بيروت تشهد أكبر معرض اقتصادي أميركي بحضور 314 شركة في مختلف القطاعات

«صنع في أميركا 2006» ينطلق للمرة الثالثة على التوالي وسط اهتمام واشنطن بتنمية التجارة مع لبنان

TT

شهدت بيروت تظاهرة اقتصادية أميركية ضخمة من خلال معرض «صنع في أميركا 2005» الذي افتتحه مساء اول من امس، السفير الاميركي لدى لبنان، جيفري فيلتمان، وحضرت خصيصا من واشنطن للمشاركة في حفل الافتتاح، نائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى اليزابيت ديبل.

314 شركة اميركية، «افترشت» أرض مركز بيال الضخم للمعارض والمؤتمرات. والقاعة غصت بالحضور الرسمي والعادي. وقد تمثل رئيس الوزراء بوزير الخارجية فوزي صلوخ، وحضر كل من وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد، ووزير المال فؤاد السنيورة، ووزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوغاسبيان.

يقام المعرض للسنة الثالثة على التوالي، إلا انه يتميز هذا العام بضخامته والعدد الكبير للشركات المشاركة فيه، ومن أبرز المشاركين، شركة فورد للسيارات، وشركة 3M ، وسيسكو، وعدد من شركات المواد الغذائية، اضافة الى عدد من المدارس والجامعات والمراكز التعليمية الاميركية في لبنان، كمدرسة انترناشونال كولدج، والجامعة اللبنانية ـ الاميركية، ومركز الاميديست.

وفي كلمة ألقاها عقب الافتتاح، شدد السفير الاميركي على متانة العلاقات اللبنانية ـ الاميركية والدعم الاميركي للبنان، قائلا: «حقق المعرض هذه السنة رقما قياسيا كونه الاضخم منذ انطلاقته، إذ شاركت فيه 314 شركة، ما يعكس تفاؤل مجتمع الاعمال الاميركي بقدرات لبنان الاقتصادية. وتولي الولايات المتحدة أهمية كبيرة لعلاقتها بلبنان وتلتزم على الدوام العمل مع الحكومة والشعب في هذا البلد من أجل تحقيق حلمهم بوطن ينعم بالاستقرار والازدهار والديمقراطية». وأضاف: «ان حضور نائبة مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط، اليزابيت ديبل، هنا هذه الليلة يبرز التزام أميركا تجاه لبنان. شكرا لك ليز لمجيئك من واشنطن للمشاركة في هذا الحفل الخاص بافتتاح صنع في اميركا».

يقام المعرض برعاية غرفة التجارة الاميركية ـ اللبنانية، ومطبعة رعيدي، وشاركت فيه غرفة التجارة العراقية ـ الاميركية.

يذكر ان المعرض يتخذ هذا العام أهمية اقتصادية وسياسية، على حد سواء، تتجلى بتضاعف الاهتمام الاميركي بلبنان في ظل التغيرات السياسية الحاصلة منذ فترة.

وذكرت وكالة «ا.ف.ب»، أمس، بأن المشاركة الكثيفة في معرض «صنع في اميركا»، والذي نظم في بيروت يعتبر الحضور الاميركي هو الاختراق التجاري للولايات المتحدة في السوق اللبنانية ورغبة واشنطن في دعم عملية الاصلاح في لبنان.

ويعود سبب هذه المشاركة الاميركية القوية الى ارتفاع سعر صرف اليورو في مقابل الدولار، مما أدى عام 2004 الى زيادة الصادرات الاميركية.

وتشير الاحصاءات اللبنانية الى ان الصادرات الاميركية الى لبنان ازدادت من 431 مليون دولار عام 2003 الى 553 مليون دولار العام الماضي أي بارتفاع بنسبة 28%.

أما الاحصاءات الاميركية فتشير الى ان هذه الزيادة هي بنسبة 47%.

وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الخامسة في لائحة الدول المصدرة الى لبنان (مع حصة في السوق بنسبة 6% عام 2004) بعد ايطاليا وفرنسا والصين والمانيا، في حين ان الشركات الاوروبية فازت بمعظم استدراجات العروض التي طرحتها الحكومة اللبنانية في السنوات الاخيرة.

وبصورة عامة، تشكو الولايات المتحدة من عدم وجود اتفاق اقتصادي او تجاري يربطها بلبنان على غرار الشراكة الاوروبية ـ المتوسطية، ومن الوضع السياسي الذي بدأ يتغير منذ انسحاب القوات السورية اواخر نيسان (ابريل) اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

لكن المشاريع الاستثمارية في لبنان عديدة، وقد أعد مجلس الانماء والاعمار برنامجا استثماريا بقيمة نحو 3.6 مليار دولار.

وتسعى واشنطن الى تكريس دعمها للبنان من خلال المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد اللبناني الذي سيعقد مبدئيا قبل نهاية السنة برعاية الولايات المتحدة الى جانب الاتحاد الاوروبي وبعض المؤسسات الدولية كالبنك الدولي.