عشرون سعودية في الرياض يكسرن احتكار الرجال لوظائف الاتصالات في «موبايلي»

إشراق الذبياني لـ الشرق الاوسط : الموظفات يقدمن خدمات الفوترة وإعادة الخدمة وإصدار الشرائح المفقودة

TT

قادت عشرون فتاة سعودية لم تتجاوز اعمارهن العقد الثاني ويحملن تخصصات أكاديمية مختلفة، خطوة فريدة ومتقدمة بانخراطهن في مجال خدمات الاتصالات، بعد ان أفسحت شركة «موبايلي» المجال لهن عبر إنشاء مركزها النسوي في العاصمة السعودية الرياض، والذي يليه افتتاح فروع أخرى مختلفة في كافة المدن السعودية منها جدة، والمنطقة الشرقية، ومكة المكرمة إلى جانب الباحة والمدينة المنورة.

ومن المنتظر ان يقيم الفرع النسائي الرئيسي لشركة «موبايلي» بالرياض خلال الأيام القليلة القادمة، حفل تدشين الافتتاح الذي يعد اول مركز من نوعه في قطاع الاتصالات والذي تديره فتيات سعوديات للخدمة النسوية، لتتمكن المرأة عبر مراكز البيع لشركة الهواتف الجوالة «موبايلي» من إنهاء كافة معاملاتها دون الانتظار لساعات طويلة في طوابير العملاء المشتركين من الجنس الآخر، تلبى بواسطتها كافة الخدمات لعملائها من الجنس اللطيف، بدءا من تحديد الباقة ودفع رسوم الاشتراك إلى جانب تسديد الفواتير، وإصدار شرائح بدل مفقودة، وحتى ابتياع الهاتف الجوال من خلال ركن شركة «اكسيوم» للهواتف الجوالة.

وهناك بين صفوف العشرين فتيات سعوديات خريجات من كلية الاقتصاد و إدارة الأعمال والحاسب الآلي، ومنهن من يحملن شهادة اللغة الإنجليزية والمحاسبة. وسيشرفن على قسم المبيعات ومكتب الإسناد المكلف بدعم نظام الحاسب الآلي ومتابعة الفواتير، إلى جانب تقديم العروض الترويجية، فضلا عن شروحات الخدمات المستحدثة، بالإضافة إلى الإدارة المالية الخاصة بالمركز النسائي بأكمله، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إشراق الذبياني، مديرة مركز البيع النسوي لشركة «موبايلي» والتي لم تتجاوز 26 من عمرها، إن الشركة منحت المرأة السعودية فرصة فريدة للانخراط في أضخم وأحدث مجال والمتمثل في خدمات الاتصالات، كما وفتحت للعديدات آفاقا جديدة لا تتعارض مع المجتمع السعودي وتقاليده.

وأضافت أنه من خلال تخصيص مراكز بيع نسائية تمكنت «موبايلي» من حل معضلتين الأولى إتاحة فرصة وظيفية نسوية، وأخرى إنهاء كافة التعاملات النسوية في جو من الخصوصية والاستقلالية، مشيرة إلى أن خدمات الفرع لن تقتصر على تقديم باقاتها سواء أكانت لخطوط مسبقة الدفع أو المؤجلة منها، وإنما سيتم الاعتماد على أنشطة وفعاليات مختلفة داخل وخارج المركز.

وبينت الذبياني وجود الكثير من التحديات التي قد تكون سببا لتحفظ البعض على الانخراط النسوي لمجالات محدودة في القطاع الخاص، رغم تشديدها على أن الفتاة السعودية لا تنقصها المؤهلات والكفاءات لاقتحام مجالات عديدة لطالما كانت غير مقبولة اجتماعيا في السابق، إلى جانب تمكنها من تولي زمام الإدارة، وهو ما جسدته من خلال إدارتها للفرع النسوي في منتصف العشرينات من عمرها، وبرقي ومهارة تتعامل سيدات «موبايلي» ولأول مرة مع أجهزة محاسبية متطورة ومعقدة، وما زال ينتظرها الكثير من خلال برامج التدريب المعدة من قبل جهات مختصة متعددة. ولا تجد إشراق الذبياني في كثرة زخم طلبات التوظيف على مركز البيع النسائي لـ«موبايلي»، سوى خير برهان على مدى الإقبال والاستحسان الذي لاقته خطوة تخصيص مراكز بيع نسائية، حتى لا ينقص المرأة السعودية في الوقت الراهن وكما ترى، سوى الدعم وبكافة أنواعه المادي والنفسي والاجتماعي، وبالأخص عقب ما لمس من جد والتزام ومستوى مهني رفيع من قبل الفتيات العاملات.