الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تتجه نحو الدعاية لبرامجها

13 مليار دولار مساعدات لن تتأثر بالإنفاق على آثار الأعاصير

TT

عقد السفير آندرو ناتسيوس، مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) مؤتمراً صحافياً صباح أمس في مقر سفارة الولايات المتحدة في العاصمة البريطانية لندن ليتحدث عن آخر الإنجازات التي قامت بها الوكالة التي يديرها حول العالم العربي والإسلامي علماً بأن مجمل المساعدات التي تقدمها الوكالة هي 13 مليار دولار، يقول ناتسيوس إن نصفها يصرف للعالم العربي والإسلامي.

وقال ناتسيوس لـ «الشرق الأوسط»: «إن الغالبية من الشعوب التي تقوم الولايات المتحدة بمساعدتها عبر الوكالة في العالم العربي والإسلامي لا تعرف شيئاً عن هذه المساعدات لأننا لم نكن نقوم بالإعلان عن تلك المساعدات»، وأضاف السفير، أن الوكالة بدأت الآن حملة استراتيجية جديدة تهدف للإعلان عن جميع ما تقوم به بلاده من مساعدات بشكل أفضل من السابق تحت عنوان (Branding Campaign) «ليس بهدف تحسين الصورة الأميركية في هذه المنطقة، ولكن لأن في تحقيق أهداف الوكالة مصلحة أميركية قومية».

وأعطى ناتسيوس مثالاً بأن استطلاعاً للرأي في الأراضي الفلسطينية التي تنفق بها الوكالة ما يقارب مليار دولار، أثبت أن خمسة بالمائة فقط ممن تم استطلاع آرائهم يعرفون عن مشاريع تم تنفيذها من قبل الوكالة هناك وأن الوضع مشابه لذلك في مصر، حيث لا يعلم كثير من المصريين أن الوكالة ساهمت بثلث تكلفة تأهيل نظام الصرف الصحي في الإسكندرية والقاهرة، ولكن بعد العمل باستراتيجية حملة الإعلان، ارتفعت نسبة العارفين بمشاريع الوكالة، حسب ناتسيوس، في الأراضي الفلسطينية إلى 55 بالمائة.

وقال ناتسيوس إنه يظن أن بعض الحكومات، حتى الحليفة للولايات المتحدة، في المناطق التي تعمل بها الوكالة تشك فيما تقوم به الوكالة من أعمال أو ما تقدمه من مساعدات خاصة لجهات صغيرة بسبب أن هذه المساعدات تثير قلقهم لأن كثيرا من هذه الحكومات تخشى شعوبها لانعدام الثقة بينهم.

من جهة أخرى تحدث ناتسيوس عن ما تقوم به الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في العراق من إنجازات، ومن ذلك إعادة بناء ميناء أم قصر، وإعادة تأهيل مطار بغداد. كذلك في مجال تأهيل المعلمين وبناء المدارس والمراكز الصحية وتطعيم ستة ملايين طفل ضد الأمراض، إضافة إلى المساعدة في إخراج المقررات الدراسية التي تقوم جهات دولية مثل اليونيسيف بالمشاركة في إعدادها. وذكر ناتسيوس أن هناك برامج تبادل ثقافي بين بلاده وبين العراق حيث يتم إرسال مجموعة من أساتذة الجامعات العراقيين ليتلقوا الخبرة في الجامعات الأميركية. ويقول ناتسيوس إن تحديد مهام الوكالة في العراق يتم عبر مجالس محلية في القرى والمدن ويتم تمويلها مباشرة من الوكالة حيث أن الأموال لا تمر عبر الجهات الحكومية في العراق. وعلق ناتسيوس على سؤال حول مستوى الفساد في الإدارة العراقية خاصة بعد أنباء عن سرقات ضخمة تمت من قبل وزراء في الحكومة السابقة بلغت حسب تقديرات احدى الصحف اللندنية حوالي المليار جنية استرليني (1740 مليار دولار)، فقال: «إن سبعين عملية تدقيق محاسبي قد تمت على أعمال الوكالة في العراق دون وجود أي إشارة إلى عمليات فساد منظمة» وشدد ناتسيوس على أن «مصدر جميع المعونات المقدمة للعراق عبر الوكالة تأتي من الشعب الأميركي ومن وزارة الخزانة الأميركية ولا شيء منها يأتي من دخل النفط العراقي كما توشي بعض الشائعات». وقال ناتسيوس إن الوكالة تقوم بمحاولات كبيرة لإعادة تأهيل القطاع الزراعي وقطاع الثروة السمكية في العراق، حيث تمت زراعة 53 ألف نخلة جديدة منتجة للتمور العراقية وتم إعادة توطين أسماك شهيرة في العراق قاربت على الإنقراض. وقال ناتسيوس إن الوكالة قامت بإصلاح شبكة المياه العراقية التي تكمن مشاكلها اليوم في الأنابيب المهترأة التي توصلها التي تحتاج إلى عشر سنوات لإصلاحها، وليس من مشكلة في المياه المتوفرة وخطط المياه تسير «حسب الخطة المرسومة لها، ولكن خطط الكهرباء متأخرة ستة أشهر تقريباً». وأوضح ناتسيوس أنه رغم ذلك، فإن كمية الكهرباء المنتجة في العراق اليوم هي أكثر مما كان أيام نظام الرئيس المخلوع صدام حسين، ولكن كمية الاستهلاك لدى العراقيين قد تصاعدت بشكل كبير بعد أن تم السماح لهم باستخدام وسائل تكييف وأدوات كهربية كانت ممنوعة عنهم في عهده. وقال ناتسيوس إن الوكالة تواجه صعوبات في المناطق السنية نتيجة الوضع الأمني هناك، إلا أنه أشار الى أن التقدم مستمر من أجل الوصول إلى فائدة الشعب العراقي بجميع طوائفه. وقال ناتسيوس إن كل ما يخص النفط العراقي تهتم به وزارة الدفاع الأميركية وليس لوكالته أي علاقة به، كما أشار إلى أنه لا توجد هجمات عنف على المشاريع التي تضطلع بها الوكالة التي يديرها.