مؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين العرب يبحث في بيروت دعم الاقتصاد اللبناني بمضاعفة المشاريع الجديدة

المشاركون يؤكدون أهمية تغيير التشريعات وتعزيز مسيرة الإصلاحات

TT

برعاية رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ممثلاً بوزير الدولة ميشال فرعون، افتتح امس في فندق «حبتور غراند اوتيل» في بيروت مؤتمر «رجال الاعمال والمستثمرين العرب»، الذي تنظمه شركة «المستقبل للمعارض والمؤتمرات»، التي يرأس مجلس ادارتها رجل الاعمال مصون نحاس. وتختتم اعمال المؤتمر اليوم.

وقد ناهز عدد الذين حضروا الجلسة الافتتاحية 250 شخصاً، مع طغيان لافت للاكاديميين، لا سيما كمشاركين ومتحدثين في المؤتمر. ومن ابرز الحاضرين من خارج لبنان، رجل الاعمال السعودي محمد الدوسري ورجل الاعمال الاماراتي خلف الحبتور.

وعن انعقاد المؤتمر في هذا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد، قال مصون نحاس لـ«الشرق الأوسط»: «التوقيت مهم جداً، لاننا حالياً بحاجة الى الانتعاش. المريض بحاجة للطبيب خلال فترة مرضه وليس عندما يشفى. ونحن اليوم بأمس الحاجة لهكذا مؤتمر، لاننا بحاجة للمساعدة والمساندة».

وحول طغيان الاكاديميين، قال: «للتوجه نحو وضع اقتصادي صحيح نحن بحاجة للاكاديميين لما لديهم من معرفة وخبرة. وانا اعتبر طغيان الاكاديميين نقلة نوعية في تنظيم المؤتمرات». واضاف: «اللبنانيون يبحثون اليوم في كيفية تدفق الاستثمارات الاجنبية الى البلد، بينما يبلغ حجم الاستثمارات العربية (في لبنان) مجتمعة 37 ضعف حجم الاستثمارات الاجنبية. وتراوح نسبة عائد الاستثمار في لبنان بين 27 و29 بالمائة، بينما لا تتجاوز في الغرب 3.5 بالمائة».

يذكر ان مصون نحاس، يرأس مجلس ادارة مؤسسات نحاس التي لها استثمارات مالية ومصرفية وعقارية.

اما الوزير ميشال فرعون فأكد، في كلمته، على الحرص الذي كان يحمله الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتفعيل وتطوير التعاون بين الدول العربية، لا سيما من خلال الاستثمارات والمشاريع العربية المشتركة. وقال: «كان الرئيس الحريري (رحمه الله) يؤمن بان القطاع الخاص هو المحرك الاساسي لاقتصاداتنا الوطنية وان على حكومتنا ان تعمل بجد لتأمين المناخ الملائم لتطوير عمل القطاع الخاص وتحفيزه على القيام باستثمارات جديدة، من شأنها خلق العديد من فرص العمل سنوياً للآلاف من الشباب العرب».

وتابع قائلاً: «هذه القناعات للرئيس الشهيد لا تحتاج الى المزيد من التأكيد. فالتحدي الأساسي الذي يواجه دولنا اليوم يتمثل بتحقيق معدلات مستدامة من النمو وخلق فرص عمل جديدة. وهذا الأمر ليس مستحيلاً، اذا قامت كل دولنا باعتماد الاصلاحات الاقتصادية والتشريعية والمؤسساتية التي من شأنها تحديث الاقتصاد وجذب الاستثمارات الخاصة، سواء عربية او اجنبية».

وعن أهمية الخصخصة، قال فرعون: «تأتي الخصخصة كديمقراطية اقتصادية تفصل بين القطاع العام والخاص، وتخدم الدولة والاقتصاد والمواطن في آن واحد، على غرار ما يجري في البلدان المتقدمة». وختم قائلاً: «نسمع الكثير عن أهمية استقطاب رأس المال الاجنبي الى بلدنا، حتى اصبح هذا الموضوع شغلنا الشاغل، الا انني اؤكد ان الاهم هو استقطاب السيولة الفائضة في عالمنا العربي. وهذه وحدها كفيلة بإيجاد فرص عمل لملايين الاشخاص. وهنا أدعو القطاع المصرفي العربي الى لعب دور اساسي في هذا المجال، وطرح افكار وأدوات جديدة تساعد وتشجع على استقطاب رؤوس الاموال العربية وتوظيفها في خدمة التنمية الاقليمية والوطنية».

وعن دور الحكومة اللبنانية خلال هذه الفترة، قال: «التزمت الحكومة اللبنانية ببيانها الوزاري، وستعمل خلال هذه المرحلة الجديدة من تاريخنا على تفعيل الحوار بين القطاع العام والقطاع الخاص لتأتي الاصلاحات الاقتصادية والمالية في خدمة القطاعات المنتجة والاقتصاد الوطني والمستثمرين».

وأتت الجلسة الاولى تحت عنوان «التشريعات والتسهيلات المشجعة للاستثمار»، وقد أدارها وزير المال السوري الدكتور محمد السقا. وتحدث فيها الخبير الاقتصادي ايلي يشوعي والدكتور حسن عواضة، استاذ الحقوق في الجامعة اللبنانية والخبير في الدراسات القانونية، اضافة الى الاستاذ حسام شمس الدين الخبير في مجال القوانين والتشريعات الاستثمارية، والاستاذ وليد حنا المستشار القانوني في المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان «إيدال».

اما الجلسة الثانية فناقشت موضوع «الاستثمار في القطاع المصرفي»، وترأسها فهيم معضاد النائب السابق لحاكم مصرف لبنان وعضو مجلس ادارة صندوق النقد العربي. وقد تحدث فيها كل من الخبير المصرفي والاقتصادي عماد شهاب، والدكتور مصطفى سليمان، الذي تحدث عن «دور الاحصاء في التقييم المصرفي والاقتصادي».

اما الجلسة الثالثة فتمحورت حول «الاستثمار في قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية والاتصالات». لتناقش الجلسة الرابعة موضوع «الاستثمار في قطاع الاسهم والبورصة في ظل المتغيرات»، وترأس هذه الجلسة الدكتور سامي نصيري، بينما تحدث فيها كل من الدكتور فادي خلف رئيس لجنة بورصة بيروت، ووليد سلامة المستشار المالي الرئيسي في مجموعة «سوسييتيه جنرال».

ويشهد اليوم جلستين. الاولى حول الاستثمار في القطاع السياحي. وتديرها المديرة العامة لوزارة السياحة ندى سردوك. ويتحدث فيها كل من الدكتور محمد شيا عميد كلية السياحة في الجامعة اللبنانية، والدكتورة آمال ابو فياض رئيسة قسم الدراسات العليا في كلية السياحة والفنادق في الجامعة اللبنانية، وخليل ملاعب مدير عام رئيس مجلس ادارة شركة «كي. أند. أم» الدولية للسياحة الصحية.

وتختتم اعمال المؤتمر بجلسة حول «القوى البشرية ودورها في عملية التطوير والنهوض والاستثمار»، ويدير الجلسة الدكتور عصام عبد القادر، ويتحدث فيها الدكتور انيس ابي فرح الاستاذ الجامعي والخبير في مجال الاحصاء، والدكتور ايلي بصبوص مدير الابحاث والدراسات في كلية ادارة الاعمال في جامعة الكسليك اللبنانية، والدكتور عصام عطا الله الخبير الاستشاري في ادارة الموارد البشرية والمحاضر في الاكاديمية الوطنية في لندن.

وحول التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر قال نحاس لـ«الشرق الأوسط»: «ابرز ما ستحمله توصيات المؤتمر السعي الى ضمان الاستثمار في لبنان واعادة رؤوس الاموال المهاجرة. كما سنطلب من الحكومات العربية التعامل مع رجال الاعمال العرب بشكل مريح وغير معقد، وبالتالي عدم محاصرتهم بالبيروقراطية، اضافة الى انشاء السوق المفتوحة اقله بين الدول العربية، والغاء التأشيرات لا سيما في ما يخص رجال الاعمال والاقتصاديين. كما سنطلب من الحكومات العربية تحديث القوانين الاقتصادية بما يتلاءم والعولمة والعصرنة لمواكبة الدول المتطورة. وسنرفع هذه التوصيات الى جامعة الدول العربية».