مصر: الأسماء الفلكلورية والسياسية للبلح تفشل في جذب المشترين والأسعار زادت 40%

TT

اختلفت طقوس وعادات رمضان هذا العام في مصر، واختلطت بالسياسة خاصة مع موجة ارتفاع الأسعار المفاجئة، والتي شملت السلع الرمضانية التي ترتبط بهذا الشهر من كل عام. وهو ما صرف الناس إلى تدبير احتياجاتهم خلال الشهر بأي شكل بعيداً عن وعود الحكومة بتوافر السلع وملاءمة أسعارها لشرائح المواطنين، وبعيداً حتى عن المعارض التي اعتادت الحكومة منذ سنوات أن ترعاها لهذا الغرض.

وكما جرت العادة استخدم تجار البلح الأسماء السياسية و«الفلكلورية» الشهيرة في الساحة المصرية فحمل البلح أسماء من «مبارك» إلى لاعب الأهلي «عماد متعب» وإلى «بوحة» و«اللمبي» وهما فيلمان لمحمد سعد.

برزت تلك الأسماء في سوق «السيدة زينب» وفي «ساحل روض الفرج» والملاحظ أن الأسماء السياسية الفلكلورية تطلق عادة على أغلى أنواع البلح، وكأنما لتقديم عزاء ما إلى المشترين.

وقد تصدى بلح «مبارك» للواجهة بسعر 15 جنيهاً للكيلو في مقابل عماد متعب الذي وصل إلى 22 جنيهاً، وبوحة تسعة جنيهات، وهنا كذلك بلح «ليلى علوي» الذي ينافس «يحيى الفخراني» وهما أصحاب أشهر المسلسلات الرمضانية المصرية، وبلغ كيلو «ليلى» في الساحل 25 جنيهاً، وفي السيدة زينب بلغ الفخراني 12 جنيهاً، والطريف أن نفس الاسم قد يطلق على انواع مختلفة ومتفاوتة السعر من سوق لسوق. كانت السمة البارزة هذا العام القفزة في أسعار البلح والياميش والتي بلغت 40% رغم انخفاض سعر الدولار وخفض الجمارك، والحجة لدى التجار جاهزة، فهي «كاترينا» مرة ومرة أخرى بسبب ما جرى في بلاد الانتاج ويبدأ السعر في البلح من ستة جنيهات ليصل إلى 25 جنيهاً، ويرجع ذلك للشكل الخارجي للبلح، وكذلك طوله وسهولة فتحه وكما قال أحد التجار ان على الزبون أن يدفع أيضاً تكلفة الديكور والعبوات المبتكرة صراحة.

ويؤكد محمد قشقوش تاجر ياميش في الساحل أن الإقبال لايزال ضعيفاً، ونسبة الشراء لاتتعدى 30% من المعروض ويتنبأ بأن أسعار البلح ستستمر في الزيادة خلال الأعوام المقبلة نظراً لقدوم شهر رمضان في فصل الصيف، ولايزال البلح على أشجار النخيل، مما سيجعل التجار يقومون بتخزينه مما سيرفع الأسعار وبالرغم من استخدام الأسماء «الفلكلورية».

وقد ارتفعت أسعار المكسرات كذلك في الأسواق المصرية بنسبة لاتقل عن 40% أيضاً، والإقبال عليها ضعيف للغاية فسعر عين الجمل 65 جنيهاً، والبندق 78 جنيها واللوز 70 جنيهاً، فستق 57 جنيها، كاجو 62 جنيهاً.

ويقول مدير ادارة البحوث بالغرفة التجارية بالقاهرة محمد الرتيب، أن البلح ارتفعت أسعاره بنسبة 29% وكذلك المكسرات خاصة البندق نظراً لاستيراده من الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 43% بينما انخفض سعر أنواع من الياميش من تين ومشمش و«قراصية» بنسبة 19: 21%، وكذلك جوز الهند بنسبة 11%.

ويتساءل البعض أين جمعيات حماية المستهلك ووزارة التموين لمواجهة هذا الغلاء الذي يستفحل عاماً بعد آخر؟

وتقول ـ رئيس الجمعية الاعلامية للتنمية وحماية المستهلك ونائب رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك ـ سعاد الديب إن جمعيات حماية المستهلك تعد حالياً مجرد جمعيات خيرية، خاصة وقانون حماية المستهلك لم يصدر بعد، ولذلك فدور هذه الجمعيات محدود للغاية. إضافة إلى أن وزارة التموين لاتستطيع التدخل في الأسعار مما ييسر للتجار رفع الأسعار خاصة في موسم رمضان.

وتشير عضو الجمعية المركزية لحماية المستهلك زينب عبد الحميد الى أن مواجهة هذا الغلاء لا تكون إلا من خلال وزارة التموين، كما انه ولاتوجد رقابة أو ضبط لأسعار رمضان، الذي أصبح شهراً للاستغلال وزيادة الاستهلاك، ويبقى أن ثمة ما يجعل الجميع راضين في نهاية المطاف، فحيث يصعب الشراء، هناك بالقطع موائد الرحمن.. والرحمة.