خبراء يطالبون المستثمرين العرب بزيادة حجم استثماراتهم في قطاع التكنولوجيا

افتتاح الملتقى الدولي الثالث حول الاستثمار في التكنولوجيا برعاية

TT

قال خبراء وعلماء عرب إن حجم الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا في الدول العربية، والذي لا يتجاوز 300 مليون دولار، لا يزال أقل من النسب العالمية، واعتبر هؤلاء أن الاستثمار في قطاع التكنولوجيا هو المستقبل البارز للاستثمارات، مدللين في ذلك على الطفرة التي ازدهرت في دول جنوب شرق آسيا وكان سببها الرئيس الاستثمار في قطاع التكنولوجيا.

ويأتي حديث الخبراء على هامش الملتقى الدولي الثالث حول الاستثمار في التكنولوجيا، الذي بدأ أعماله في العاصمة البحرينية المنامة أمس، وتنظمه المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ويشارك في الملتقى عدد من الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية ونخبة من العلماء العرب في مجال تقنية المعلومات ويتناول الملتقى تقييم شركات تقنية المعلومات في المنطقة العربية ودور الحاضنات والحدائق العلمية في رعاية الابتكار وكذلك إلقاء الضوء على النمو المتزايد من الشركات التقنية وفرص الاستثمار في المنطقة العربية.

وقال الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد البحرين ورئيس مجلس التنمية الاقتصادية الذي افتتح الملتقى، ان الاستثمار في قطاعات التقنية أثبتت جدواها حيث ان هذه القطاعات تمتاز بحيويتها واستجابتها المرنة لتطوير قطاعات كثيرة وتحسين ادائها، مؤكدا في الوقت ذاته دور الشراكة في إنجاح مثل هذه المشاريع الاستثمارية ومشددا على ضرورة رفع الوعي لأهمية قطاع التقنية بالنسبة للقطاعات الأخرى من خلال اقامة مثل هذه الملتقيات التي تجمع بين رأس المال وأصحاب الابتكار والتخطيط في مجال التقنية. وأكد ولي عهد البحرين أن بلاده تشجع وتدعم اقامة مثل هذه المؤتمرات والملتقيات، خاصة ان قطاع التقنية هو من القطاعات التي تحتاج الى المزيد من الاهتمام وتوجيه الاستثمارات اليها في المنطقة العربية. وأثنى الشيخ سلمان في هذا الصدد على ما يطرحه هذا الملتقى من موضوعات تتعلق بتشجيع الاستثمار في قطاع التقنية وهذا ما يمثل بادرة جديرة بالدعم، مشيرا الى ان الاستثمار في قطاعات جديدة كقطاع التقنيات سوف يسهم في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير الموارد البشرية.

وتعتبر المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا مؤسسة مستقلة غير سياسية وغير ربحية، أسسها العلماء العرب بصفاتهم الشخصية في عام 2000، ومنذ ذلك التاريخ زاد عدد المتواصلين معها بشكل مباشر من العلماء العرب على 3000 عالم من داخل وخارج الوطن العربي ينتمون لأكثر من 40 دولة.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد بن احمد قروان، عميد كلية المجتمع بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران وعضو مجلس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، إن المستثمرين العرب بحاجة إلى التوجه نحو الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، الذي اعتبره من القطاعات التي ستتوجه إليها الاستثمارات بقوة مستقبلا. ولكنه عبر عن أسفه لحجم الاستثمارات التي اعتبرها ضعيفة في هذا القطاع، إلا أنه قال إن المؤسسة تسعى بكل السبل نحو توفير الفرص الاستثمارية للمستثمرين، وفي أحيان أخرى تشارك في هذه الاستثمارات، «فقط من أجل تعزيز الاستثمار العربي في هذا المجال الهام».

من جهته، قال الدكتور عبد الله النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، إن المؤسسة تساهم من جهة في تحقيق الابتكار عربيا وذلك بتعزيز الأداء العلمي والتكنولوجي المتميز للخروج به من دائرته الضيقة، ومن جهة أخرى، تسعى للوصول إلى المنافسة الاستثمارية على الصعيد العالمي «حيث نعمل مع رجال وهيئات الاستثمار لنشر التوعية التي تعينهم على تنويع مشاريع استثماراتهم والدخول بها إلى المجال التكنولوجي». بعدها ألقى محمد عبد الله البغدادي، كلمة البنك الاسلامي للتنمية قال فيها إن البنك يسعى الى تعريف المستثمرين في المنطقة العربية بمفهوم الاستثمار بالمشاريع ذات الطابع التكنولوجي والعائد الذي يمكن تحقيقه من هذه المشاريع كي تستطيع هذه المنطقة الاستفادة من ثرواتها الطبيعية والبشرية على شكلها الأمثل لتحقيق التقدم والتنمية. ويهدف الملتقى الى تقديم امثلة لبعض النجاحات التي حققتها بعض الشركات العربية العالمية في قطاع التقنية وإمكانيات توسعها في الأسواق العالمية وإمكانية إقامة شبكة غير رسمية بين رواد التكنولوجيا والشركات والمؤسسات والمستثمرين وصناديق رأس المال والمؤسسات المالية الأخرى لتشجيع فرص الاستثمار في التكنولوجيا المبتكرة وربط التقنية بالتطوير والنمو الاقتصادي.