أعلنت شركة «بي.بي» البريطانية، ثاني أكبر شركة مساهمة للنفط على مستوى العالم امس زيادة حادة في أرباح عملياتها الاساسية في الربع الثالث من العام الحالي بما يتفق مع التوقعات بفضل ارتفاع أسعار النفط وهوامش التكرير. واشارت الشركة الى انه رغم الخسائر التي تكبدتها بفعل اعصاري «كاترينا» و«ريتا» وتراجع انتاجها من النفط بنحو 2 في المائة من 4.2 الى 4 ملايين برميل من النفط وما يعادله، الا ان ارباحها ارتفعت بنسبة 16 في المائة الى 2.49 مليار جنيه استرليني (4.41 مليار دولار) في الربع الثالث من العام الحالي (حتى 30 سبتمبر/ايلول)، مقارنة مع 3.97 مليار دولار سجلتها «بي بي» في العام الماضي، وهو ما يعني ان الشركة تمكنت من تحقيق 53.3 مليون دولار في اليوم. كما تتوقع «بي بي» ان يصل اجمالي ارباحها مع نهاية العام الحالي الى نحو 11 مليار جنيه استرليني (حوالي 19.6 مليار دولار)، وهو الاعلى في تاريخ الشركات البريطانية.
وقال اللورد براون الرئيس التنفيذي لمجموعة «بي.بي» في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «ان الاعاصير التي اجتاحت اميركا اخيرا كان لها تأثير على نتائجنا، لكن مع ذلك فان اداءنا كان قويا نتيجة ارتفاع وتقلب اسعار النفط والغاز ومنتجاتهما، متوقعا ان تبقى اسعار النفط مرتفعة في المدى المتوسط، الا انها ستتراجع في المدى الطويل الى حدود 40 دولارا للبرميل الواحد». وفي هذا الاطار تعرضت «بي بي» الى انتقادات قوية من منظمات وجمعيات الحفاظ على البيئة، حيث اشار ستفين تينديل المدير التنفيذي لمنظمة «السلام الاخضر» في بيان «ان التغير المناخي يقتل 150 الف شخص في السنة، بينما تعمل شركات النفط على زيادته..نحن نحتاج ان تستخدم هذه الارباح القياسية في تطوير مصادر بديلة ونظيفة للطاقة».
من جهتها قالت منظمة «اصدقاء الارض»: «على الرغم ان بي بي تنصب نفسها كشركة (خضراء) وتحافظ على البيئة، الا ان الحقيقة تقول ان 95 في المائة تأتي من النفط والغاز».
كما اشارت الشركة في بيان إلى ان الارتفاع القياسي في اسعار النفط عوض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الشركة في اعقاب الاعاصير التي اجتاحت الولايات المتحدة. وتعتبر «بي بي» اول شركة نفط عالمية تعلن نتائجها بعد اعصاري «كاترينا» و«ريتا» اللذين ضربا الولايات المتحدة، واديا الى تدمير مصافي النفط الواقعة في خليج المكسيك، وبالنسبة لـ«بي بي» فقد اغلقت مصفاتها الاكبر في مدينة تكساس والتي من المتوقع ان تكلف الشركة خسائر قد تصل الى مليار دولار.
وباستبعاد مصروفات استثنائية بقيمة 921 مليون دولار بلغت الارباح الاساسية 5.33 مليار دولار ارتفاعا من 4.18 مليار دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي وفق معايير المحاسبة الاوروبية الجديدة، ولولا اضطراب الانتاج في منطقة خليج المكسيك لكانت الشركة قد حققت رقما قياسيا للارباح في الربع الثالث. وقالت الشركة انها ستوزع على المساهمين 8.925 سنت للسهم عن الاشهر الثلاثة ارتفاعا من 7.1 في المائة في الفترة المقابلة من العام الماضي.