الدولار يتراجع أمام اليورو والين بعد 4 أيام من الارتفاع

وسط عدم وجود إشارات لرفع سريع لمعدل الفائدة

TT

لندن ـ وكالات: تراجع الدولار امس امام اليورو والين للمرة الاولى منذ 4 ايام وسط عدم اعطاء رئيس مجلس الاحتياط الاميركي (البنك المركزي)، اية اشارة على انه سيتخلى عن سياسته في رفع معدل الفائدة «بطريقة محسوبة».

وفي معاملات تحركها عوامل فنية، اخفق الدولار في اجتياز مستوى مقاومة رئيسي عند 1.1950 دولار لليورو. ودفع هذا بالاضافة الى الحديث عن مشتريات من البنوك المركزية عند اقل من 1.20 دولار المستثمرين الى اعادة شراء اليورو. وارتفع الدولار اكثر من عشرة في المائة أمام اليورو منذ بداية العام.

وفي وقت سابق اليوم ارتفع الدولار الى اعلى مستوى في 17 شهرا امام الين واعلى مستوى في 11 اسبوعا امام الجنيه الاسترليني متجاوزا 1.74 دولار وسط توقعات بزيادات اخرى في أسعار الفائدة الأميركية، مما يعزز جاذبية الاصول الأميركية. واستقرت العملة الأميركية عند 114.61 ين بعد أن بلغت 114.75 ين مسجلة أعلى مستوى في 17 شهرا. وهبط الاسترليني الى 1.7392 دولار قبل ان ينتعش بشدة الى 1.7510 دولار. وتأثر الجنيه بالمخاوف من احتمال خفض اسعار الفائدة البريطانية مرة اخرى.

وهبط الجنيه الاسترليني الى أدنى مستوى في 11 اسبوعا أمام الدولار امس تحت ضغط من التوقعات بخفض اسعار الفائدة البريطانية والارتفاع العام للدولار.

وقد اثارت بيانات بريطانية مخيبة للآمال صدرت أخيرا التوقعات بان بنك انجلترا المركزي قد يخفض أسعار الفائدة مرة اخرى. وعلى النقيض من ذلك تتزايد التوقعات بان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيواصل رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم.

وقال ستيفن سايويل، محلل شؤون العملات في سيتي جروب «الدولار قوي بشكل عام أمام العملات الاخرى وجزء كبير من قوته هذه يرجع الى التوقعات بشأن الفائدة الأميركية، ولذا فان الكثير من ضعف الاسترليني يرجع الى قوة الدولار». وبداية التعاملات هبط الجنيه الى 1.7392 دولار بانخفاض 0.3 في المائة عن صباح اليوم.

وعلى صعيد اسواق المال والبورصات العالمية هبط مؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية 0.69 في المائة امس بعد ان حقق اول من أمس الثلاثاء، أكبر ارتفاع في يوم واحد خلال عام، وذلك مع اقبال المستثمرين على جني أرباح من بيع أسهم البنوك وشركات الصلب مثل نيبون ستيل كورب.

لكن سهم ميتسوي فودوسان وغيره من أسهم شركات العقارات ارتفع بفضل استمرار التفاؤل بشأن الاقتصاد.

وانخفض مؤشر نيكي لاسهم الشركات اليابانية الكبرى 92.97 نقطة ليغلق على 13463.74 نقطة. وقفز المؤشر 2.49 في المائة أول من امس الثلاثاء مسجلا أكبر مكسب بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ الرابع من اكتوبر (تشرين الاول) 2004.

وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.90 نقطة توازي 0.06 في المائة لينهي اليوم على 1406.89 نقطة.

وانخفضت الاسهم الاوروبية في التعاملات المبكرة امس مقتفية اثر الخسائر في وول ستريت بسبب النتائج المخيبة للآمال لقطاع التكنولوجيا، غير ان شركة معدات الرقائق الهولندية ايه.اس.ام.ال ارتفعت ارباحها بعد ان تجاوزت توقعات أرباح الربع الثالث.

ونزل مؤشر يوروفرست 300 بنسبة 0.5 في المائة الى 1206.6 نقطة مبتعدا عن أعلى مستوى في 41 شهرا الذي بلغه الاسبوع الماضي عند 1242.2 نقطة.

وارتفع سهم ايه.اس.ام.ال بنسبة 0.4 في المائة الى 13.6 يورو بعد ان اعلنت الشركة توقعاتها بان تكون طلبات الشراء في الربع الاخير قريبة من حجمها في الربع الثالث، فيما يواصل القطاع الانتعاش. ويأتي اعلان الشركة نتائجها في بداية موسم صدور النتائج في اوروبا.

وفي اوروبا نزل سهم اس. تي مايكروإلكترونيكس وانفينيون لإنتاج الرقائق بنسبة 1.5 في المائة، وانخفض سهم اس.ايه.بي الالمانية لبرامج الكومبيوتر بنفس النسبة ايضا.

وفتحت الاسهم الأميركية على هبوط في وول ستريت امس، لكن مؤشري داو جونز الصناعي وستاندرد اند بورز سرعان ما عكسا اتجاههما صعودا مع دفع ارتفاع سهم شركة فايزر قطاع الصناعات الدوائية صعودا.

غير ان سهم شركة ابل كومبيوتر ألقى بثقله على قطاع التكنولوجيا بعد يوم من اعلان الشركة تحقيق ايرادات فصلية اقل من التي توقعها المحللون.

وكان مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا 9.28 نقطة بنسبة 0.09 في المائة الى 10262.45 نقطة. وصعد مؤشر ستاندرد اند بورز المؤلف من 500 سهم 0.31 نقطة اي 0.03 في المائة ليصل الى 1185.18 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 3.45 نقطة اي 0.17 في المائة الى 2057.64 نقطة.

وعلى صعيد آخر، قال الممثل التجاري الأميركي روبرت بورتمان امس انه «محبط» لأن عرضا أميركيا بخفض الدعم الزراعي لم يقابله استعداد من الاتحاد الاوروبي لتقليص الحواجز المفروضة على الواردات الزراعية.

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من بين اعضاء في منظمة التجارة العالمية شاركوا في محادثات تهدف الى احياء ما يسمى بجولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية قبل قمة في هونغ كونغ في ديسمبر (كانون الاول) القادم.

وقال بورتمان لوسائل الاعلام عقب المحادثات التي استمرت ثلاثة ايام «انني محبط.. لم تتخذ خطوات كبيرة بشأن الوصول الى الاسواق الزراعية». وكان مصدر دبلوماسي قال في وقت سابق اليوم ان الاجتماع اخفق في تحقيق انفراج في محادثات التجارة العالمية المتعثرة، لكن الوزراء اتفقوا على الاجتماع ثانية الاسبوع المقبل في محاولة للتوصل الى اتفاق بنهاية العام.

وقال المصدر ان وزراء من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والبرازيل والهند واستراليا اجتمعوا في جنيف امس واليوم. وتقود هذه الاطراف عملية البحث عن اتفاق في قطاع الزراعة.

وأضاف المصدر المطلع على المفاوضات «انهينا المحادثات في الوقت الحالي. ستكون هناك جلسة ثانية الاسبوع المقبل». ويتعرض الاتحاد الاوروبي لضغوط مكثفة للموافقة على تخفيض القيود التجارية بعد ان اعطت الولايات المتحدة دفعة للمفاوضات بعرضها ما سمته تخفيضات «عميقة» للدعم الزراعي.

وصرح دبلوماسي آخر من دول نامية بارزة لرويترز «لم يحدث انفراج بعد، ولكن على الجانب الآخر، لم نصل لمرحلة جمود لأنهم سيواصلون المحاولة. لم يحدث انهيار». وتحتاج منظمة التجارة العالمية التي تضم 148 دولة للاتفاق على مسودة للمرحلة الاخيرة من جولة الدوحة في هونغ كونغ في ديسمبر (كانون الاول)، ولكن المفاوضات تتعثر بسبب مجموعة قضايا من أهمها الزراعة.

ويمكن ان يقضي الفشل على الجولة التي يقال انها قادرة في حالة نجاحها على دعم الاقتصاد العالمي وتخليص مئات الملايين من الفقر.

وفي تقرير جديد صدر هذا الاسبوع، قال اقتصاديون بمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي ومقرها باريس، ان الاتفاق التجاري الجديد الذي تهدف اليه الجولة سيفيد جميع الدول باستثناء عدد قليل من الدول النامية معظمها في افريقيا.

وبعد أشهر من التوقف بدا ان سلسلة من الاجتماعات على مستوى الوزراء بدأت في زيورخ يوم الاثنين ساعدت اخيرا في تحريك الامور. وأعطت الولايات المتحدة دفعة بعرضها خفض الدعم بنسبة 60 في المائة.