مصادر: انشقاق بين كتلة الاقتصاد والتنمية

مفاجآت اللحظة الأخيرة تتدخل في انتخاب نواب رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين

TT

شكلت انتخابات المجلس الجديد لغرفة تجارة وصناعة البحرين، والتي جرت أمس خلال أول اجتماع لمجلس الإدارة الجديد، مفاجأة كبرى للمتابعين وبدا أن اختلافات وانقسامات بين الأعضاء أنفسهم تسببت في تغيير لبعض المناصب التي كان قد تم الاتفاق عليها مسبقا بشكل مبدئي، وكانت المفاجأة في استبعاد رجل الأعمال عادل العالي وعدم انتخابه نائب أول للرئيس، بالرغم من حصوله على أعلى الأصوات خلال المرحلة الانتخابية إضافة إلى ما أشيع عن التفاهم الذي توصل إليه أعضاء كتلة الاقتصاد والتنمية، التي ينتمي إليها العالي و12 عضوا آخر من أعضاء المجلس الثمانية عشر، بتزكيته كنائب أول للرئيس. وخلال الجلسة المغلقة لمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين في اجتماعه الأول في الدورة 26 صباح أمس اختار المجلس الدكتور عصام عبد الله فخرو رئيساً للغرفة بالتزكية، في حين تم انتخاب إبراهيم محمد علي زينل نائباً أول، واختيار الدكتور نزار صادق البحارنة نائبا ثانيا بالتزكية، كما أنتخب المجلس كل من جهاد حسن بوكمال أميناً مالياً، وصقر شاهين صقر شاهين نائباً للأمين المالي، وتم تزكية شريف محمد احمدي وعادل حسين المسقطي لعضوية هيئة المكتب.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن التفاهم كان قد جرى مسبقا لتزكية الدكتور عصام فخرو لمنصب الرئيس وعادل العالي نائب أول وابراهيم زينل، الذي يعد أقدم الأعضاء باعتبار أن هذه الدورة هي الخامسة على التوالي له في المجلس، كنائب ثان، إلا أن دخول الدكتور نزار البحارنة على الخط برغبته بترشيح نفسه كنائب ثان أمام ابراهيم زينل، دفع بالأمور لترشيح زينل نفسه كنائب أول أمام عادل العالي، وأمام اصرار العضوين تم طرح الأمر للانتخاب حيث تمكن ابراهيم زينل من كسب منصب نائب الرئيس بأحد عشر صوتا مقابل سبعة أصوات لعادل العالي.

ووفقا لمعلومات تحصلت عليها «الشرق الأوسط» فإن هناك خلافات غير معلنة بين أعضاء كتلة الاقتصاد والتنمية بعد أن قام ستة من الأعضاء قبل موعد الانتخابات بوقت قصير من التنسيق مع كتلة أخرى، وهو الأمر الذي اعتبره الأعضاء الآخرون في كتلة الاقتصاد والتنمية خروجا عن روح الكتلة، وبالرغم من محاولة الكتلة التكتم على هذا الانشقاق الذي حدث في اللحظة الأخيرة، إلا أن عددا من الأعضاء عبروا عن غضبهم لهذه المحاولة لكسب المزيد من الأصوات على حساب الكتلة نفسها، وهو الأمر الذي تسبب في الخلاف على اختيار نواب الرئيس.

إلى ذلك، وفي أعقاب أول اجتماعات المجلس الجديد، أعرب الدكتور عصام عبد الله فخرو عن تقدير واعتزاز أعضاء مجلس الإدارة للثقة الغالية التي حظوا بها من قبل الأسرة التجارية والصناعية بانتخابهم مجلس الإدارة للدورة 26، وقال إن إقبال الأعضاء على المشاركة في هذه الانتخابات يدل على فعالية وحيوية الشارع التجاري واهتمام رجال الأعمال بالغرفة وبتطوير الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وأضاف رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين بأن جميع أعضاء مجلس الإدارة على الرغم من أنهم جاءوا ككتل انتخابية مختلفة، إلا أنهم بعد فوزهم تعهدوا بالعمل كفريق عمل واحد متجانس ومتكامل من أجل مصلحة الغرفة وأعضائها والقطاع التجاري، مؤكداً بأن المجلس في اجتماعه الأول قد عبر عن اهتمامه البالغ بأن تركز الغرفة على الالتحام بصورة أكبر بقضايا وهموم القطاع الخاص، وأن المجلس سوف يركز ضمن أولويات عمله على الارتقاء بمستوى علاقة التواصل والتعاون بين الغرفة وأعضائها، مضيفاً أن حماس وصدقية أعضاء مجلس الإدارة، والدماء الجديدة التي دخلت المجلس، والتمازج بين أهل الخبرة والاختصاص والفكر الجديد لا شك أنه سينعكس بصورة إيجابية على المسيرة المقبلة للغرفة.

وأكد رئيس مجلس إدارة الغرفة عن اهتمام المجلس بتطوير التعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية في الفترة المقبلة، والوصول بهذا التعاون إلى المستويات والآفاق التي تفرضها مقتضيات المرحلة الراهنة والمقبلة، «خاصة أن مجلس التنمية الاقتصادية كما أعلن يوم الخميـس الماضي يعكف حالياً على وضع رؤيـة مستقبلية لاقتصاد البحرين، بالإضافة إلى توليـه مسؤولية مشاريع ذات أهمية بالغة في مقدمتهـا مشروع الإصلاح الاقتصادي، ومشروع إصلاح سوق العمل، ومشــروع إصلاح منظومة التعليم والتدريب، وإلى جانب مشـــروع تطوير القطاع السياحي، وتطوير وتعزيز دور بنك البحرين للتنمية، ومشروع التخطيط الاستراتيجي الشامل للأراضي وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات التجارية ومشروع إنشاء الشركة الحكومية القابضة»، وهي مشاريع وتوجهات اعتبرها فخرو لا بد أن تشرك الغرفة كممثلة للقطاع الخاص المعني في الإطلاع عليها وإبداء المرئيات بشأنها، والغرفة تعرب عن أملها بأن لا يغيب ذلك عن بال مجلس التنمية الاقتصادية. ليجعل الغرفة متفاعلة معه بالرأي والدراسة والتوصية والموقف وإيصال صوت رجال الأعمال وآرائهم وتطلعاتهم إلى صانعي القرار ومعاونتهم على رسم الطريق السليم.

كما عبر الدكتور عصام فخرو عن أسفه لعدم تمكن أي من سيدات الأعمال من الفوز في انتخابات الغرفة، مؤكداً بأن مجلس الإدارة لن يتردد في دعم ومساندة قطاع سيدات الأعمال في كل فعاليات وبرامج الغرفة، وكذلك دعم جهود الشيخة سبيكة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في مجال تعزيز دور ومكانة المرأة البحرينية.