تخوف لدى مستثمري المواد الغذائية في السعودية من شمول المقاطعة الشعبية منتجات غير دنماركية

حملة مقاطعة المنتجات الدنماركية تشتد في الأردن ودعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية والألمانية

TT

تخوفت مصادر عاملة في سوق الأغذية السعودية من انخفاض في مبيعات المواد الغذائية، وخاصة في ما يخص الأجبان والحليب والمثلجات والمعلبات وسط استمرار حدة المقاطعة الشعبية على المنتجات الدنماركية جراء إساءات قامت بها صحيفة دنماركية محلية عبر رسومات كاريكاتورية ساخرة، شحنت معها مشاعر المسلمين عامة، حيث ترى المصادر أن مصدر القلق الذي ينتابها هو عدم تفريق بعض شرائح المقاطعين المنتجات الدنماركية من غيرها.

وترى المصادر أن هناك حركة هبوط بدأت تظهر على مبيعات بعض المنتجات والمعلبات المختلفة مع موجة الإحجام عن شراء المنتجات الدنماركية لاعتبارات تتمثل في عدم معرفة البعض بقائمة المنتجات المستهدفة أو التحرز من عملية الشراء خوفا من وجود شراكة دنماركية على البعض الآخر.

ويقول فادي حسين، مسؤول إداري من شركة العوجان للمنتجات الغذائية، إن التخوف من الصورة الذهنية الشاملة قد يطول بعض المنتجات المشابهة، إذ أن هناك أحاديث تناقشها إدارات الشركات المنتجة أو المستوردة حيال بعض المنتجات التي تشبه في شكلها الخارجي أو حتى في مظهر الأغلفة والألوان المقاربة لبعض ما تمت مقاطعته، مفيدا أن هناك مراقبة شديدة من قبل تلك الشركات لما يظهر في قوائم المنتجات المستهدفة في جميع وسائل الإعلام.

من جانبه، أوضح مصدر في إحدى الشركات المستوردة لمنتجات دنماركية (رفض الإشارة إلى اسمه) بأن الشركات المتضررة تخطط للقيام بمحادثات ومناقشات مع الشركات المصنعة للمنتجات الدنماركية في الدنمارك في حالة استمرار المقاطعة وبحث تسويات معينة للقيام بعملها في محاولة لتقليص أو تجنب أكبر حجم ممكن من الخسائر المتوقعة.

في هذه الأثناء اجتاحت موجة كثيفة شركات سعودية موردة وكذلك مصنعة لمنتجات غذائية مختلفة، للإعلان في وسائل الإعلام السعودية المحلية وخاصة المقروءة، إذ قامت تلك الشركات بالتأكيد على أن منتجهم محلي التصنيع وليس له علاقة لا من قريب أو بعيد بالدنمارك، في حين شددت شركات تقوم باستيراد منتجات حليب مجففة ذائعة الصيت على أنها ليست منتجات دنماركية وإنما هي من دولة مجاورة غير ذات علاقة، بينما قامت شركات أخرى متخصصة في البسكويت والزبد والبوظة بالتأكيد على أنها تكتل خليجي للتصنيع وليس لاسمها علاقة بالتصنيع الدنماركي على الإطلاق.

واحتلت تلك الشركات مواقع مهمة جدا في الصحف المحلية السعودية وقامت بعمل حجوزات كبيرة للمساحات تتخطى الربع صفحة ملون وكذلك نصف الصفحة في الصفحة الأولى أو الثالثة أو الأخيرة وما قبلها، وعمد البعض إلى الإفصاح وعبر خطابات الشركة داخل الإعلان بأنها منتج غير دنماركي فيما رفعت الأخرى شعارات تؤكد قدسية شخصية الرسول أو اقتطاع جزء من آيات قرآنية ورفضها لأي شيء يمس الدين الحنيف. الى ذلك اشتدت في الاردن حملة مقاطعة المنتجات الدنماركية لتمتد الى المنتجات الفرنسية والالمانية لاعادة صحف فيها نشر هذه الصور.

وأخذت هذه الحملة صورة ارسال الرسائل عبر الاجهزة الخلوية لمقاطعة هذه المنتجات وذكرها بالتفصيل وايضا الامتناع عن بيعها من قبل العديد من المحلات والمخازن التجارية الكبرى وامتناع المواطنين عن شرائها.

وسجلت مبيعات المنتجات الدنماركية تراجعا ملحوظا في الاسواق بسبب عزوف المواطنين عن شرائها وكذلك المستهلكين عن تداولها.

ويستورد الاردن من الدنمارك سنوياً بما قيمته 23.6 مليون دينار في حين تبلغ مستورداته من المانيا 542.3 مليون دينار وفرنسا 162. 5 مليون دينار.

ولم يظهر احمد رامي صاحب بقالة اي تقاعس في اتلاف السلع الدنماركية التي بحوزة بقالته، مشيرا الى ان المواطنين رفضوا اي تداول لهذه السلع واستبدلوها ببدائل اخرى محلية وعربية.

وقال المواطن محمد العوامله انه يمتنع عن شراء اي منتج مصنع في الدنمارك وفرنسا والمانيا لقناعته ان المقاطعة هي تعبير عن حالة الغضب التي اعترته بعد رؤيته للصور التي نشرتها الصحيفة الدنماركية واعادة نشرها من قبل صحف فرنسية والمانية.