«موانئ دبي العالمية» تخوض «معركة» قوية للفوز بصفقة «بي آند أو» البريطانية

وسط ترقب للخطوة المقبلة من جانب الشركة السنغافورية

TT

تسيطر حالة من الترقب الشديد على دوائر المهتمين بقطاع النقل البحري والموانئ في العالم، وبخاصة في محور لندن ـ دبي ـ سنغافورة الذي يشهد منافسة ضارية من أجل الفوز بصفقة شراء شركة «بي آند أو» البريطانية، رابع أكبر مشغل موانئ في العالم، وأقدم شركات إدارة الموانئ والنقل البحري في العالم وتتنافس عليها مجموعة «موانئ دبي العالمية» و«بي.إس.إيه السنغافورية».

وكانت البداية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما قدمت مجموعة موانئ دبي العالمية عرضها لشراء الشركة البريطانية في ظل ترحيب من جانب مجلس إدارة «بي آند أو»، الا ان «بي.اس.ايه» قدمت عرضا تزيد قيمته على عرض دبي، فرجحت الكفة للشركة السنغافورية قبل أن تعيد مجموعة موانئ دبي الكرة وتزيد قيمة عرضها.

وبعدها بدأت الشركة السنغافورية بشراء اسهم «بي آند او» وتملك الشركة السنغافورية 4.1 في المائة من اسهم الشركة البريطانية تمهيدا لتقديم العرض المضاد. وتحتاج شركة «بي.اس.ايه» لتعزيز وضعها في الهند حيث تمتلك «بي اند او» موانئ بينما تضع موانئ دبي التي تريد ان تصبح لاعبا عالميا في قطاع شبه القارة الهندية نصب عينيها ايضا. وكان المحللون يتوقعون تقديم دبي لعرض جديد بسعر أعلى مشعلة بذلك حرب أسعار للفوز بالشركة البريطانية التي يبلغ عمرها165 عاما.

والآن يترقب المحللون الخطوة المقبلة من جانب الشركة السنغافورية حيث لا يستبعدون أن تتقدم الشركة بعرض جديد في اللحظة الاخيرة يتجاوز قيمة عرض دبي من أجل الفوز بهذه الصفقة المثيرة.

يشار هنا الى ان «بي آند أو» تدير 29 ميناء حاويات في 16 دولة، وهي كما يقول تقرير مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني والاستثماري آخر شركة عالمية كبيرة في مجال إدارة الموانئ مطروحة للبيع، وهو ما يجعلها هدفا مهما للشركات التي تسعى إلى احتلال مكان الصدارة في هذا القطاع سريع النمو. وأضاف التقرير أن هذه الشركة ستكون جائزة كبيرة بالنسبة للفائز بالصفقة بحسب ما نقلته وكالة الانباء الالمانية.

وكانت سلطة موانئ دبي العالمية قد رفعت عرضها لشراء المجموعة البريطانية العريقة للموانئ والعبارات الى 3.88 مليار جنيه استرليني (6.9 مليار دولار) لتتفوق بذلك على العرض الذي تقدمت به شركة «بي.اس.ايه انترناشيونال»، التي تملكها مجموعة «تيماسيك» الذراع الاستثمارية للحكومة السنغافورية، الذي تبلغ قيمته 3.7 مليار جنيه إسترليني.

كما قررت إدارة الشركة البريطانية تأجيل موعد عقد اجتماع الجمعية العمومية غير العادية للمساهمين لاختيار عرض الشراء إلى يوم الاثنين المقبل، الامر الذي يشير إلى إمكانية اشتداد حرب الاسعار بين الشركتين الاماراتية والسنغافورية.

غير أن «بي.إس.ايه» لم تقدم حتى الآن أي عرضا جديدا ردا على عرض دبي الذي زاد عن عرضها الاول بنسبة خمسة في المائة. ويزيد السعر الذي تعرضه دبي بنسبة 76 في المائة عن سعر سهم الشركة البريطانية في 27 أكتوبر (تشرين الاول) الماضي وقبل الاعلان عن خطط مجموعة دبي لشرائها.

وكان سلطان بن سليم، الرئيس التنفيذي لسلطة موانئ وجمارك دبي والمنطقة الحرة، قد صرح لـ«الشرق الأوسط» في لندن بعد لحظات من اعلان العرض الجديد «إن العرض الذي قدمناه كان سخيا لإيماننا باهمية الشركة الاستراتيجية، ولانها ستخدم زبائننا في العالم». وكانت مجموعة «بي اند او» قد اعلنت قبل عرض »موانئ دبي الاخير» انها وافقت على عرض شركة «بي.اس.ايه انترناشيونال» السنغافورية على حساب العرض الذي كانت مجموعة موانئ دبي العالمية قد تقدمت به لشرائها مقابل 470 بنسا للسهم في صفقة تقيم الشركة البريطانية باكثر من 3.5 مليار جنيه استرليني 6.4) مليار دولار).

أما رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج فقال في وقت سابق إن شركة «بي إس إيه انترناشونال» السنغافورية «تدرس بعناية كيفية الرد على عرض ميناء دبي الذي يعد أكبر عرض عالمي في الحرب الدائرة لشراء مجموعة «بي آند أو» البريطانية للموانئ والعبارات»، واصفا عرض شركة بلاده بأنه قرار صائب.

وكسر لونج حاجز الصمت متحدثا مع فريق عمل شركة «بي إس إيه» في أول يوم من العام الصيني الجديد حول عرض موانئ دبي الذي قدم يوم 29 يناير (كانون الثاني) الماضي والذي بلغ 520 بنسا للسهم لينتزع بذلك الصفقة بعرض جديد يقيم الشركة بمبلغ 3.9 مليار جنيه إسترليني (6.9 مليار دولار). وقبل أربع وعشرين ساعة فقط، كانت مجموعة «بي آند أو» قد أيدت عرض «بي إس إيه» الذي يبلغ 3.7 مليار جنيه إسترليني أو ما قيمته 470 بنسا للسهم. وبالتالي رفضت المجموعة البريطانية عرض الشركة السنغافورية وقبلت بعرض موانئ دبي لتنضم بذلك إلى المساهمين الذين من المقرر أن يصوتوا في 13 فبراير الحالي.

ورغم اقتراب موعد التصويت النهائي على عرض مجموعة دبي، فإن محللين يرون أن حرب الاسعار بين الشركتين المتنافستين بدأت بالفعل وأن الايام القليلة المقبلة قد تشهد تصعيدا جديدا في ضوء القيمة الاستراتيجية لاصول الشركة البريطانية والتي يسيل لها لعاب الشركتين الاماراتية والسنغافورية.