رغم مساعي بوش لتقليص الاعتماد على نفط المنطقة

خبراء: السعودية ستظل القوة الرئيسية والمؤثرة في سوق النفط العالمية

TT

لندن ـ رويترز: يتعين أن يلتزم الرئيس الأميركي جورج بوش الحذر بشأن رغبته في التخلص من الإدمان الأميركي لنفط الشرق الأوسط لأنه قد يفقد موردا موضع ثقة.

والسعودية اكبر مصدر للنفط في العالم قد يسعدها جدا تحويل براميل النفط غير المرغوب فيها في الولايات المتحدة الى آسيا المتعطشة لمزيد من موارد الطاقة وهي منطقة لم تخف الرياض توجهها لتوسيع أسواقها فيها.

وقال نواف عبيد المستشار النفطي السعودي «الأمر لا يمثل مشكلة حقا بالنسبة لنا.. نستطيع بيع نفطنا في اي مكان.» واختار علي النعيمي، وزير البترول السعودي، التوقيت المناسب للرد على تعهدات بوش في خطابه عن حالة الاتحاد بخفض الاعتماد على نفط الشرق الأوسط بنسبة 75 في المائة بحلول عام 2025.

وقال النعيمي أمام مؤتمر عن الطاقة في هيوستون «ما يهمنا هو الحديث عن عدم الرغبة في الحصول على نفطنا. ليست عثرة كبيرة.. إنما أمر يستدعي الأخذ في الحسبان».

وأعرب المسؤولون السعوديون عن دهشتهم وليس قلقهم للتحول في موقف بوش تجاه السعودية التي ظلت على مدى نصف قرن شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة.

وقالت فاليري مارسيل، الخبيرة النفطية في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن «لأن بوش يتلاعب بالألفاظ في ما يتعلق بجدول أعمال محلي محض.. انه مجرد كلام». ويواجه بوش ضغوطا داخلية من شعب مستاء بدرجة متزايدة نتيجة ارتفاع اسعار البنزين في مبيعات التجزئة والأرباح الضخمة التي تحققها شركات النفط ومخاوف بيئية والاعتماد الأميركي على منطقة ينظر اليها باعتبارها غير مستقرة.

وقال جوناثان ليندلي، من المعهد الملكي للخدمات في لندن «يرتبط التوقيت بدرجة اكبر بالمشكلة التي تواجهها الإدارة الأميركية في ما يتعلق بالتأثير الداخلي لأسعار النفط المرتفعة والوضع في العراق بدرجة اكبر من تدهور في العلاقات بين واشنطن والعالم العربي». وقبل اقل من عام ناشد بوش الأمير عبد الله الذي كان ولي عهد السعودية آنذاك زيادة الإنتاج وأنشطة التكرير. واستجابة من السعودية قدمت الرياض مسودة خطة حجمها 50 مليار دولار لتعزيز إنتاجها من النفط وزيادة قدرتها التكريرية في أنحاء العالم.

وفي نفس الوقت حولت بمهارة تركيزها التجاري الى آسيا حيث كان النمو القوي في الصين والهند مسؤولا الى حد كبير عن المستويات القياسية التي شهدتها أسواق النفط في العام الماضي.

وتستورد آسيا التي باتت اكبر مستورد للنفط السعودي نحو 60 في المائة من نفط المملكة بينما باتت المكسيك وكندا الموردين الرئيسيين للولايات المتحدة لتأتي السعودية في المرتبة الثالثة.

وأنهى العاهل السعودي الملك عبد الله ووزير النفط علي النعيمي للتو جولة في آسيا قال النعيمي انه رتب خلالها تعاقدات لتوريد مزيد من النفط الخام الى المنطقة.

وتتمتع واردات الخام بعلاوة في الأسواق الآسيوية حيث أبدت المصافي دوما استعدادا لدفع سعر أعلى لضمان الإمدادات.

وقال عبيد «إذا بعنا النفط الى آسيا فقط سنتمكن من البيع بسعر أعلى». وبغض النظر عن الجهة التي تورد لها السعودية النفط فإنها ستظل دوما صاحبة تأثير رئيسي على الأسواق العالمية لأنها المنتج الوحيد الذي يملك طاقة إنتاج فائضة كبيرة.

وقال عبيد «من البديهي ان السعودية سيظل لها تأثير كبير على أسعار النفط العالمية.. السعودية هي الضامن الأساسي للأسعار». ولدى السعودية سبب آخر لعدم الإحساس بأنها في خطر نتيجة التصريحات الأميركية لأن الأغلبية يعتقدون أن أهداف بوش لعام 2025 غير قابلة للتحقيق.

وقال ستيوارت مكغيل، نائب الرئيس في شركة اكسون موبيل، أكبر شركة نفط في العالم مدرجة أسهمها للتداول في البورصة «من الناحية الواقعية ليس هذا ببساطة أمرا محتملا في أي وقت». وقال يوم الثلاثاء «الأميركيون يعتمدون على الواردات لسد الفجوة»، مهونا من فكرة أن الولايات المتحدة يمكن مطلقا أن تصبح مكتفية ذاتيا.