منظمة التجارة العالمية في مفترق طرق

قبيل اجتماعها في هونغ كونغ الأسبوع المقبل

TT

جنيف ـ د.ب.أ: عندما تعقد منظمة التجارة العالمية مؤتمرها الوزاري في هونغ كونغ منتصف الشهر الحالي، فان مستقبلها نفسه سيكون عرضة للخطر. ولقد صارت المنظمة التي ولدت قبل 10 سنوات بمثل ما هي عليه الآن من قوة لأن ما من احد يستطيع الالتفاف حولها. ومن المقرر أن تصبح السعودية العضو رقم 149 يوم السبت القادم وقد انضمت الصين قبل أربع سنوات وتقرع روسيا الابواب الآن.

وتحيط مشاعر البغض بالمنظمة لأنها تمثل أيديولوجية التجارة الحرة، والايديولوجيات عادة ما تحارب بأيديولوجيات أخرى. بيد أن ثمة دبلوماسيين في مقر المنظمة في جنيف يكادوا يجمعون علي انه لو لم توجد المنظمة في الواقع لكان قد تعين اختراعها. لماذا؟ لأنها عميقة الديمقراطية. فمن الناحية النظرية يمكن لاي بلد صغير أن يتصدى للبلدان الكبيرة. والقرارات يتعين أن تتخذ بالاجماع.

وقد تأسست منظمة التجارة العالمية في الاول من يناير (كانون الثاني) عام 1995 لتحل محل منظمة الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفات الجمركية (جات). وتتبع المنظمة قواعد يتعين علي عمالقة التجارة من قبيل الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الاوروبي الالتزام بها. ويستطيع أي بلد أن يحيل القوى الكبرى إلى محكمة التحكيم ومرة أخرى يستطيع من الناحية النظرية أن يكسب القضية.

بيد أن الدول الغنية يكون لها في الغالب رأي أحادي الجانب في تحرير التجارة، وهو اتهام توجهه الدول النامية والمنظمات غير الحكومية. فهي في الوقت الذي تطالب فيه بحرية الوصول إلى أسواق الآخرين فانها اما تغلق أسواقها هي أو تدعم الصادرات إلى حد أن الدول الفقيرة لا تستطيع المنافسة في السوق العالمية.

ومع ذلك فان ممثلي الدول الاصغر يقرون الآن بأن الدول الفقيرة صار لها الآن صوتا في التجارة العالمية لم يكن مسموعا من قبل. ويحشد أعضاء منظمة التجارة العالمية أنفسهم في مجموعات.

فهناك مجموعة الـ20 علي سبيل المثال والتي تتصدرها الدول ذات النمو الاقتصادي السريع مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا والصين. ونسقت هذه المجموعة مع بلدان افريقية اجتماع منظمة التجارة العالمية في المكسيك عام 2003.

وفي هونغ كونغ أيضا فان ما من شيء علي الارجح سيتم من دون رغبتها. ولن تكون منظمة التجارة العالمية قوية إلا إذا أراد لها أعضاؤها ذلك. وهذا ما يشار إليه دائما في مقر المنظمة في جنيف. ويعرف باسكال لامي، مدير عام المنظمة، كافة خدع التجارة الدولية. ومن المعتقد أنه سيكون بمقدوره التوسط من اجل الوصول إلى حل وسط في هونغ كونغ يضع خاتمة للجولة الحالية من المفاوضات.

يقول دبلوماسي غربي ويتفق معه في الرأي كثير من زملائه «إذا لم ينجح فان المنظمة ستصبح بطة عرجاء. ومن الواضح بالفعل أن الدول الفقيرة ستكون هي الخاسرة».