منظمة السياحة القبرصية تستدرك تراجع السياح العرب بفتح مكتب في دبي وبيروت

بعد هبوطها في السنوات الأخيرة

TT

اكد مدير التسويق والمبيعات في منظمة السياحة القبرصية هراج كل سحاكيان لـ«الشرق الأوسط» «ان عدد السياح الوافدين الى قبرص من دول الشرق الأوسط والخليج العربي ارتفع بنسبة 10% هذه السنة قياساً بالسنة الماضية، وان هذه الزيادة في لبنان بلغت 28% في شهر سبتمبر (ايلول) وحده»، كاشفاً ان المنظمة تعد لفتح مكتب لها في العاصمة اللبنانية على غرار مكتب الشرق الاوسط والخليج العربي في دبي.

وقال سحاكيان، خلال وجوده في بيروت مشاركاً في «الملتقى العربي والدولي للسفر والسياحة» الذي عقد قبل ايام في العاصمة اللبنانية بالتزامن مع زيارة وزير التجارة والصناعة والسياحة القبرصي يورغوس ليليكاس للبنان انجازاً لاتفاقية ترسيم الحدود المائية وتطوير الشراكة والتعاون بين البلدين: «يقدر عدد السياح القبارصة الذين زاروا لبنان العام الماضي بـ 32 الفاً، ونحو 40 الفاً زاروا مصر وسورية ودبي، فيما بلغ عدد السياح العرب الوافدين الى الجزيرة نحو 50 الفاً معظمهم من اللبنانيين والاماراتيين. واذا كان السياح القبارصة يأتون الى لبنان وبعض الدول العربية فمن اجل التسوق وحب الاستطلاع والتعرف الى الآثار، فإن السياح اللبنانيين والعرب الى قبرص يسعون للراحة والاستجمام، خصوصاً ان العديد من العائلات اللبنانية والعربية باتت تتخذ من المدن القبرصية سكناً ثانوياً لها، وان بعض المستثمرين وجدوا في الجزيرة مناخاً ملائماً للاستثمار العقاري وحتى السياحي والتجاري، بدليل وجود العديد من الشركات المختلطة اللبنانية ـ القبرصية وفندق لبناني في ليماسول (فندق رافائيل).

ولفت الى «تراجع في السياحة العربية الى قبرص في السنوات الاخيرة ولذلك حاولنا ان نستدرك ذلك من خلال فتح مكتب لمنظمة السياحة القبرصية في دبي في وقت سابق من العام الحالي مع استعدادنا لفتح مكتب آخر في لبنان مطلع العام المقبل لكي نعيد الى السياحة المتبادلة تألقها السابق، خصوصاً ان قبرص تسعى حالياً الى تنويع السياحة بحيث تشمل سياحة المؤتمرات والسياحة الرياضية، وسياحة المنتجعات والسياحة الصحية».

واعتبر سحاكيان «ان السياحة في قبرص لا بد ان تستأثر باهتمام السائح العربي بالنظر الى قرب الجزيرة الجغرافي، والأمن والسلامة اللذين توفرهما للسائح في جو من روح التواصل والطبيعة الخلابة والترفيه العائلي، علماً ان السوق الرئيسية التي تغذي السياحة القبرصية هي دول اوروبا، وعلى رأسها بريطانيا (اكثر من مليون سائح سنوياً من اصل 2.5 مليون سائح يؤمون الجزيرة سنوياً). ولعل من أهم عوامل الجذب السياحي في الجزيرة سهولة الحصول على تأشيرات الدخول (خلال 24 ساعة تمنح التأشيرة في سفارة قبرص في بيروت). يرى سحاكيان «ان غيابنا عن الساحة السياحية العربية كانت له آثاره السيئة لاسيما في ضعف الالمام بمتطلبات السياح العرب، وكذلك في تراجع قبرص في سلم اولويات هذا السائح، وضحالة معلوماته عن قبرص، على الرغم من الشهرة السابقة التي حققتها الجزيرة في عقود مضت». ويعزو العودة الى الاهتمام بالمنطقة الى كونها من اكثر الاسواق نمواً على النطاق العالمي من الناحية الاقتصادية، والى ان معدل انفاق الزائر الوافد من هذه المنطقة من اعلى المعدلات عالمياً، وفترة رحلته طويلة نسبياً بالمقارنة مع سياح المناطق الاخرى في العالم».

يذكر ان «القبرصية للطيران» تسير رحلات الى سورية والأردن ومصر والسعودية والامارات المتحدة، وان عدداً من شركات الطيران العربية والخليجية تسير رحلات مماثلة الى مطار لارناكا. اما رحلات شركة طيران الشرق الأوسط ـ الميدل ايست اللبنانية الى قبرص فتبلغ 7 رحلات اسبوعياً ترتفع الى 14 رحلة في فصل الصيف.

تجدر الاشارة الى ان وزير التجارة والصناعة والسياحة القبرصي الذي انهى، امس، زيارته للبنان قد وقع مع نظيره اللبناني جو سركيس اتفاق تعاون سياحي يندرج في اطار اهتمام قبرص المتزايد باسواق الشرق الأوسط، ولاسيما لبنان. وينص هذا الاتفاق على ادراج لبنان من ضمن رحلات مكاتب السفر والسياحة القبرصية، واتخاذ بيروت محطة استراحة بالنسبة الى الجولات السياحية. وعلم ان منظمة السياحة القبرصية خصصت 700 الف دولار للحملة الترويجية القبرصية في لبنان هذا الصيف، الأمر الذي ساعد على زيادة عدد السياح القبارصة الى لبنان بنسبة 50% خلال اشهر الصيف الثلاثة.