «رويترز» ان مزيج برنت قد انخفض تسعة سنتات لعقود التسليم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 63.84 دولار، فيما انخفض سعر الخام الاميركي الخفيف 16 سنتا إلى 65.66 دولار للبرميل. ورغم ان سبعا من 15 مصفاة أغلقت قبل قدوم الإعصار، أعلنت أنها ستعود بسرعة للعمل فإن خمس مصاف منيت بأضرار جسيمة ومن المتوقع ان تظل اثنتان منها معطلتين لعدة أسابيع.

وقالت الحكومة الاميركية يوم أمس الثلاثاء، ان مجمل طاقة التكرير المعطلة بسبب الإعصارين ريتا وكاترينا تبلغ نحو 25 في المائة من الطاقة الإجمالية. وفي الوقت نفسه ظل إنتاج النفط في الجانب الاميركي من خليج المكسيك متوقفا.

ومن جانبها، أعلنت منظمة أوبك أمس ان سعر سلة خامات المنظمة انخفض يوم الاثنين إلى 56.91 دولار للبرميل من 57.71 دولار يوم الجمعة الماضي.