الدول النامية تسعى لتكوين تحالف تجاري جديد في هونغ كونغ

TT

أصرت الدول النامية، التي تمثل أكثر من 70 بالمائة من الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية، وعددها 149 دولة، امس على أن أي اتفاق تجاري عالمي يجب أن يحقق مصالحها.

وفيما قد يكون الخطوة الاولى باتجاه تأسيس تحالف جديد للدول النامية، قالت الدول وعددها 110 انها ستعمل معا على تطوير موقف مشترك، بشأن القضايا التي تشملها جولة الدوحة لمحادثات تحرير التجارة.

ويضم التحالف الوليد، مجموعة العشرين، التي تقودها البرازيل والهند التي برزت كقوة مؤثرة في محادثات التجارة العالمية مع مجموعة التسعين، التي تمثل الدول النامية الاكثر فقرا والتي تعتمد على استيراد الغذاء. وهذه التجمعات هي مجموعة الـ20، ومجموعة الـ33، ومجموعة افريقيا، ومجموعة الدول الأقل نموا، ومجموعة افريقيا والكاريبي والهادي. وقد وعدت دول افريقيا الوسطى والغربية أيضا بالدفاع عن مصالحها المشتركة كجبهة واحدة.

وقد التقى خمسة من زعماء تحالفات من الدول النامية، من أجل تشكيل كتلة أكبر للتأثير في قضايا، مثل الزراعة والقطن والتجارة العالمية، متجددة في وجه الضغط الواقع عليها من الدول الصناعية التي تحاول ممارسة نفوذها لفتح أسواق جديدة في لقاء التجارة العالمي.

وقد وصف سيلسو أموريم وزير العلاقات الخارجية البرازيلي، وأحد محركي هذا التضامن الجديد، الحدث بأنه غير مسبوق في مؤتمر صحافي حيث قال: «إن هذه هي المرة الأولى التي نناقش فيها قضايانا المختلفة بين بعضنا بعضا، من دون أن ننتظر الآخرين ليقوموا بذلك معنا».

ومن بين المخاوف الرئيسية لهذه الدول الهبوط الشديد في أسعار القطن، بسبب المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمزارعي القطن الأميركيين.

ويجاهد الاجتماع الوزاري السادس لمنظمة التجارة العالمية، الذي يختتم أعماله يوم الاحد من أجل احراز تقدم بشأن قضايا أساسية في الجولة، منها الغاء الدعم الزراعي في الدول الغنية وخفض القيود على الواردات من المنتجات الزراعية والصناعية. وأشادت منظمات غير حكومية تدافع عن الدول النامية منها «اكشن ايد» في بريطانيا، بالخطوة قائلة انها ستزيد من ثقل الدول النامية في محادثات التجارة.

وقال أدريانو كامبلينا سوريس من منظمة «اكشن إيد» بالولايات المتحدة، الذي يراقب المؤتمر: «إذا حدث هذا التجمع فإن هذا الائتلاف يمكن أن يمثل إشارة على تغير رئيسي وجذري في منظمة التجارة العالمية؛ حيث سيصبح الأمر أصعب بكثير على الدول الغنية أن تحظى بقبول مطالبها سريعا في هذه المحادثات، إذا توحدت الدول الفقيرة وناصرت حقوق الشعوب الفقيرة».

وفي الجولة الحالية من محادثات منظمة التجارة العالمية تطالب الدول النامية، بإزالة التعريفات من أجل الحصول على وسيلة فعالة في الوصول إلى أسواق الدول المتقدمة، خاصة من أجل الصناعات التقليدية، مثل المنسوجات والأقمشة ومنتجات الجلود والأحذية وعدد كبير من المنتجات متوسطة التقنية.

وهذه الجرأة بين الدول النامية خلال الأيام الثلاثة الماضية من اللقاءات تمثل استراتيجية أكثر قدرة على المبادرة من الدول نفسها.