قرر البنك المركزي الاوروبي امس رفع أسعار الفائدة للمرة الاولى منذ خمس سنوات لينضم بذلك الى بنوك مركزية كبرى أخرى في انهاء فترة الائتمان الرخيص التي أعادت النمو الاقتصادي العالمي. ورغم مطالب الساسة بعدم رفع الفائدة لان ذلك سيهدد الانتعاش الوليد في منطقة اليورو قرر البنك المركزي رفع سعر اعادة التمويل القياسي بواقع ربع نقطة مئوية الى 2.25 في المائة.
وكانت أسواق المال توقعت هذه الخطوة بعد ان قال رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه قبل أسبوعين ان البنك مستعد لزيادة أسعار الفائدة بدرجة معقولة لينهي بذلك فترة انخفاض أسعار الفائدة في منطقة اليورو الى مستوى قياسي التي استمرت عامين ونصف العام.
ويتزامن هذا القرار مع تحسن بطيء في اقتصاد منطقة اليورو التي تضم 12 دولة وتزايد المخاوف بين البنوك المركزية من المخاطر التضخمية التي نجمت عن ارتفاع أسعار النفط وانخفاض اسعار الفائدة.
وكانت اخر مرة رفع فيها البنك المركزي الاوروبي أسعار الفائدة في أكتوبر (تشرين الاول) عام 2000 ولم يغيرها منذ خفضها الى 2.0 في المائة في يونيو (حزيران) عام 2003.
وقال البنك المركزي انه رفع سعر الاقراض الحدي الذي تستخدمه البنوك في حالات الطوارئ للحصول على سيولة مالية لاجل ليلة بواقع ربع نقطة الى 3.25 في المائة. كما رفع سعر الايداع الذي يستخدم لامتصاص السيولة الزائدة من السوق بالقدر نفسه الى 1.25 في المائة. ويبدأ سريان هذه التعديلات في السادس من ديسمبر (كانون الاول) الحالي. وعلى النقيض من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) فان البنك الاوروبي لا يعتزم مواصلة رفع الفائدة تدريجيا شهرا بعد شهر. وقال تريشيه في مؤتمر صحافي بعد اعلان البنك أول زيادة في أسعار الفائدة منذ خمس سنوات «سنستمر في مراقبة جميع التطورات عن كثب فيما يتعلق بالمخاطر التي تكتنف استقرار الاسعار». وأضاف أن البنك المركزي سيطلع على أي معلومات أخرى تتاح له قبل اتخاذ أي قرارات جديدة.
وعلى اثر هذه الانباء تراجع اليورو لادنى مستوياته خلال التعاملات امس امام الدولار. وتراجع اليورو الى نحو 1.1715 دولار. وبلغ اليورو 1.1716ـ1.1718 دولار. وبلغ الاسترليني 1.7272-1.7275 دولار. وقفز الدولار الى أعلى مستوى في 28 شهرا أمام الين امس متجاوزا مستوى 120 ينا وامام الين بلغ الدولار 120.70 ين. وامام الفرنك السويسري بلغ الدولار 1.3198 ـ 1.3200 فرنك. وتضرر الين من تراجع التوقعات برفع أسعار الفائدة اليابانية عن مستوى الصفر وذلك في ضوء تحذير وزارة المالية اليابانية لبنك اليابان المركزي من اخذ خطوة سابقة لاوانها.
من ناحية اخرى ارتفع سعر الذهب في العقود الاجلة الى اعلى مستوياته في 23 عاما خلال التعاملات الصباحية في بورصة نيويورك السلعية كومكس امس مدعوما بموجة شراء من جانب صناديق استثمار بعد ان تجاوزت الاسعار هذا الاسبوع مستوى 500 دولار للاوقية (الاونصة).
وزاد سعر الذهب في عقد فبراير (شباط) في كومكس 3.80 دولار الى 502.50 دولار مسجلا اعلى مستوى لعقود الذهب الاجلة منذ فبراير (شباط) 1983. ووجد الذهب اقبالا من جانب صناديق التحوط التي تتحول الى السلع لتعزيز مراكزها. تحدد سعر الذهب في جلسة القطع المسائية في لندن امس عند 499.75 دولار للاوقية ارتفاعا من 494.40 دولار في جلسة القطع الصباحية. وعلى صعيد اسواق المال والبورصات العالمية ارتفع مؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية 1.74 بالمائة ليغلق فوق مستوى 15 الف نقطة للمرة الاولى في خمس سنوات مع اقبال المستثمرين على شراء أسهم شركات الشحن البحري والتشييد وأسهم أخرى يعتقد المتعاملون أنها تخلفت عن موجة الصعود الاخيرة. وكان سهم «ادفانتست كورب» أكبر مساهم في ارتفاع نيكي كما صعدت اسهم اخرى متصلة بصناعة اشباه الموصلات بعد مكاسب مؤشر ناسداك المركب في الولايات المتحدة امس. ودفع المستثمرون الذين يسعون وراء مكاسب على المدى القصير سهم سوفتبنك كورب للارتفاع 6.2 بالمائة ليصل الى 10240 ينا.
وزاد مؤشر نيكي 258.35 نقطة ليغلق على 15130.50 نقطة مسجلا أعلى مستوى اغلاق منذ 13 اكتوبر (تشرين الاول) 2000. وصعد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.54 بالمائة الى 1559.81 نقطة مسجلا أعلى مستوى اغلاق منذ 17 يوليو (تموز) عام 2000 بحسب ما جاء في وكالة الانباء الالمانية.
وصعدت الاسهم الاوروبية 1 في المائة امس بعد ان رفع البنك المركزي الاوروبي اسعار الفائدة لاول مرة في خمس سنوات بمقدار 25 نقطة أساس الى 2.25 في المائة. وارتفع مؤشر يوروفرست ـ300 المؤلف من أسهم كبرى الشركات الاوروبية 1.06 في المائة الى 1249.2 بما يقل قليلا عن أعلى مستوياته في ثلاث سنوات ونصف السنة عند 1255.12 نقطة الذي بلغه يوم الاثنين. وزاد ايضا مؤشر يوروستوكس ـ50 الاضيق نطاقا 1.08 في المائة الى 3484.3 نقطة.
وواصلت الاسهم الأميركية صعودها في التعاملات الصباحية في وول ستريت امس وارتفع مؤشر ناسداك اكثر من 1 في المائة بعد ان اظهر مقياس اقتصادي رئيسي ان التضخم ربما يكون قيد السيطرة وساد اعتقاد بين المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) ربما يوقف على الارجح دورة رفع اسعار الفائدة. وزاد مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية 0.75 في المائة الى 10887.27 نقطة. وصعد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 9.43 نقطة أي 0.75 في المائة الى 1258.86 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك لاسهم شركات التكنولوجيا 23.45 نقطة بنسبة 1.05 في المائة الى 2256.27 نقطة