السعوديون يضخون 53 مليون دولار في شراء 54 ألف طن أرز لزكاة فطر العام الحالي

وسط استقرار سعري وتوقعات بانخفاض نهاية نوفمبر الحالي

TT

أوضحت المصادر العاملة في توريد الأرز إلى السعودية، بأن حجم الاستهلاك لتأدية زكاة الفطر هذا العام سيبلغ 54 ألف طن، تمثل نحو 18 مليون عبوة فطرة تبلغ حجم العبوة الواحدة 3 كيلو بالمكيال الشرعي، مشيرين إلى توقعهم بأن تبلغ التكلفة الإجمالية لحجم زكاة فطر السعوديين نحو 53 مليون دولار (198 مليون ريال)، تمثل نحو 15 في المائة من إجمالي ما يستهلك من الأرز سنويا داخل السعودية. وكشف العاملون بأن حركة التصنيع الأولية للأرز شبه منعدمة في السعودية وسط اهتمام الشركات الهندية والباكستانية والمصدرين الآخرين بالقيام بجميع عمليات التصنيع والاكتفاء بالتصدير إلى السعودية بسلعة جاهزة تماما، كاشفين عن صرف كبير من قبل التجار والموردين للاستفادة من الإعلانات التجارة خلال هذه الفترة. وأكد محمد الشعلان، مدير عام شركة عبد الرحمن وعبد العزيز الشعلان، ثبات أسعار الأرز عند مستوياته التي وصل إليها بداية هذا العام، بالرغم من زيادة الطلب عليه في شهر رمضان، متوقعا انخفاض أسعار الأرز خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي مع ظهور الإنتاج الجديد لهذا المحصول، وتوقع توفر كميات كبيرة من الأرز في مخازن التجار. وقال الشعلان: «إن الزيادة كانت بداية العام الجاري وسط ارتفاع سعر الشحن والتأمين وكذلك زيادة الصادرات الهندية وتوسعها خارجيا، خاصة المتوجهة إلى أوروبا بعد أن نجحت الأوساط التصديرية الهندية في فتح أسواق جديدة لها هناك»، مضيفا أن من أسباب الزيادة التي طرأت أول العام ارتفاع العملة الهندية أمام الدولار. وكشف الشعلان، أن نحو 70 في المائة من مبيعات الأرز الشائعة في الأسواق السعودية خلال هذه الفترة من فئة الأكياس صغيرة الحجم (كيلو) مع تفضيل شرائح واسعة أخيرا بالاكتفاء بكميات يومية أو أسبوعية عوضا عن احتواء كميات كبيرة كما كان في السابق، مبينا أن الأسعار الحالية في السوق تتراوح بين 140 و150 ريالا للكيس البالغ وزنه 45 كيلوغراما من الدرجة الأولى، في حين تبلغ أسعار أكياس 25 كيلوغراما نحو 90 ريالا، أما الأكياس ذات الوزن 10 كيلوغرامات فيبلغ سعرها 35 ريالا، في حين يبلغ سعر العبوة ذات الوزن 5 كيلوغرامات بنحو 17 ريالا، أما عبوة الفطرة فيبلغ حجمها 3 كيلوغرامات، وقيمتها 11 ريالا. من جانبه، يقول زكريا ندى، مدير التسويق بثلاجات الحماد للأغذية، بأن عمليات الإنتاج في السعودية محدودة جدا، حتى أنها لا تذكر، بل يكتفي جميع التجار والموردين بالاستيراد الجاهز من الموانئ مباشرة إلى المخازن ومن ثم التوزيع مباشرة. وأكد زكريا بأن الشركات الموردة زادت خلال موسم هذا العام من الصرف الإعلاني والدعائي عبر مختلف الوسائل من إذاعة، وتلفزيون، ولوحات شوارع ثابتة ومتحركة، مشيرا إلى أن الصحف استحوذت على النسب الأكبر بين تلك الإعلانات نتيجة فائدتها للشركات الموردة حيث تتزايد الاتصالات من الموزعين، وفي ذات الوقت تعرف شرائح المستهلكين على المنتج.

ولفت ندى، علما أن منتجهم أرز الجزيرة يتصدر على نسبة الاستهلاك في المنطقة الشرقية، الى أن تزايد أعداد ما يطرح الموردون من أنواع الأرز في السوق تدفع أحيانا إلى الاستفادة من الآلة الإعلامية المتوفرة، لا سيما أن زكاة الفطر تمثل موسما بيعيا قويا للنشاط استيراد الأرز، مضيفا أن من بين ما استجد من الوسائل الإعلانية هي استئجار مساحات بالمتر المربع في المراكز التجارية الكبرى كالهايبر ماركت، والأسواق المركزية الضخمة.

وأفاد مدير التسويق بثلاجات الحماد للأغذية لـ«الشرق الأوسط»، بأن أحدث الطرق الدعائية هي وضع أكياس الأرز بجميع أحجامها على الأرض في تلك المراكز التجارية المركزية لاستغلال فرصة كثافة حضور العائلات والمتسوقين إجمالا، مشيرا إلى أن هذه الطريقة ضمن الوسائل المفيدة والناجحة حيث يمكن للمستهلك لمس السلعة وتحريكها، والاطلاع عليها عن قرب، وتقريب فرصة شرائها بعد ذلك. من جهته، أوضح زيد المشهور، مدير مبيعات الأرز بشركة أركوما في حديثه لـ «الشرق الأوسط» حول الإنتاج، بأن الحركة الصناعية لإنتاج الأرز في السعودية ضعيفة ولا تضم إمكانيات عالية في عمليات الإنتاج النهائي، مفيدا بأن الشركات التي تعمل في المنطقة الشرقية والغربية من السعودية انحصرت إلى حد كبير في تسويق أنواع الأرز، ولم يتم السماع عن نشاطاتها مطلقا في الآونة الأخيرة.

وقال المشهور بأن ما تقوم به المؤسسات والشركات السعودية هو فقط تسويق وتوزيع أطنان الأرز القادمة في أنحاء السعودية، لافتا إلى أنه لا بد من الإشارة إلى أن الموردين السعوديين هم أبرز المتعاملين وأكثرهم دقة في معايير اختيار أصناف الأرز وتسويقه في منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام.

يذكر بأن الاستهلاك العام للأرز تنامى هذا العام 2005 بشكل ملحوظ خاصة وسط دخول الجاليات المختلفة العاملة في السعودية في حجم الاستهلاك بشكل واضح وزيادة أعداد المطاعم الشعبية، فرفع حجم ما يستهلكه السعوديون من الأرز حاليا مليون طن سنويا لجميع أنواع الأرز. ويقدر حجم استهلاك الفرد في السعودية بنحو 123 غرام يوميا، تمثل معدل استهلاك سنوي بنحو 45 كيلوغرام من الأرز، حيث تمثل الوجبة الرئيسية في البلاد، وهو ما يفسر نجاح مشاريع المطاعم الشعبية وأرز البخاري في أنحاء السعودية.