قالت سورية أمس انها قررت الانتقال الى تعويم محكوم لعملتها الليرة، مشيرة الى ان ذلك علامة على الثقة رغم الاتهامات الموجهة الى مسؤولين سوريين بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
ونقلت «رويترز» عن عبد الله الدردري نائب رئيس الوزراء للصحافيين قوله «قررنا أمس الانتقال الى تعويم محكوم لليرة السورية».
وقال الدردري «ان هذا مؤشر قوي على الثقة في ظل أزمة سياسية»، موضحا ان التحرك نحو تعويم محكوم لليرة السورية هو مؤشر على الثقة في الذات من جانب سلطات النقد السورية، وأضاف «أنه يعد جزءا من حزمة اصلاح اقتصادي أكبر سيتم عرضها في العاشر من ديسمبر (كانون الاول). وبلغ سعر العرض والطلب لليرة السورية مقابل الدولار 51.91-52.51.
وكانت الحكومة السورية قد عززت من مسيرتها الاصلاحية الاقتصادية عبر اصدار مجموعة جديدة من القرارات النقدية بهدف احتواء الضغوط الحالية وأية ضغوط أخرى على سعر صرف الليرة. كما اشتملت القرارات الجديدة على رفع أسعار الفائدة ومنح المصارف مرونة إضافية في تحديد هوامشها كخطوة إضافية نحو تحرير أسعار الفائدة في سورية، إلى جانب توسيع عمليات التمويل ما بين المصارف operations Inter Bank لتوفير التمويل اللازم للمصارف السورية العامة والخاصة للقيام بتمويل التجارة والاستثمار بدون أن يؤثر ذلك على مجمل الكتلة النقدية في السوق. وجاء القرار الأخير ليسمح للمرة الأولى باستخدام البنكنوت في تمويل التحويلات المصرفية ضمن سقوف معينة وضوابط محددة في إطار تطبيق تعليمات هيئة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وجاء القرار الأهم بطرح المصارف العاملة شهادات الإيداع القابلة للتداول التي كانت السلطات النقدية قد أقرتها سابقاً على الاكتتاب العام بفائدة 9 % لمدة سنة واحدة و 9.5 % لمدة سنتين و10 % لمدة ثلاث سنوات وبشرائح تبدأ من 500 ألف ليرة سورية إلى 50 مليون ليرة. من جانب اخر صرح عبد الله الدردري أمس «ان سورية وافقت على صفقة بقيمة 1.2 مليار دولار مع الصين لبناء مصفاة في شرق سورية وانها تجري مباحثات مع روسيا لاقامة مجمع للبتروكيماويات والتكرير باستثمارات قدرها 2.4 مليار دولار».
وقال الدردري للصحافيين أثناء زيارة الى لندن ان دمشق تجري أيضا محادثات مع شركة توتال الفرنسية لبناء مصفاة تكرير أخرى، وذكر «ان سورية وقعت بالفعل مذكرة تفاهم مع شركة سي.ان.بي.سي النفطية التابعة للحكومة الصينية لبناء مصفاة بطاقة انتاجية 140 ألف برميل يوميا في دير الزور»، وأضاف «انه قد يتم الترخيص لها قبل نهاية العام أو بعده».