موسكو تستضيف وزراء مالية مجموعة الثماني اليوم لأول مرة في تاريخها

أسعار النفط والاقتصاد العالمي سيتصدران جدول الأعمال

TT

تستضيف العاصمة الروسية موسكو اليوم الجمعة اجتماع وزراء مالية مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في أول حدث دولي كبير تستضيفه روسيا منذ توليها الرئاسة الدورية للمجموعة في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.

يمهد الاجتماع الوزاري الذي يستمر يومين الطريق أمام قمة المجموعة التي ستعقد في مدينة «سان بطرسبرج» الروسية في يوليو (تموز) المقبل حيث تجري مناقشة قضايا تأمين مصادر الطاقة والامراض المعدية والتعليم.

ومن المنتظر أن يناقش اجتماع وزراء المالية تأثير أسعار النفط المرتفعة على نمو الاقتصاد العالمي وقضايا الميزان التجاري والموازنة لدول المجموعة ومناقشة نتائج المؤتمر الوزاري لدول منظمة التجارة العالمي الذي عقد في هونج كونج في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وتضم مجموعة الثمانية الولايات المتحدة وكندا واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا التي انضمت إلى المجموعة التي ظهرت كمجموعة سباعية فقط قبل انضمام روسيا إليه في التسعينيات كوسيلة للتعبير عن الدعم الغربي للرئيس السابق بوريس يلتسين.

ولكن موقف روسيا داخل المجموعة الان أصبح أكثر قوة بعد تنامي دورها كمورد رئيسي للنفط والغاز في العالم.

ولن يشارك حكام المصارف المركزية في الدول الثماني في اجتماعات موسكو اذ سبق ان اجتمعوا في مطلع ديسمبر (كانون الاول) في لندن لتوديع رئيس الاحتياطي الفيدرالي الاميركي آلان غرينسبان.

ودعيت روسيا للمرة الاولى عام 1998 للمشاركة في المناقشات السياسية لمجموعة السبع (المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان) التي تحولت بهذه المناسبة الى مجموعة الثماني، في بادرة تقدير للرئيس بوريس يلتسين لجهوده من اجل احلال الديمقراطية في روسيا، غير انها لم تكن تشارك آنذاك سوى في جزء من الاجتماعات المالية.

وفيما يرى الكرملين في رئاسته لمجموعة الثماني هذه السنة محطة على طريق عودته الى صفوف القوى العظمى في العالم، ترتفع اصوات مشككة في هذه البادرة تجاه بلد لا يزال اقتصاده متواضعا ويشهد على الصعيد السياسي انحرافا الى السلطوية.

ودعا السناتور الجمهوري الاميركي جون ماكين السبت القادة الغربيين الى مقاطعة قمة رؤساء دول مجموعة الثماني المقرر عقدها في تموز (يوليو) في سان بطرسبرغ. وقال ماكين «ان روسيا في عهد بوتين ليست ديمقراطية ولا واحدة من الاقتصادات القيادية في العالم، واتساءل جديا ان كان ينبغي بقادة مجموعة الثماني المشاركة في قمة سان بطرسبرغ».

وفيما حددت روسيا التربية وأمن قطاع الطاقة ومكافحة الامراض المعدية خطوطا عريضة لرئاستها لمجموعة الثماني، تعرضت موسكو لموجة انتقادات غربية بعد ان قطعت امدادات الغاز عن اوكرانيا في ما عرف بـ«حرب الغاز» التي طاولت انعكاساتها خطوط امداداتها لاوروبا.

واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان هذه الخطوة الروسية «في غير محلها في وقت يتعين على روسيا ان تثبت استعدادها للتصرف كدولة مزودة بالطاقة مسؤولة في اسواق الطاقة».

ونقض بوتين هذه الانتقادات الموجهة لبلاده معتبرا الاسبوع الماضي انها صادرة عن «خبراء في شؤون الاتحاد السوفياتي متحجرين». ورأى ان روسيا لها موقع مشروع داخل مجموعة الثماني خصوصا انها تقدم خبرتها كدولة نامية وقال «لا احد يريد ان تتحول مجموعة الثماني الى تجمع لكبار الاثرياء».

وقال وزير المالية الروسي ان نظراءه في مجموعة الثماني سيناقشون في موسكو «تنمية السوق العالمية والسوق النفطية ونتائج المفاوضات التجارية الاخيرة (في اطار منظمة التجارة العالمية) والمساعدات للدول الفقيرة».

وتقع اسعار النفط التي تقارب اعلى مستوى لها في التاريخ في صلب اهتمامات دول مجموعة الثماني في وقت يدفع الخلاف القائم حول البرنامج النووي الايراني هذه الاسعار الى الارتفاع.

ومن المتوقع ان يصدر الوزراء تقويما ايجابيا للاقتصاد العالمي وسط توقعات بخروج اليابان هذه السنة من حلقة انكماش اقتصادي وبوادر انتعاش في النمو الاقتصادي في منطقة اليورو.

كما سيدعو وزراء المالية الى سد العجز في الموازنة الاميركية والقيام بالإصلاحات الواجبة وعلى الاخص في الدول الاوروبية واليابان.

وستسعى روسيا ايضا الى احراز تقدم في مشروعها لتسديد قسط من دينها المتوجب لنادي باريس قبل موعد الاستحقاق. ومن المحتمل في غياب حكام المصارف المركزية الا يتم التطرق الى المسائل النقدية وفي طليعتها دعوة الصين الى ترك سعر عملتها يحدد في البورصة.