«فودافون» البريطانية تفوز بمزاد شراء «تلسيم» التركية للاتصالات بعرض 4.55 مليار دولار

في ختام منافسة قوية مع شركة الاتصالات الكويتية

TT

فازت المجموعة البريطانية العملاقة الناشطة في مجال الاتصالات «فودافون» امس بالمزاد الذي طرح لبيع شركة «تلسيم» التركية الثانية في تشغيل الهاتف الجوال في تركيا، وذلك بعرضها 4.55 مليار دولار (3.81 مليار يورو). واستحوذت «فودافون» امس على شركة «تلسيم» في مزاد علني وذلك في دفعة جديدة لحملة تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي لجذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية.

وقد فازت «فودافون» التي تستوعب حوالي 165 مليون مشترك في العالم حيث قدمت أكبر سعر اذ عرضت مبلغ 4.55 مليار دولار في مزاد مفتوح بثه التلفزيون التركي مباشرة، وفي ختام منافسة حادة مع شركة «ام تي سي» الكويتية للاتصالات التي قدمت عرضا بقيمة 4.53 مليار دولار، وجاءت في المركز الثاني. وكان صندوق تأمين ايداعات الادخار التركي قد حدد سعرا مبدئيا أدنى لبيع «تلسيم» بواقع 2.8 مليار دولار.

وفي بيان مقتضب قال أندري سوكول، الذي تحدث باسم «فودافون»، إن الوقت مبكر جدا للحديث عن أي خطط مفصلة بشأن مستقبل «تيلسم». وقالت «فودافون» في بيان إنها ستنفق نحو مليار دولار اضافية في الاجل القصير على «تلسيم» التي يتوقع أن تمنى بخسارة صافية فيما بين الاجلين القصير والمتوسط. ومن المتوقع أن تقلل الصفقة من نصيب سهم شركة «فودافون» من أرباحها في تلك الفترة رغم أنها لا يتوقع أن تؤثر على برنامجها لاعادة شراء أسهمها من السوق أو على تصنيفها الائتماني.

من جهته اشار تيم اش من «بير ستيرنز انترناشيونال» في تقرير عن الصفقة ان السعر جاء مطابقا لادنى التوقعات التي وصل بعضها الى سبعة مليارات دولار.

وكانت «تلسيم» قد انتقلت الى سيطرة الدولة التي وضعت في فبراير (شباط) 2004 يدها على 219 شركة تملكها عائلة اوزان. ويعود بيع هذه الاملاك لتغطية الديون المتراكمة على «ايمار بنك» الذي تملكه العائلة نفسها ايضا والذي اشهر افلاسه عام 2003 اثر فضيحة تزوير واسعة النطاق.

وقد شاركت في المزاد كل من الشركة المصرية «اوراسكوم» والاماراتية «اعمار بروبرتيز» اللتين انسحبتا اثناء المزاد الشفهي بدون تقديم عرضيهما. اما بالنسبة الى الشركتين الروسية «سيستيما» والاماراتية «اتصالات»، فقد تم الغاء مشاركتهما اعتبارا من مرحلة العروض الخطية التي تسبق المزاد الشفهي.

وخلال العام الاخير نشطت خطوات تنفيذ برنامج الخصخصة التركي الذي يمثل عنصرا رئيسيا في اتفاقها مع صندوق النقد الدولي على قروض مشروطة بقيمة عشرة مليارات دولار الامر الذي كان سببا في اجتذاب مزيد من المستثمرين الاجانب. كما ساعد بدء محادثات تركيا بشأن الانضمام للاتحاد الاوروبي في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي في دعم صورة تركيا كدولة ذات اقتصاد مستقر.

وعملية بيع «تلسيم» هي احدى الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لجذب الاستثمارات الاجنبية الى تركيا وهو هدف تعتبره الحكومة التركية حيويا لضمان نجاح خطة الاستقرار الاقتصادي المدعومة من صندوق النقد الدولي والرامية الى تقريب تركيا من معايير الاتحاد الاوروبي الذي ترغب تركيا في الانضمام اليه. وتحتاج عملية البيع حاليا الى موافقة صندوق تأمين ودائع الادخار المكلف ادارة «تلسيم» منذ وضع اليد عليها.

وتسيطر «تلسيم»، مع 9.7 مليون مشترك في تركيا التي يزيد عدد سكانها على 70 مليون نسمة، على حوالي 25% من السوق المحلية للهاتف الجوال بحسب إحصاءات الشركة التي توظف نحو ألفي شخص، ويبلغ معدل انتشار الهاتف الجوال في تركيا نحو 60 في المائة .